جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads
محمد عبدالجواد

محمد عبدالجواد

رسالة إلى أردوغان .. من يزرع الفوضى لن يجنى الاستقرار !!

الخميس 21/يوليو/2016 - 01:00 م
طباعة
الأزمة التركية لم تبدأ بعد ولكنها جنين فى مرحلة التكوين فمحاولة الانقلاب على رجل الاخوان المتغطرس حتى وان فشلت ظاهريا الا أنها سيكون لها تداعيات خطيرة على تركيا وعلى الشرق الاوسط بأسره .

لقد فتح اردوغان على نفسه أبواب الجحيم ومخطئ من يظن أنه سيكون قادرا على السيطرة على زمام الأمور بسرعة فالرجل سعى بكل ما أوتى من قوة ودعم دولى إلى تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة الذى هندسته وزيرة الخاجية الامريكية السوداء كوندليزا رايس لذا دس أنفه فى شئون الكثير من الدول العربية مصر وليبيا وسوريا والعراق وحتى تونس لم تسلم من شره لذا كان لزاما عليه أن ينتظر ساعة الحساب العسيرة والحساب يجمع .

اردوغان نصب نفسه مقاولا لتوريد الميليشيات المسلحة من من جميع أنحاء العالم إلى دول الجوار وخاصة سوريا والعراق على أمل تقسيم الدولتين والبدء فى استعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية الغابر .

تركيا فى عهد اردوغان تحولت إلى محطة ترانزيت تستقبل المتشددين ومجانين حمل السلاح والمتشوقين إلى التوضوء بدماء الأبرياء تحت شعار نصرة الاسلام من كل حدب وصوب وجعل الحدود التركية مع سوريا ممرا لاعادة توزيعهم من جديد ولكنه لم يدرك يوما أن كل سهم يوجهه أو يساعد فى توجيهه إلى جيرانه سيرتد اليه مضاعفا وبسرعة أكبر

فاردوغان الذى يدعى أنه رئيس اسلامى ويسعى لتكوين دولة الخلافة ومعه مجانين الاخوان لم يطبق مفاهيم وتعاليم الاسلام فى دولته التى تنتشر فيها بيوت الدعارة والبغاء المرخصة من حكومته التى يدعى كذبا وزورا وبهتانا أنها اسلامية وتدر عائدا سنويا للخزينة التركية لا يقل عن 4 مليارات دولار كما أن محلات بيع الخمور فى تركيا أكثر عددا من محلات بيع المواد الغذائية فأين الاسلام ودولة الخلافة التى صدعنا بها؟ .

أردوغان نصب نفسه حامى حمى الاخوان الذين انهارت عروشهم فى مصر وتونس ولم يثبتوا صلاحيتهم لتولى حكم البلاد وفتح تركيا كحضانة وملجأ لكل الهاربين من أوطانهم وأمدهم بالمال اللازم وسمح لهم بإنشاء منابر إعلامية وقنوات فضائية لسب أوطانهم وأهلها ليل نهار وهو بجهله لم يدرك أن من يبيع وطنه من السهل أن يبيع أى شئ فى مقابل المال والحماية .

أردوغان أظهر وجهه الأكثر قبحا بعد الاعلان عن فشل الانقلاب على حكمه ولو بشكل مؤقت وبدأ فى ممارسة سياسة التنكيل بكل من يعارضه فى الرأى فسمح بتعرية وتشليح جيشه فى الشوارع وفصل أساتذة الجامعات من أعمالهم وأغلق مؤسسات تعليمية وبدأ فى سحل وتصفية معارضيه فى الشوارع ومنع 1.3 مليون مواطن تركى من السفر ومنع 3 ملايين أخرين من الحصول على أجازات سنوية من العمل .

