"965 ألف مصري أدوا مناسك الحج هذا العام، وأنفقوا أكثر من 35 مليون دولار".. هذا ما توصلت إليه الدراسة التي قام بها المركز الوطني للدراسات السياسية والإستراتيجية، التي قام بها اللواء محمد هاني زاهر مدير المركز، والتي أكد فيها أن 65 ألف مواطن مصري أدوا مناسك الحج بتأشيرة رسمية من السفارة السعودية بالقاهرة.

وأكدت الدراسة أن واحداً من بين ثلاثة مواطنين من داخل المملكة العربية السعودية أدوا مناسك الحج، مشيراً إلى أن هناك 900 ألف مواطن مصري من بين 2.7 مليون عامل مصري بالمملكة العربية السعودية أدوا مناسك الحج، بالإضافة إلى 65 ألف مواطن من داخل مصر.

«بيزنس العمرة»

أما بالنسبة للعمرة فقد أكدت الدراسة التي حصل «جورنال مصر» على نسخة منها أن عدد المعتمرين يبلغ سنوياً مليون و80 ألف معتمر، فضلاً عن أكثر من 150 ألف معتمر من المصريين المقيمين داخل المملكة العربية السعودية، منهم 476 ألف معتمر في شهر رمضان فقط.

وأضاف اللواء محمد هاني زاهر في دراسته أن حجم إنفاق المصريين يتراوح ما بين 3 – 5 مليارت دولار سنوياً، يتم تحويلها خارج البلاد للشركات السياحية العالمية، وهو ما يمثل ضغطاً كبيراً على الاقتصاد المصرى، حيث يتم اقتطاع هذا المبلغ من موارد الاقتصاد المصرى الذى يعاني من أزمة طاحنة.

وأكدت الدراسة أن تأجيل موسم الحج والعمرة «لغير الضرورة»، وإعادة إستثمار هذه المبالغ يوفر ما بين 3 إلى 5 ملايين فرصة عمل، حيث أنه طبقاً لمعايير منظمة العمل الدولية فإن كل مليار دولار توفر مليون فرصة عمل في المشروعات «كثيفة رأس المال» أي المشروعات التي تعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي، كما أن كل مليار توفر نحو 2 مليون فرصة عمل في المشروعات الصغيرة، وهي المشروعات التي يطلق عليها «مشروعات كثيفة العمالة»، وهو ما يعني توفير ما بين 6 و10 ملايين فرصة عمل.

«إتاوات حكومية»

وأضافت الدراسة أن الحكومة لم تفكر في إعداد خطة لإستثمار هذه الأموال بدلاً من استنزافها وتحويلها للشركات السعودية بالعملة الصعبة، ولم تتدخل إلا بإجراء واحد وهو فرض إتاوات على شركات السياحة تحت بند «رسوم إدارية» على تأشيرات الحج والعمرة تقدر بنحو 120 مليون جنيه فقط، وهو ما يكشف بساطة وسذاجة العقل الإداري للحكومة المصرية.

وأكد زاهر في دراسته أن نسبة أعداد الحجاج والمعتمرين المصريين في تزايد مستمر حيث بلغت نسبة الزيادة خلال الثلاثة سنوات الماضية نحو 20% في أعداد الحجاج، و30% في نسبة المعتمرين، حيث قفز عدد المعتمرين المصريين من 875 معتمراً إلى مليون و80 ألف معتمر.
وأكدت الدراسة أن إجمالي عدد المعتمرين الذين يزورون الأراضي المقدسة بالسعودية يقدر بنحو 15 مليون زائر سنوياً، منهم نحو مليون و250 ألف معتمر مصري، أي ما يعادل نحو 7.5% من إجالي عدد المعتمرين الذين يمثلون نحو 250 دولة حول العالم.

ووفقاً للأرقام الرسمية المصرية وفقاً لتقرير غرفة السياحة، فقد بلغ إجمالي إنفاق المصريين في موسم الحج والعمرة نحو 350 مليون دولار مليارات دولار سنوياً، وهو ما يعادل 30 مليار جنيه تقريباً، يتم تصديرها إلى السعودية سنوياً، مما يتسبب في زيادة الأزمة الإقتصادية، ونقص العملة الصعبة، مشيراً إلى أن متوسط نفقات ومصروفات كل «حاج ومعتمر» تتراوح ما بين 30 و 50 ألف جنيه.