قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الولايات المتحدة ليست جادة في هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، معربا عن ثقته بأن النظام السوري يستطيع تحقيق الفوز في الحرب التي يخوضها حاليا في غضون أشهر.

وأضاف بشار، خلال مقابلة خاصة مع شبكة "إن بي سي" الأمريكية بمكتبه أمس الأربعاء، أن الجيش السوري حقق الكثير من التقدم مؤخراً، وأن الأمر لن يستغرق أكثر من عدة أشهر قليلة.

وأوضح بشار أن دعم روسيا للجيش السوري ساهم في ترجيح الكفة ضد الإرهابيين.. نافيا ما يتردد حول أن التدخل الروسي يهدف إلى دعم النظام السوري وليس ملاحقة العناصر الإرهابية.

ورأى بشار أن علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ترجع إلى القيم والمصالح المشتركة بينهما وهي القضاء على الإرهابيين، مشيرا إلى أن ذلك على عكس موقف الولايات المتحدة التي اتهمها بأنها لا تريد حقا هزيمة تنظيم "داعش".

ووصف بشار الغارات الجوية الأمريكية ضد التنظيم في سوريا بأنها سلبية وغير فعالة مقارنة بالقوة التي وفرتها روسيا. وتابع أنه يريد هزيمة العناصر الإرهابية بينما ترغب الولايات المتحدة في استخدام الجماعات الإرهابية للإطاحة بالنظام السوري.. متهما الإدارات الأمريكية المتعاقبة بإثارة الفوضى حول العالم، ومشيرا إلى أنها أصبحت أكثر ميلا إلى إشعال الحرائق.

وأعرب الرئيس السوري عن تشككه إزاء نوايا الولايات المتحدة تجاه المنطقة، قائلا إن الرؤساء الأمريكيين فقدوا مصداقيتهم في الشرق الأوسط منذ زمن طويل، ضيفا "نحن نأمل دائما في أن يكون الرئيس القادم أكثر حكمة ممن سبقه.. هذا ما نأمله لكننا لم نر ذلك مطلقا"، وتابع أن فترة رئاسة باراك أوباما لم تعن شيئا بالنسبة لسوريا كما أنه لا يعول كثيرا على المنافسين الرئاسيين حتى الآن.

وقال "نحن في سوريا لا نراهن أبدا على أي رئيس قادم أو أي رئيس انتهت فترة ولايته، وذلك لأن ما يقولونه في حملتهم الانتخابية يختلف عن ما يمارسونه عندما يتم انتخابهم".

وأضاف أنه لم يركز كثيرا على الحملات الانتخابية الخاصة بالمرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب واصفا حملاتهما بأنها خطابية فقط للوقت الحالي.. لافتا إلى أنهما سيتغيران بعد انتخابهما، وموضحا أنه يبدأ تقييم الرئيس بعد انتهاء حملته.

وفي الوقت الذي يرى فيه بشار تناقضا حول من سيأتي إلى البيت الأبيض، قال إن طريقه واضح لا لبس فيه. وتابع "عندما تتعرض البلاد لهجوم من جانب الإرهابيين، عليك أن تدافع عنها وهذه هي وظيفتي وفقا للدستور.. وبالتالي أنا أقوم بعملي وسأواصله بغرض النظر عن ما أواجهه".

وفيما يتعلق بما تردد عن استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية، قال بشار إنه لم يتقدم أحد بأي أدلة تؤكد ذلك، كلها صور على شبكة الإنترنت. وردا على استهداف المدنيين، قال إن النظام السوري لم يتخذ أي قرار بشن هجوم ضد منطقة لا يوجد بها عناصر إرهابية. وأكد أنه لا توجد حرب نظيفة لا توجد بها خسائر بشرية أو سقوط مدنيين أو أبرياء.

وقال الرئيس السوري إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف لم يتحدثا معه مطلقا عن ترك السلطة، مشيرا إلى أن الشعب السوري هو الوحيد صاحب الحق في تقرير من يبقى في السلطة ومن يرحل عنها ومتى، معربا عن عدم قلقه من احتمالية عقد بوتين ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتفاقًا يتضمن تخليه عن السلطة، قائلا إن السياسة الروسية لا تقوم على إبرام الصفقات ولكنها تستند إلى القيم.

وأضاف الرئيس السوري أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست جادة في التصدي لتنظيم "داعش"، حيث إنها ترغب في إدارة مثل هذه الجماعات الإرهابية من أجل الإطاحة بالحكومة، موضحا أنه منذ بدء الغارات الجوية الأمريكية، توسَّع النشاط الإرهابي، ولم يبدأ في الانحسار إلا عندما تدخلت روسيا.