حصن رخيوت بسلطنة عمان مَعلم شاهد على تاريخ عريق على مر السنين
حصن رخيوت هو معلم تاريخي وسياحي بارز بمحافظة ظفار بسلطنة عمان، كان مقرًا حكوميًا قديمًا لإدارة شئون الولاية ويضم غرفًا ومجالس وغرفة للمراقبة، وقد تم ترميمه وتطويره ليصبح وجهة ثقافية تستضيف الفعاليات الوطنية والتراثية، وهو رمز للهوية الوطنية والتاريخ العريق للمنطقة. ويعود بناؤه إلى عهد السلطان تيمور بن فيصل، وتم تجديده وتطويره في عهد السلطان قابوس، وافتُتح بشكل رسمي بعد ترميم شامل في 2024 و 2025. ويُمثّل حصن رخيوت أحد أبرز الشواهد التاريخية على العمق الحضاري لولاية رخيوت بمحافظة ظفار، وقد كان له دور حيوي في تاريخ الولاية.
ويُرجع إنشاء الحصن إلى عام 1525 ميلادي من قبل أهالي رخيوت كان عبارة عن برج مراقبة وغرفة للمؤن وغرفة للعسكر والسبب في بنائه لصد أي هجوم قادم من البحر وأثناء الزيارة التاريخية لسلطان تيمور بن فيصل آل سعيد إلى رخيوت عام 1925 ميلادي أمر بإعادة بنائه على نمط القلاع والحصون العمانية وفي عهد السلطان سعيد بن تيمور وأثناء حرب ظفار تعرض الحصن لتدمير شامل ثم أُعيد بناؤه بشكله الحالي في عهد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه - وتم الانتهاء من عملية الترميم في عام 2013م ويتكوّن الحصن الذي يقع في مركز الولاية من دور أرضي يحوي مجلسين وأربع غرف متوسطة الحجم ومخزن إضافة إلى مرافق عامة وغرفة في الأعلى لغرض المراقبة والحراسة.
من جانب آخر يحتضن الحصن متحف حصن رخيوت (داخل حصن رخيوت) المتحف تم تأسيسه من قبل الباحث حامد بن سعيد عكعاك وجاء تأسيس المتحف بعد عملية ترميم وتطوير شاملة للحصن ليعزز دوره الثقافي والسياحي و تم افتتاحه مؤخرًا بعد عملية ترميم شاملة وتطوير في أواخر عام 2025م (يُشار إلى 20 نوفمبر 2025م) .
وكان الهدف من إعادة افتتاح الحصن بحلته الجديد ومتحفه إلى مكانته كأحد أبرز الشواهد التاريخية وتعزيز دوره كوجهة ثقافية وسياحية كما أن له جوانب تعريفية بالحياة الاقتصادية والتجارية في رخيوت خاصة كونها كانت ميناءً مهمًا لتصدير واستيراد بعض البضائع ومن أبرزها تجارة اللبان، وتاريخ هذه التجارة في رخيوت من حيث أهمية مينائها، وأبرز شخصيات تلك التجارة، وما ذكره بعض الرحّالة والمؤرخين عنها، وتأثير تلك التجارة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المدينة وعلاقة أهله بالموانئ الأخرى في عمان والمحيط الهندي، ودور الازدهار الاقتصادي الذي شهده البندر في استقطاب مكوّنات سكّانية عديدة قدمت إلى البندر وأصبحت جزءًا من نسيجه الاجتماعي، ومارست نشاطات حياتية عديدة.
كما أن موقع رخيوت الجغرافي وأهمية ذلك الموقع في تنوع مواردها وأنشطتها ورخائها الاقتصادي، وتناول أبرز المعاهدات السياسية التي ارتبطت برخيوت مثل مبايعة فضل بن علوي مولى الدويلة في عام 1288هـ، ومعاهدة الصداقة مع حكومة مسقط وعمان ممثلة في والي ظفار سليمان بن سويلم، والعلاقة مع السلطانين تركي بن سعيد وابنه فيصل بن تركي .
ويتكون الحصن ومتحفه بعد التجديد والتطوير عدة قاعات تخصصية منها قاعة بندر رخيوت والتي تركز على تاريخ رخيوت البحري وهناك قاعة حصن رخيوت والتي تركز على تاريخ إنشاء الحصن والعقداء الذين تولوا إدارة حصن رخيوت وهناك قاعة المهن والحرف برخيوت حيث تركز هذه القاعة تركز على المهن والحرف التي تمارس من قبل أهالي رخيوت قديمًا وحياتهم اليومية خلال عقود مختلفة وكيفية تطورها ومن أهم القاعات التي توجد بالحصن قاعة البيت الريخيوتي والتي تركز عن مظاهر الحياة الاجتماعية لأهالي رخيوت قديمًا وهناك منافذ لبيع منتجات الحرفيين والأسر المنتجة.