اردوغان الذى يعتبر أول رئيس فى العالم يخاطب مناصريه واتباعه ومواليه من الساكيب عبر هاتف محمول للنزول فى الشوارع واحتلال الميادين لمواجهة الانقلاب مازال خائفا مرتعدا كالفأر المذعور ولم يجرؤ حتى هذه اللحظة على الظهور فى تجمع عام او جماهيرى فى البلد التى يحكمها ولكنه يخاطب العالم عبر شبكة الجزيرة القطرية الراعى الرسمى للارهاب فى العالم فى حديث مجوف لا يثمن ولا يغنى من جوع وهو الامر الذى يثبت ويؤكد أنه مازال عاجزا عن السيطرة على مقاليد الامور فى بلده .

اردوغان الذى زرع بذور الارهاب فى سوريا والعراق ورواها بدماء الابرياء لن يجنى الا المر من وراء جرائمه الشنيعة التى ارتكبها وقد يصمد بشار الاسد الذى حاربه اردوغان بكل ما اوتى من قوة لاسقاطه فى الحكم أكثر من اردوغان نفسه لان من يزرع الفوضى لن يجنى الاستقرار ولن يعرف الراحة والجزاء سيكون من جنس العمل .

فالبطولة الزائفة التى حاول الرئيس التركى اصطناعها أمام العالم حينما أقدم على اسقاط مقاتلة روسية فى سوريا العام الماضى كانت بمثابة المسمار الأول فى نعشه وستوالى دق المسامير حتى نصل الى المسمار الاخير فقد حاول الرجل بشتى الطرق التوسل والروكوع أمام روسا والاعتذار عن فعلته ولم يدرك ان الروس سيجعلوه يدفع الثمن .

اردوغان لم يدخر جهدا فى التطاول على مصر فى كل لحظة حتى فى ظل أزمته الحالية يتهمهما بالوقوف وراء محاولة الانقلاب وبالتالى فالرجل افصح عن نوياه الخبيثة تجاه مصر لانها كانت الصخرة التى تحطمت عليها أحلام الاخوان بعد ان لفظتهم بعد عام واحد من وصولهم للحكم وقضت على أوهامهم بالجلوس على كراسى الحكم لفترات طويلة فى مصر وغيرها .

اردوغان الذى سعى الى تدمير مصر وليبيا وسوريا والعراق وهى دول اسلامية يتودد الى يهود اسرائيل بحثا عن المجد العثمانى البائد بل ووصل به الامر الى توجيه الشكر لدولة الكيان الصهيونى على موقفها منه خلال فترة الانقلاب عليه

وحتى هذه اللحظة فالصورة فى تركيا ما زالت ضبابية ولم تتضح بعد لان كل الاجراءات الانتقامية التى يقوم بها اردوغان حاليا ضد جزء من شعبه سيكون لها رد فعل عنيف وستعانى تركيا لفترات طويلة من وراء هذه الرعونة والمراهقة السياسة التى يمارسها رئيس دولة على شعبه .

فتركيا على موعد مع صراع طائفى لم يتحدد موعد اندلاع شرارته بعد وان كانت تتشكل الآن نيرانه تحت الرماد إلا أنها حتما ستشتعل فى أى لحظة وسيجر عدم الاستقرار تركيا الى تكبد خسائر اقتصادية منها هروب رؤوس الاموال والمستثمرين وتخوف السياح من السفر الى تركيا وتغيير واجهاتهم وهى امور سيدفع الشعب التركى فاتورتها باهظة لان اردوغان واسرته حققوا ارباحا بالمليارات من نفط العراق وسوريا الذى سرقته داعش وكان بلال نجل اردوغان هو الوكيل الحصرى القائم على أمور تسويقه .

ولان المشهد التركى ملتبس فلازال هناك وقت حتى تتضح نتائج ممارسات اردوغان على الارض واعتقد انها لن تظهر بوضوح قبل نهاية العالم الحالى فاما ان يحكم قبضته الحديدة على البلاد او يفلت زمام الامور من يده ونراه شريدا طريدا يبحث له عن مأوى قد لا يجده بسهولة .

المسألة مسألة وقت وقد يجد الشعب التركى نفسه قد انزلق الى مستنقع خطير لا نجاة منه بسبب رعونة وهشاشة الفكر الاخوانى الذى دمر كل البلد التى حصل على فرصة فيها للحكم شهور قليلة ويحسم الامر !!

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر