جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
"المدار الجديد" الليبية تختار "وايدبوت" للذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة العملاء "Veeam" لحماية البيانات تكرّم "ICT Misr" وتمنحها لقب Egypt Partner of The Year قمة "شركات ناشئة بلا حدود" تستقطب أفضل المتحدثين حول العالم إلى القاهرة من ٨ إلى ١١ مايو الجاري.. إنطلاق النسخة الثانية من المعرض العقاري The Address Property Show بحسب تقرير حديث لماستركارد: منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقود عجلة النمو العالمية لقطاع السفر الفاخر ماستركارد توقع مذكرة تفاهم مع شركة "بنفت" البحرينية رسميًا.. زووم تعين «مهند الكلش» مديراً تنفيذياً جديداً لـ لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا وباكستان مجموعة يلا تفوز بجائزة نجمة دبي للألعاب خلال حفل توزيع جوائز قطاع الألعاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024 هواوي تُعيد تأكيدها على إلتزامها بالإبداع والموضة في حدث إطلاق المنتجات المبتكرة للمره الثانيه علي التوالى "مودز للسياحه" تدعوة الشركات المغربية والجزائرية والتونسيه بهدف تنشيط السياحة
ads

تحقيقات

وثائق سرية بريطانية .. «وحدة استخبارات كرة القدم» أنقذت سمعة الإنجليز في مونديال 1990

الأحد 07/فبراير/2021 - 04:46 ص
تحيا مصر
طباعة
بوابة تحيا مصر


كشفت وثائق سرية بريطانية النقاب عن دور وحدة استخبارات كرة القدم البريطانية فى منع أعمال الشغب من جانب الجماهير الإنجليزية، التى كان يُخشى من أن تؤدى إلى إثارة الفوضى فى بطولة كأس العالم عام 1990.

ووفق الوثائق، التى حصلت عليها «الأهرام»، فإن الوحدة لعبت أيضا دورا رئيسيا فى رفع الحظر الأوروبى عن أندية كرة القدم الإنجليزية الذى استمر خمس سنوات بين عامى 1985 و1990.

وكانت هناك مخاوف أوروبية، وبريطانية، واسعة النطاق من عنف جماهير الكرة الإنجليزية خلال النسخة الـ 14 لبطولة كأس العام فى إيطاليا فى الفترة بين 8 يونيو وحتى 9 يوليو عام 1990.

وبلغ الخوف من توابع ما قد يحصل حد انشغال الحكومة البريطانية فى عهدى مرجريت ثاتشر وجون ميجور ووزراء الخارجية والداخلية والرياضة والشرطة البريطانية وجمعية كبار قادة الشرطة والاستخبارات الكروية بالملف.


ضربة أقوى

أقيمت بطولة كأس العالم بينما كانت الأندية الإنجليزية ممنوعة من المشاركة فى أى مسابقات أوروبية بسبب عنف وشغب جماهيرها خاصة بعد كارثة ملعب هيسل البلجيكى فى 29 مايو 1985 التى قتل فيها 39 شخصا وأصيب أكثر من 600 آخرين.

فقبل بداية المباراة النهائية فى كأس الأندية الأوروبية الأبطال بين ناديى ليفربول الإنجليزى، ويوفينتوس الإيطالي، انهار سور بسبب تدافع الجماهير التى كانت تفر من أعمال شغب مارسها عدد كبير من جماهير ليفربول. وكان من بين القتلى 32 من مشجعى يوفينتوس.

وبعد التحقيقات، فرض الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «الويفا» حظرا على مشاركة جميع الأندية الإنجليزية فى المسابقات الأوروبية، وتم تقديم عدد من جماهير ليفربول للمحاكمة بتهمة القتل غير العمد، واشتهرت هذه الاحداث بأنها «أسود ساعات شهدها تاريخ منافسات الويفا».

بعد هذه المأساة بأربع سنوات، تعرضت سمعة الجماهير الانجليزية لضربة أقوى بعد أن تسبب عنفها فى كارثة أخرى محلية هذه المرة ـ هى كارثة استاد هيلسبره.

ففى يوم 15 أبريل 1989 استضاف استاد هيلسبره مباراة نصف نهائى كأس إنجلترا بين ليفربول - أيضا - ونوتنجهام فورست، ولم تكد تمر دقائق معدودة بعد انطلاق صافرة البداية حتى بدأ تدافع الجماهير فى المدرجات، مما أدى ـ إلى جانب سوء التنظيم والتقصير فى إجراءات الأمن والانضباط - إلى دهس عدد كبير من المشجعين، ومعظمهم شبان صغار، فلقى 96 شخصا حتفهم وأصيب 770 آخرون، وشكلت الحكومة لجنة تحقيق برئاسة قاض من محكمة الاستئناف فضحت نتائجه التقصير فى تدابير الأمن والانضباط وأدانت شغب وعدم التزام الجماهير.

حظر مهين

وواجهت الحكومة البريطانية مهمتين ثقيلتين، أولاهما طمأنة الأوروبيين على سلوك الجماهير الإنجليزية فى كأس العالم، وثانيتهما رفع الحظر الأوروبى المهين بحق الكرة الإنجليزية.

ووفق الوثائق، فإن وزير الرياضة فى ذلك الوقت زار إيطاليا أكثر من مرة، وفتحت قنوات تعاون نشطة بين الشرطة البريطانية ووحدة استخبارات كرة القدم، ومختلف الأجهزة الأمنية والرياضية الأوروبية، خاصة الإيطالية، كل هذا بمتابعة من مكتب رئيس الحكومة والوزراء المعنيين الآخرين، فضلا عن المحاكم.

وتكشف الوثائق عن قدر هائل من المناقشات والمراسلات داخل أروقة الحكومة البريطانية بمختلف أجهزتها بشأن عمل منسق يضمن ضبط الجماهير، دون المساس بحقوقها القانونية، ووضع نظم فاعلة لمنع شغبها والسيطرة عليه. وحسب الوثائق المتبادلة بين كولين مونيان وزير الدولة للرياضة فى حينه ومكاتب رئيس الوزراء ووزيرى الخارجية والداخلية، فقد أعد برنامجا أطلق عليه «خطة عمل حكومة المملكة المتحدة للتعامل مع شغب كرة القدم» منذ عام 1985 وأدت الخطة التى طبقت على العديد من الجبهات إلى:

إنشاء وحدة استخبارات كرة القدم الوطنية فى عام 1989، والتى توفر مصدرا وطنيا فعالا للمعلومات والتقارير الاستخباراتية عن مشاغبى كرة القدم، وكانت الوحدة هى محور جهود بريطانيا خلال بطولة كأس العالم الذى فازت به ألمانيا واحتلت إنجلترا المركز الرابع فيها.

ولكن، كيف أسهمت بريطانيا فى الوقاية من شغب الجماهير خلال البطولة التى أقيمت مبارياتها فى 12 مدينة إيطالية؟

ما قالته الوثائق

تقول الوثائق إن الخطة التى تابعتها وحدة الاستخبارات شملت:

> أولا : فرض حظر على تناول المشروبات الكحولية على متن رحلات الطيران العارض (الشارتر) المؤجر لنقل المشجعين إلى المدن الإيطالية.

> ثانيا: وضع ترتيبات لإعادة العبارات، التى تربط بريطانيا بأوروبا عبر القناة الإنجليزية إلى المملكة المتحدة فى حالة إثارة المشجعين أى أعمال فوضى أو اضطرابات.

> ثالثا: تشكيل فريق اتصال شرطى تم إرساله إلى إيطاليا بناء على طلب سلطاتها المختصة.

> رابعا: توفير المعلومات الضرورية والتقارير الاستحباراتية التى مكنت الشرطة الإيطالية من استخدام مواردها بشكل أكثر إيجابية وفعالية. فكانت قادرة على توقع الحوادث ومنع تصاعدها.

وحققت الخطة نجاحا باهرا، كما تقول الوثائق.

ففى أثناء كأس العالم، وقع حادثان كبيران، رغم التعاون الأمنى الوثيق، استدعيا عملا حاسما قويا من جانب الشرطة الإيطالية، أسفرا عن احتواء الموقف ومنع تطوره إلى أعمال عنف أوسع نطاقا.

ويقول مونيان: «نجاح الشرطة الإيطالية فى احتواء هذين الحادثين كان نتيجة للتواصل الفعال مع وحدة استخبارات كرة القدم الوطنية، وهو الأمر الذى مكن من توفر إنذار مسبق سواء عن مكان أو توقيت الحوادث. وبسبب عمليات المراقبة والمتابعة الأمنية من جانب الوحدة».

الخلاصة أنه فى نهائيات كأس العالم، تصرفت غالبية المشجعين الإنجليز بشكل مسئول.. وقد تم طرد 238 شخصا من إيطاليا تأكد أن أكثر من نصفهم لديهم سجل جنائى يتعلق بجرائم تمس النظام العام.

خطة شاملة

وكان ذلك بعض المبررات التى ساقها الوزير فى تقرير رفعه إلى الحكومة مقترحة فى 9 يوليو 1990 بشأن طلب إنجلترا من الويفا رفع الحظر عن الأندية الأوروبية.

واستعرض التقرير ما يمكن عمله بشأن استصدار قرار برفع الحظر، وتحدث عن دور وحدة الاستخبارات فى السيطرة على الجماهير الإنجليزية فى كأس العالم بإيطاليا.

وكتب الوزير رسالة إلى ليرنت جونسن، رئيس الويفا حينها، يطلب فيها رفع الحظر، وفيه أشار إلى دور الاستخبارات، وقال: «تجربتنا خلال كأس العالم أظهرت أن النصيحة والمعلومات الاستخباراتية التى تم تقديمها عبر قنوات الاتصال الشرطية كان لها تأثير مهم فى توقع الاضطرابات وخفضها، وأثبت إنشاء وحدة استخبارات كرة القدم الوطنية أنه كان قرارا لا يقدر بثمن فى هذا الخصوص، والمتابعة الشرطية السريعة والشاملة، فضلا عن أساليب الوقاية الأخرى مثل الدوائر التليفزيونية المغلقة وفضل الحشود وحظر الكحوليات، مدعومة بتعاون واتصال دوليين، أثبت الآن فاعلية مؤكدة فى ردع عنف كرة القدم واحتوائه.

كما اقترح الوزير التالى:

استنساخ تجربة الاستخبارات الكروية فى كأس العالم، خاصة فرض قيود على بيع الكحوليات قبل وأثناء وبعد المباريات وتكثيف التعاون بين سلطات كرة القدم وقوات الشرطة وحكومات الدول المضيفة للمباريات الحساسة. ونجح المسعى ووافق الويفا فى 10 يوليو على رفع الحظر فى ضوء ما حدث خلال نهائيات كأس العالم، إضافة إلى تحسن سلوك الجماهير على المستوى المحلي. بعدها بأيام وفى يوم 17 يوليو 1990، كتبت وزارة الداخلية إلى مونيان، رسالة ردا على برقية منه تبلغها برفع الحظر عن الأندية الانجليزية.

وقد جاء بالرسالة: «نحن متأكدون أن النجاح فى خفض الاضطرابات فى المباريات المحلية والسلوك الجيد العام لمشجعى انجلترا فى إيطاليا هو دليل على نجاح التأثير الموحد لكل الإجراءات التى تم تطبيقها محليا ووطنيا ودوليا. وفى إيطاليا، لعبت وحدة الاستخبارات الوطنية لكرة القدم دورا ذا أهمية خاصة فى توفير كل من المعلومات الاستخباراتية الجيدة والنصيحة ذات الخبرة على الفور. ونتوقع أن تواصل الوحدة العمل بهذه الطريقة فى الداخل، وفى الخارج مستقبلا فى أكثر المناسبات حساسية. وبالنسبة للفرق الأجنبية التى تأتى إلى انجلترا، سوف أشجع قوات الشرطة الأجنبية على تبادل المعلومات الاستخباراتية مع شرطتنا، وأن ترتب، عندما يتطلب الحال، الأمور كى يرافق عدد من ضباطنا المشجعين الأجانب. وكى يمكن للشرطة أن تتابع المشجعين الانجليز فى الخارج بفاعلية، فإنه من الضرورى أن تكون على دراية مسبقا بخطط سفرهم».

غير أن الوزارة أكدت أنه يجب بحث مصدر توفير التكاليف المالية اللازمة لذلك.

وقالت: لو كان لا بد أن توفر وحدة استخبارات كرة القدم الوطنية وعدد صغير من ضباط شرطة العمليات المعلومات الاستخباراتية وتقدم النصيحة فى الخارج، بشكل شبه دائم كما حدث فى كأس العالم، فسوف يتعين علينا التأكد من الوفاء بالتكلفة المالية اللازمة من جانب الأندية والسلطات الكروية المعنية.

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر