جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

ثقافة

أزمة التشغيل.. صداع فى رأس النقابات الفنية

الإثنين 01/مارس/2021 - 04:58 م
تحيا مصر
طباعة
بوابة تحيا مصر




نهال عنبر: الحل فى عودة القطاعات الإنتاجية


نادية مصطفى: يحكمها العرض والطلب
د.عاطف إمام: قررنا عدم تشغيل أى مطرب إلا بفرقة من خمسة عازفين
عمر عبد العزيز: تساعد بشكل ودى.. وأتمنى أن تقتحم مجال الإنتاج
طارق الشناوى: لابد من تضافر كل الأطراف.. وعلى كبار النجوم القيام بدورهم تجاه زملائهم
أثار قرار استقالة الفنان سامى مغاورى من مجلس نقابة المهن التمثيلية بسبب قضية التشغيل والبطالة التى يعانى منها الفنانون، الحديث مجددا حول قضية التشغيل فى النقابات الفنية، والدور الذى ينبغى عليهم القيام به فى ظل ازدياد نسبة البطالة فى النقابات المختلفة بسبب فيروس كورونا الذى يعانى منه العالم، ورغم أن هذه الأزمة موجودة منذ فترة طويلة ويعانى منها عدد كبير من الفنانين سواء ممثلين أو مطربين أو فنانين تشكيليين وغيرهم، إلا أن الحديث حولها لا ينتهى خاصة فى ظل استمرار تواجدها وازديادها بسبب قلة الأعمال الفنية والحفلات والمعارض، والتى أثرت بدورها على نسبة التشغيل.

«الأهرام المسائى» تحدثت مع ممثلين من النقابات الفنية حول أزمة التشغيل وأسباب ازديادها، وسبل حلها خلال الفترة المقبلة، ودور النجوم والجهات الإنتاجية ومتعهدى الحفلات فى استيعاب أكبر عدد من أعضاء النقابات الذين لا يجدون فرصة فى العمل، بالإضافة إلى محاولة تطوير مواهب بعض الأعضاء من خلال الدورات ليصبحوا جاهزين للدخول فى سوق العمل..وتفاصيل أخرى فى هذه السطور:

فى البداية تؤكد الفنانة نهال عنبر عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية أنه لا يوجد قانون يجبر أحد على المساهمة فى حل ظاهرة عدم تشغيل الفنانين، وبرغم الجهود المضنية التى خاضها أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، ولقائه بعدد من المنتجين وصناع الأعمال للحد من تلك الظاهرة ووضع حلول جذرية لإنهائها, إلا أنها ترى أن الحل القاطع يكمن فى عودة القطاعات الإنتاجية بكامل طاقاتها مثل مدينة الإنتاج وصوت القاهرة وإتحاد الإذاعة والتليفزيون من خلال التنسيق وتوزيع الأعمال الفنية مع شركات الإنتاج الخاصة المتواجدة على الساحة حاليا، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيقضى تماما على مشكلة بطالة الممثلين سواء من الكبار أو الشباب, ويساهم بشكل مباشر على زيادة المعروض من الأعمال الفنية.

وأضافت أن هناك بارقة أمل من خلال إعادة إنتاج 5 حلقات لكل قصة بالمسلسلات، وهو ما يصب مباشرة فى زيادة الإنتاج، ومن ثم منح الفرص لتشغيل جميع الفنانين المتوقفين عن العمل من أكبر نجم حتى أصغر دور، نافية كل ما تردد حول ظهور بعض الوجوه الجديدة بالمسلسلات دون تصريح من النقابة، مؤكدة أنه إذا ما حدث ذلك سوف تتخذ النقابة إجراءات صارمة تصل إلى حد المنع من الظهور, ومن يمتلك موهبة فعلية عليه تقنين وضعه من خلال الورش الفنية المقامة حاليا بالنقابة واجتياز اختباراتها, لان لها دوراً كبيراً فى تشغيل شباب الفنانين برغم من أن مسألة العرض والطلب هى العامل الحاسم فى هذه القضية.

وأوضحت أنها تسعى بقدر استطاعتها فى مساعدة الزملاء الذين لم تسند لهم أدوار فنية فى الوقت الحالى دون الإفصاح عن أسمائهم لأنه حق وواجب لزملاء المهنة.

بينما قالت المطربة نادية مصطفى عضو مجلس نقابة المهن الموسيقية إنه فى ظل أزمة كورونا التى مازال يعانى منها العالم أصبحت مسألة تشغيل الفنانين يحكمها العرض والطلب فى ظل ندرة الحفلات، وتقليصها بسبب فرض قيود غير مسبوقة للحد من مخاطر كوفيد-19 لكن نقابة المهن الموسيقية فتحت هذا الملف مبكرا وقررت صرف ثلاثة أشهر لكل متضرر كإعانة بطالة بالتزامن مع الموجة الأولى لهذا الفيروس اللعين, مشيرة إلى وجود حزمة قرارات سيتم تنفيذها بعد زوال فترة كورونا, من بينها عند إقامة الحفلات لابد من تواجد مطربين وموسيقيين للتشغيل كصف ثان بالتزامن مع المطرب الجماهيرى ونجم الشباك الذى يتم اختياره دون إملاء شروط من متعهدى الحفلات.

وأضافت أن هناك مشكلة أخرى تتسبب فى مسالة البطالة يجب التصدى لها وهى المغالاة فى أجور المؤلفين والملحنين والموزعين ضاربة المثل أنها عندما كانت تتعامل مع كبار الملحنين والمؤلفين مثل عبد الوهاب محمد وعمار الشريعى والموجى وغيرهم لم تشعر بارتفاع الأجور مما ساهم فى تشغيل العديد من العازفين والمطربين, لكن فى الوقت الحالى بمجرد نشر الأغنية على شبكات التواصل الاجتماعى يتم سرقتها على الفور, بجانب ندرة شركات الإنتاج وعدم انتشارها فنجد أن المطربين لا حول لهم ولا قوة ولا يملكون من الأمر شيء إلا موهبتهم التى تنحصر فى أصواتهم فقط, لافتة إلى أنها واجهتها تلك المشكلة عندما قررت البدء فى عمل جديد حيث فوجئت بالمطالبة بأرقام خيالية، ولم تستطع أى شركة إنتاج تحملها. وأوضحت أن ظاهرة الـ«DJ» المتفشية فى الحفلات ساهمت فى تضخم ملف البطالة وعدم تشغيل العازفين والمطربين, لذلك كانت هذه الظاهرة من أولى اهتمامات مجلس النقابة للحد منها ووضع قرارات ستقوم النقابة على تفعيلها فى القريب العاجل.

أما بالنسبة لمسألة تطوير المهنة واندماج العديد من المطربين والموسيقيين فى سوق العمل أكدت أنه تم مناقشة الأمر من خلال نقابة المهن الموسيقية وجارى الاستعداد لإقامة عدد من الورش الفنية تتماشى مع متطلبات العصر, متمنية أن تلقى إقبالا من الأعضاء العاملين والمنتسبين لتطوير أدائهم, مؤكدة أن النقابة سوف تقوم بإقامة العديد من الحفلات ستعلن عن موعدها قريبا, يحييها كبار النجوم باصطحاب شباب المطربين وأعداد كبيرة من العازفين لوضعهم على ساحة الطرب والغناء واكتشاف مواهبهم الحقيقية, وذلك لأن المسئولين عن تسويق الحفلات المتواجدين على الساحة حالياً تقاعسوا ولا يمدون يد العون أو يحاولون السعى لصناعة نجوماً جدد، بل يذهبون للحل الأسهل وهو اللجوء لنجم الشباك فى المقام الأول, أما الموهبة الحقيقة فتركن على الرف وبالتالى لا تستطيع الاندماج فى سوق العمل.

وأشارت إلى أن تجربة دار الأوبرا المصرية الرائدة من خلال الاستعانة بالنجم الجماهيرى لإحياء حفلاتها بجانب الزج بالمواهب الشابة أمر يساهم بشكل كبير فى صناعة النجوم وظهور أصوات جديدة, وبالتالى على الجميع تضافر الجهود والتعاون لإنعاش الغناء العربي، وضخ دماء جديدة بالوسط الفنى ولا داعى لمغالاة القائمين على صناعة الغناء فى مصر من أجل تحقيق الريادة الغنائية بالوطن العربي.

بينما قال د.عاطف إمام عضو مجلس نقابة المهن الموسيقية إن معظم سوق العمل أصبح يتحكم فيه متعهدى الحفلات، والباقى أفراح، وبالتالى لا تستطيع النقابة فرض تشغيل الموسيقيين أو المطربين, مشيرا إلى أنه تم الإعلان عن إقامة معهد لتطوير المهنة للحاق بسوق العمل، ورغم ذلك لم نجد استجابة حتى الآن, لذا نطالب الذين لم يحالفهم الحظ فى النجاح باختبارات النقابة وعدم الحصول على تصاريح العمل, الالتحاق بهذا المعهد لتنمية مواهبهم, أما بالنسبة لموضوع التشغيل لدينا فى النقابة الحفلات الكبرى والمهرجانات لها متعهدينها الذين يفضلون النجوم العرب من لبنان مثلا وهم بالتبعية يصطحبون معهم بعض الموسيقيين ويستعينون فى النهاية بالنقابة لاستكمال الفرقة الموسيقية, ولكننا أيضا لا نستطيع فرض فئات ضعيفة المستوى على أحد , كما لا نستطيع فرض أحد من الموسيقيين أو المطربين على فرق الأوبرا.

وأضاف إمام أنه جاء بمبادرة عبارة عن اتفاق ضمنى مع جميع فنانى مصر لإقامة “تخت شرقي” لا يقل عن 5 أفراد فى البهو الرئيسى للفنادق الكبري، وهو ما سيساهم فى تشغيل عدد كبير, لكن بسبب ظروف فيروس كورونا وتوقف الأنشطة لم تلق المبادرة استجابة, مشيرا إلى أن التكنولوجيا الحديثة للأسف جعلت الموسيقيين هم الضحية، ليعانوا بشدة من أزمة التشغيل, ليأتى المطرب مستعينا بعازف أورج فقط وتوفير فرقة كاملة لأن جميع المؤثرات الصوتية متوفرة فى الأورج, وفى بعض الأحيان يتم الاستغناء عن عازف الاورج الوحيد, والاعتماد على “فلاشة” مسجلة يغنى على أنغامها المطرب منفرداً، وهو ما ساهم فى انتشار البطالة.

وأشار إلى أن النقابة اتخذت قرارا بعدم تشغيل أى مطرب أو مطربة إلا من خلال فرقة لا تقل عن خمس عازفين للحد من تلك الظاهرة, أما التسجيلات الغنائية من خلال استديوهات فلا تستطيع النقابة السيطرة عليها بفرض أحد وضمه لسوق العمل, بسبب أن هناك موسيقى ضعيف المستوى يسجل الأغنية فى ساعتين، بينما تجد الآخر يمتلك الخبرة والسرعة ويسجلها فى عشرة دقائق فقط وبالتالى الجميع يلهثون عليه لخبرته فى هذا المجال ويطلبونه للعمل معهم. وأضاف أن النقابة لديها إعانات غير ثابتة خاصة فى وقت كورونا حيث تم صرف 500 جنية لمدة ثلاث أشهر من الذين تقدموا لطلب إعانة التوقف عن العمل، خاصة أنه فى الوقت الحالى يكاد الدخل أن يكون منعدما بسبب ندرة الحفلات التى خلفتها أزمة كورونا لكن النقابة تقوم بواجبها تجاه الأعضاء دون تقصير من ناحية صرف المعاشات وإعانات وعلاج الأمراض المزمنة, برغم أن موارد النقابة تعتمد على الرسوم النسبية فقط الخاصة بالحفلات والأفراح, مشيرا إلى أنه بعد فترة كورونا سوف يتحسن الدخل, خاصة أن النقابة تمتلك أفكارا كثيرة قابلة للتنفيذ الفورى خاصة ملف البطالة، لكن لا نستطيع تنفيذها فى الوقت الحالى بسبب توقف الأنشطة جزئياً لأننا نحترم قرارات الدولة فى تقليص أعداد مرتادى الحفلات حفاظا على الصحة والحد من انتشار فيروس كورونا.

بينما قالت الدكتورة صفية القبانى نقيب الفنانين التشكيليين إن أى نقابة لا تخلو من معاناة فى ملف البطالة والسعى لحلها, مشيرة إلى أنه بالرغم من الموارد البسيطة، إلا أننا نعمل على البحث عن سبل زيادة المعاشات, المرتبطة بازدياد الموارد التى تعتمد على اشتراكات الأعضاء فقط, لكن هناك حلولا تتمثل فى تحصيل نسبة 2 % من كبار التشكيليين وللأسف لم تنفذ حتى الآن, وتعمل النقابة على إيجاد تشريعات جديدة لسرعة تحصيلها, بالرغم أن هناك فنانين تساهم طواعية وبدون أن تفرض عليهم النقابة ذلك لإيمانهم الشديد لحل أزمة البطالة خاصة مع كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة.

وأضافت لدينا أيضا ما يسمى بحق التتبع ضمن قانون 82 لسنة 2002 والذى يخص الملكية الفكرية لكنه لا ينفذ أيضاً, مشيرة إلى أنه يجب تضافر الجهود بين كبار الفنانين والنقابة لأنعه عمل خدمى فى المقام الأول، ومسئولية تجاه زملائنا التشكيليين.

ومن جانبه أشار المخرج عمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية إلى أن التشغيل ليس دور النقابات الفنية ولكنه مسئولية جهات أخري, لكن النقابات الفنية فى الوقت نفسه تحاول المساعدة بشكل ودي, فى ظل النقص الشديد فى الأفلام المعروضة سنويا والتى تقلصت إلى اقل من النصف, ووصلت إلى 30 عملا تقريبا يتم عرضها بدلا من 120 مسلسلا وفيلما كانت تعرض فى الظروف الطبيعية قبل جائحة كورونا.

وأضاف أنه يتمنى لكل النقابات الفنية أن تمتلك رأس مال ضخم تقتحم به مجال الإنتاج برغم معاناتهم فى إيجاد حلول لمشكلات ملفات عديدة منها المعاشات والتأمين الصحى وغيرها, وتساءل عبد العزيز عن مصادر دخل النقابات الفنية ؟ ليجيب على الفور أن كل نقابه تحصل على 30 ألف جنيه سنوياً, أما اتحاد النقابات الفنية فيحصل على 41 ألف جنيه فى العام، رغم أن الأجور تجاوزت 300 ألف جنيه.

وأوضح أن ما ساهم فى تضخم مشكلة البطالة فنيا هو توقف ثلاثة جهات توقفت تماما عن إنتاج الأعمال الفنية هى «صوت القاهرة، مدينة الإنتاج الإعلامي، وقطاع الإذاعة والتليفزيون».

وأشار الناقد طارق الشناوى إلى ضرورة تضافر كل الأطراف، وليست النقابات وحدها لحل ظاهرة عدم تشغيل الفنانين, متسائلا ماذا تستطيع النقابات أن تفعله؟ فيجب عند ظهور هذه الأزمة أن يقوم كبار النجوم بدورهم تجاه زملائهم, وعند سماح الدولة بإقامة الحفلات يتصدرون المشهد وتذهب إيرادات تلك الحفلات إلى صناديق النقابات الفنية المختلفة. وأضاف أن هناك مشروعا على المدى البعيد وبالتراكم من خلال التدخل السريع من كبار الممثلين والتشكيليين والموسيقيين والمطربين بدعم نقاباتهم بنسبة أكبر من التى قررها القانون حيث تكون على سبيل المثال 5 % بدلا من 2 % من نتاج أعمالهم الفنية، وذلك لقلة المعروض بسوق العمل حتى الكومبارس فى مجال السينما والدراما التليفزيونية اضطر المنتجين لتقليص أعدادهم وبصدد التفكير لإلغاء المشاهد الجماعية فى الأعمال الفنية بسبب فيروس كورونا, مما أدى إلى تفشى ظاهرة البطالة.

وأوضح أن هذه النسبة كانت تشكّل دخلاً وزرقاً يعتمدون عليه سنويا, خاصة عند تصوير المسلسلات التى ستعرض فى الماراثون الرمضاني, وبالتالى يجب على كل النقباء مضاعفة النسبة المقررة وتكون لديهم الجرأة بتفعيل ذلك, متمنيا إيجاد مبادرة مباشرة من كبار النجوم فى تحصيل نسبته للنقابة تصب مباشرة فى ملف التشغيل ويجب عليهم أن تكون لديهم المسئولية الاجتماعية تجاه زملائهم الفنانين.

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر