جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

تحقيقات

إلى متى يستمر تجاهل ثرواتها؟؟ (تنمية سيناء..تطلعات وآمال)

الخميس 02/يونيو/2016 - 09:36 م
تحيا مصر
طباعة
تحقيق: تامر العوضي
أرض الفيروز سيناء.. تلك البقعة الغالية على
كل مصريّ، التي اختلطت حبات رمالها بأذكى دمائنا، من أجل استردادها. وسيناء التي
هي مستقبل مصر إن أردنا النهوض من كبوتنا، ذلك لما حباها الله من ميزات شتّى.
فموقعها الجغرافي الفريد وخصائصها الجيولوجية، وإمكاناتها الزراعية والصناعية
والسمكية والتعدينية، بالإضافة لمكانتها التاريخية، فضلاً عن أهميتها القصوى في
حفظ الأمن القومي المصري بل والعربي أيضاً. كل ذلك وغيره يجعلنا نعوّل عليها في
مستقبل مشرق ليس لأبناء أرض سيناء فقط، بل للوطن ككل.


وكان الواجب يحتّم أن ننهل من هذا الكنز الذي
وهبنا الله إياه، بدلَ أن نتركه مُغلقاً ثم نبحث لنا عن بدائل أخرى هي الأصعب بكل
تأكيد، أو أن نذهب نتكفف الدول من هنا وهناك لنستجدي بقايا ما يلقونه لنا ونقبل
بما يُملوه علينا بعد ذلك. إذن علينا أن نبدأ في العمل الجاد لأنه لم يعد يتبقى
لدينا من ماء الوجه شيئاً يمكن أن يحفظ لدولة عتيقة كمصر كرامتها وكبريائها.





وسكان سيناء يترقبون ذكرى العيد القومي من كل
عام، ويعقدون عليه آمالاً عريضة في تحسن أحوالهم.. لا نقول ينتظرون تحولاً جذرياً
في شتى المجالاتُ بحيث تتحقق أحلامهم وتشرق شمس الغياب الطويل في الغدٍ القريب، إذ
ليس توجد لديهم تلك الأحلام البعيدة، فكل ما يطمحون إليه فقط هو تنفيذ ما وعد به
المسئولون من مشروعات صغيرة، أو تطوير لبعض الخدمات والمرافق، أو تحسن طفيف في
مستوى معيشة حياتهم، أو قد يقبل أهل سيناء الطيبين بتيسير قرارات وقوانين طُبقت
عليهم بصرامة ولم تراعي الجوانب الإنسانية وقدرة تحملهم كبشر عليها.


ولعلّ في هذا العام تحديداً يأتي الكثير من
المتطلبات التي يرغب بل يطمع أهل سيناء في تحقيقها، إذ أنّهم يعوّلون كثيراً على
القيادة الحاكمة التي وعدت بأنّ سيناء ستكون في مقدمة أولوياتها، كما أعقبت زيارة
خادم الحرمين الملك عبد العزيز مؤخرا الإعلان عن تخصيص مبلغ مليار ونصف المليار دولار للمشاركة في استثمارات خاصة لتعمير ‫ ‏سيناء ، ولهذا فإن أهل سيناء ينتظرون بالأمل تنفيذ
هذه المشروعات في القريب، بما سيحقق
الكثير من المتطلبات وعلى رأسها الاهتمام بتنمية سيناء تنمية حقيقية واقعية وليس
كلاماً يقال وحسب، فلقد سئم الناس هنا كثرة الوعود التي لا طائل من ورائها.




متى سنبدأ ؟


وعن آماله وتطلعاته لسيناء في المرحلة
المقبلة، يقول فريد سالم(أحد مواطني العريش) معرباً عن تعجبه من أن يكون هذا هو
حالنا كمصريين! أن نمتلك كل تلك الموارد ثمّ لا نستغل منها شيئا!! فيقول: سنوات
ونحن نسمع في كل مناسبة للعيد القومي (وقت الأغنيات الوطنية ووضع أكاليل الزهور)عن
مشاريع تنموية ستقام في سيناء، لكننا لم نرى أية بوادر جادة تجعلنا نشعر أنّ هناك
في الأفق ثمة نهضة أو تغييراً ما قادما، والمبررات لهذا التعطيل نجدها لا تنتهي،
ثم يتابع: أرى بأنّه حان الوقت لأن نبدأ مهما كانت الصعوبات، فلا مجال للجدال
مثلاً حول صعوبة استكمال المنطقة الصناعية لأن الظروف الأمنية لا تسمح! فهذا لن
يؤدّي بنا لشيء، سيطول الزمان ونجد أنفسنا في النقطة ذاتها، لم نتقدم خطوة للأمام،
ويكمل: لقد سبقتنا دول كثيرة تواجه صعوبات هي أثقل مما نحن عليه، ولا تمتلك ما
لدينا من موارد، لكنّ لديها شيء هام وهو الإرادة والتصميم لبلوغ هدفها، فوصلت
وتقدمت.. ثمّ يوجه الرجل كلمته لمن بيدهم القرار، قائلاً: وأخيراً إنْ كان هناك من
عوائق لدى الدولة في تنفيذ ما لديها من مخططات للتنمية، فإنّ أبناء سيناء سيكونون
على القدر الكافي من المسئولية، لأننا جميعاً في خندق واحد، وسيتعاونون مع الحكومة
ضد أي عائق يمنع وصول التنمية وحلم الأجيال القادمة في التقدم والازدهار.


ويشاركه الرأي مصطفى خطّاب (مواطناً من بئر
العبد) قائلاً: سيناء كما نعلم مليئة بالكنوز والثروات! ما ينقصنا فقط هو
استغلالها الاستغلال الأمثل وفق إستراتيجية واضحة للتنمية وتكون مرتبطة بمعدلات
زمنية ثابتة، بحيث لا يهم تغيير القيادات، لأن الذي سيتولى خلفاً لمن كان قبله سوف
يكمل بدوره المرحلة اللاحقة.


كما تمنّى خطّاب أن تهتم الدولة في المرحلة
المقبلة بشأن السياحة في عموم المحافظة، وبخاصّة الدينية منها، مستنكراً أن تكون
شمال سيناء بما لها من تاريخ ديني وتراث شعبي لا يعرفه الكثير من أبنائها، فضلاً
عن أبناء البلاد الأخرى.





رجال الأعمال عليهم دور !!


وتتحدث دكتورة دعاء سامي فريد (المدرس بكلية
الزراعة بالعريش) عن أمنياتها ومطالبها من الدولة فتقول: لابد من وضع ميزان
العدالة بين المواطنين حتى يشعر الجميع بالرضا ومن ثمّ الانتماء لهذا البلد. ثم
تكمل: إنني آمل أن تنتبه الدولة للعنصر البشري وقدرته على تحويل صحراء سيناء إلى
أرض خضراء، وقترح أن تتبنى الحكومة توزيع الأراضي على الشباب لزراعتها والاستفادة
منها لصالح الوطن والمواطنين، لأن هذا سيشعرهم أولا بالانتماء الحقيقي لهذا البلد،
ثم أننا بهذا سنقضي تماما على البطالة وخطرها على المجتمع، وأيضاً فإن ظاهرة الفروق
الطبقية الهائلة ستنتهي من المجتمع السيناوي.


وتضيف
دكتورة دعاء: كما أرجو من رجال الأعمال الشرفاء أن يُساهم كلٌ منهم ولو بجزء يسير من
رأس ماله لسيناء، فيوجهه خصيصاً لصالح الاستثمار فيها، وتُكمل: أخيراً أتمنى أن
تهتم الدولة بمشكلة مياه الشرب، والتي هي تُعني الحياة، فلطالما اشتكى بسببها أهل
سيناء دون مجيب، ثم توجه كلمتها للمسئولين في الدولة: إننا لنأمل في العهد القريب
أن تهتم الدولة كل اهتمام بصحة المواطن، التي بغيرها فلا حديث عن أيّة تنمية، وأول
شيء يمكن أن يفعله المسئولون حيال ذلك هو توفير مياه الشرب الصالحة لسكان سيناء،
إذ لا يُعقل أن نتحدث عن نهضة وتقدم لبلادنا في وقت لازلنا نسأل فيه عن توافر المياه
أو مدى ضمان الحد الأدنى من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.


ويبدأ د. عبد الرحيم إعمير(أحد القيادات
الأهلية ببئر العبد) حديثه عن ضرورة مشاركة أبناء سيناء في التنمية، فيقول: لا
يختلف أحدٌ على أنّ تنمية سيناء تعّدُ أهم بنود تحديات المرحلة، إن نحن أردنا
لبلدنا الازدهار! ثمّ يتابع: بَيْد أنّنا لن نستطيع فعل هذا بغير إشراك أبنائنا
والاستعانة بسواعدهم، فهم أقرب للمشكلات على أرض سيناء من غيرهم، والأقدر على
معرفة أين تقع الضرورات المُلّحة والاحتياجات الحقيقية، ويُضيف د. إعمير: ثمّ إنّ
ابن سيناء بكل تأكيد هو من سيحافظ أكثر من غيره على البنية والمنشئات وكل ما سيتم تفعيله
على أرضه. ويشير إعمير لضرورة التخلي عن العصبيات القبلية والعائلية عند شغل منصب شيخ
أو حكومة، متمنياً أن تسود المصلحة العامة فوق تلك الاعتبارات ويكون اختيار
القيادات مجرداً وعلى أساس الكفاءات والقدرة على العطاء.





توافر الأمن المطلب الأهم:


لكنّ الشيخ عرفات خضر (شيخ قبيلة بقرية
"الجورة" بالشيخ زوّيد) يرى أنُّ الأمنية الأهم في المرحلة الحالية هي
عودة الاستقرار، حيث يقول: نتمنى أن تنتهي مأساتنا مع الإرهاب والتي طالت وعكّرت
صفو حياتنا، ثمّ يُكمل مبرراً وجهة رأيه: إنّنا بحاجة لأن تستقر الأوضاع الأمنية
وتهدأ الأجواء الملتهبة أولاً، حتى نستطيع أن نبني ونُعمّر بلادنا في مناخ سليم،
ويستطرد الشيخ حديثه: إنّ سيناء كما ترى أرضٌ فضاء ليس بها شيء، نحن نريد تعميرها
في شتى المجالات ولا ريب! لكن كيف سيكون لنا هذا بغير توافر عنصر الأمن!! لاشك فلن يمكننا حتى مجرد التخطيط له.





رفقاً بالمجتمع السيناوي


الشاب عبد الكريم فارس، يفتح قلبه
لـ"تحيا مصر" ويتحدث بكل جرأة قائلاً: إنّ الصورة التي عليها سيناء الآن
من قطع الاتصالات المستمر، وإغلاق الشوارع الرئيسية، والتعرض لمخاطر الإرهاب
نهاراً واستمرار حظر التجوال ليلاً.. بالإضافة لمشكلات أخرى محلية لا تنتهي، ثمّ
يكمل: أضف إلى ذلك ما يتعرض له أبناء سيناء من قبل السلطات، حين يسافرون لبلد
أخرى، من إهانة وسوء معاملة، وكأنّهم جميعاً مجرمون خونة، لابد وأن يتم تفتيشهم
ذاتياً (من دون غيرهم) وقد يُجردوا من ملابسهم أحياناً، وينادى عليهم بأقبح ما
يُقال من ألفاظ جارحة للكرامة، كما لو كانو تابعين لبلدٍ معادٍ وليس أنّهم مصريون أيضاً
كبقية أهلها. ويضيف الشاب بنبرات يعلوها الإحساس بالقهر: إنّ هذه الملابسات جميعها
شأنها أن تجعل من الصعب (إن لم يكن مستحيلاً) الوصول بهذا البلد لمستوى متقدم، بل
الأرجح أننا نسير بخطى مسرعة نحو الخلف. إذ لا يُتصور أن مجتمعاً ما يشعر بكل
أنواع الظلم والاضطهاد والاتهام أيضاً من قبل شركاء الوطن، ثم يمكنه بعد ذلك أن
يفكر في تقدم أو تطور في أي شيء.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


..لقد كانت محافظة شمال سيناء، حتى الماضي
القريب، مهملة ومهمشة وساقطة من الحسابات، ولسنا ندري لمصلحة من كان هكذا حالها!! لكننّا
نثق في القيادة الحالية للبلاد. أنّها ستُسرع في تغيير الأوضاع نحو الأفضل، وأنّها
ستضع قضية تنمية سيناء في مقدمة الاهتمامات، وستعمل ما بوسعها لحل مشكلاتها
المتراكمة وإنهاء معانات أهلها الدائمة، حتى تصبح سيناء بلدا قادرة على جذب أبناء
الوادي إليها لتعميرها والاستفادة من خيراتها.

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر