عم صالح المكوجي الذي يبلغ من العمر 58 عاماً، صاحب المكان المليء بالحيوانات، بالتحديد القطط، التي تجدهن منطلقين في المكان منتشرين في كل ركن في أركان محل "كي" الملابس، وهم مطمئنين وكأنهم أصحاب مكان، يلتفون حول "عم صالح" الذي يرون فيه البيت والسكن والأمان، يأكلون ويشربون وعندما تغرب الشمس يأتي معاد نومهم، فتتخذ كل منهن ركن للراحة بكل طمأنينة .

"بيجو، مشمش، نوران، و روي .. " هم الأسماء التي أطلقها "عم صالح" على قططه التي اعتبرهن أولاده الذي رزقه الله بهم في مكان أخر غير منزله، فهو يمتلك بنتين وولد، يساعدونه على تحمل مشقات الحياة، يذهب لهم في أخر كل ليلة تاركاً قططه، محملاً بطاقة اشتياق وحنين لهم .

يبدأ يومه بالصلاة مبكراً في بيته بالمنيب، الذي يحتوي على ثلاث كلاب، يرعاهم أبنائه، فهو نقل لهم حبه واحترامه إلى عالم الحيوان، الذي لاقى به السلام والأمان نفسي، فبعد استيقاظه وأدائه للصلاة، يرتدي ملابسه المكوية ويذهب إلى محله بمنطقة الدقي الذي بدأ به عمله منذ 30 عاماً، ليمارس مهام عمله، التي تشمل كي الملابس لزبائنه، والاهتمام بقططه .

وفي حرارة الشمس المرتفعة هذه الأيام، يشعر بواجبه الإضافي نحو حيواناته، فيغير لهم المياه التي يشربون بها كل ساعة حتى يزيل عنه سخونتها، ويحاول توفير أكلات لهم تحتوي على سوائل من أجل تخفيف حرارة الجو المرتفعة عنهن .

"قبل ما أحط المفتاح عشان افتح المحل تكون القطط واقفة تحت رجلي" هم يشعرون بوجوده، ويبادلونه أحساس الحب، فعندما يشعر بالتعب يجدهن تحت رجليه ويلتفون حول جسمه محاولين تخفيف آلامه وإرهاقه من تعب العمل .

عالم الحيوان اسلم بكثير من عالم الإنسان"، حبه للحيوانات بسبب السلام الذي يوجد بين الحيوانات وبعضها البعض، فهو لا يرى أحدهم يوجه سلاح في وجه أخيه، من اجل قطعة ارض أو أموال، بينما يقدرون أحساس الحب والاهتمام الذي يبادلهم به، فعند تعرضه لأحد حوادث السرقة التي حدثت بمنزله قام أحد كلابه بالتصدر للسارق من أجل حماية منزل صاحبه وهو "عم صالح"، فالحب والسلام ورد الجميل هو دين الحيوانات على الأرض .