جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
اتصالات من e& في مصر تتعاون مع وزارة الشباب والرياضة لتطوير مراكز شباب لخدمة ذوي الهمم بأنحاء الجمهورية مجموعة الأجهزة المنزلية الجديدة من الشركة تستقطب الأنظار في معرض إل جي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا 2024 الذي أقيم في أبوظبي هواوي تكشف النقاب عن GoPaintفي السابع من مايو: تطبيق رسم جديد تمامًا تم تطويره ليوفر متعة الإبداع للجماهير ريلمي تطلق سلسلة نوت الجديد تجمع بين الأداء الممتاز والسعر المناسب تقرير لـ اندرايف : سائقو الشحن يحققون متوسط دخل ما بين 21,000 و 31,000 ألف جنيه شهرياً "تحيا مصر" تنعي محمد العزب مدير العلاقات العامة والإعلام بالمصرية للاتصالات اللواء إ. ح. صلاح المعداوي يهنئ القيادة السياسية وجميع عمال مصر بمناسبة عيد العمال" اللواء إ. ح. صلاح المعداوي يهنئ القيادة السياسية وجميع عمال مصر بمناسبة عيد العمال" بالتعاون مع المنطقة الحرة بدبي (IFZA) «فريزونر» تنظم مؤتمر "الاستثمار في المثلث الذهبي" لمناقشة فرص الاستثمار في الإمارات والسعودية ومصر "هواوي كلاود" تستعرض أحدث منتجاتها الثورية في صناعة تكنولوجيا المعلومات بابتكارات الذكاء الاصطناعي
ads

تحقيقات

ثريا الشاوي أول ربّانة مغربية.. اغتالها الحقد

الأحد 24/يناير/2021 - 12:07 ص
تحيا مصر
طباعة
بوابة تحيا مصر

ألم في صدر طفلة لم تتعد الثلاثة أعوام، يحتار الأب في أمره ويذهب بها إلى الأطباء والمتخصصين دون حل للصدر المنغلق الذي يحجب عنها التنفس براحة، يخاف الأب أن يفقدها وفي غمرة حزنه وحيرته، يدله طبيب إلى السماء، تشفى الطفلة ثريا الشاوي لكنها تظل معلقة بما رأته في الأعالي، لتصبح أول امرأة مغربية تقود طائرة. لم تنعم ثريا الشاوي بحياة طويلة، وجاء رحيلها مدويا وهي ما زالت بعمر الـ 19 عاما، ولكن رحلتها القصيرة كانت حافلة وخلدت اسمها في التاريخ، بينما كانت البداية هادئة وقد توحي بأن الطفلة المولودة في مدينة فاس، وتحديدا في حومة القلقليين بالمغرب، في 14 ديسمبر عام 1936 لن تحظى سوى بما اعتاد المجتمع أن يمنحه للفتيات، ولكن يبدو أن إصرارها صنع مسارا آخر. والدتها زينة ووالدها عبد الواحد الشاوي، الذي يعد من أهم رواد المسرح في ذلك الوقت، أما شقيقها صلاح الدين الشاوي فكان فنانا مشهورا استكمل مسيرته في أحد مدن فرنسا. كان التمثيل والفن واحد من أهم الأمور التي انشغلت بها الأسرة الصغيرة، وكان للطفلة ثريا الشاوي هوايتها في فك وتركيب الألعاب الميكانيكية، فتفكك هذه السيارة أو تلك الطائرة لتستكشفها. وهي طفلة بعمر الثالثة، أُصيبت ثريا الشاوي بمرض في الجهاز التنفسي صعبّ عليها التقاط أنفاسها، وفي وقت كان يندر فيه التعرف على أسباب الأمراض وعلاجها، وقع الأب في حيرة ولم يدري ما الحل؟ حتى أشار عليه أحد الأطباء أن يذهب بها في جولة بالسماء داخل أحد الطائرات، حتى يشفي الهواء صدرها وهو ما يبدو غريبا وصعبا، ولكن توجه والدها نحو مطار المدينة، واستطاع أن يقنع أحد الطيارين أن يصحبه وابنته في جولة بالطائرة، وبالفعل تحسنت الحالة الصحية لثريا الشاوي، ولكن قلب الطفلة الصغيرة تعلق بالطيران. في طفولتها، كانت ثريا الشاوي مهتمة بالفن والأدب كذلك، ففي البداية رافقت والدها مشواره التمثيلي بأداء بعض الأدوار الصغيرة، ومع حضور المخرج لفرنسي أندريه زوبادا إلى مدينة فاس عام 1948 ليقدم فيلمه "البوابة السابعة"، اختار ثريا لتؤدي دورا في الفيلم مع والدها. منذ تحليقها في السماء وهي طفلة، لم ترحل عن ذهنها تلك الأجواء والمشاعر، وعزمت على أن تدرس الطيران، وهو ما يبدو صعبا وقد يكون مستحيلا، ففي زمن يعتبر تعليم الفتيات أمر ثانوي تحلم ثريا الشاوي بالطيران، فكيف لذلك أن يحدث؟ العبرة كانت في إصرارها وإيمان والدها بشغفها، فمع احتكار الفرنسيين لتعلم الطيران، كون المغرب كانت واقعة تحت الاحتلال الفرنسي حينها، لم تكترث ثريا سوى بتحقيق حلمها، والتحقت بمدرسة "تيط مليل" للطيران في الدار البيضاء، في خطوة كبيرة تسببت في نقل العائلة لمقر سكنها، واضطروا جميعا لمواجهة عجرفة الفرنسيين ورفضهم أن يكون لفتاة مغربية وجود داخل المدرسة. ورغم خطورة الأمر، تجاهلت ثريا الشاوي الجميع، والتحقت بالمدرسة وتمكنت من تعلم الطيران وسط سخرية زملائها الذكور كونها فتاة، وحصلت على دعم أحد أساتذتها، وبعمر الـ 16 تمكنت من التخرج بعد أن تفوقت في أداء الامتحان، الذي خشيت في البداية من صعوبته، فحسبما قيل، كانت السماء ملبدة بالغيوم لوم يكن الطقس في أفضل حالاته، فيما يبدو وكأنه تعمد من قبل إدارة المدرسة الفرنسية. أمسكت ثريا بدفة القيادة داخل الطائرة، وارتفعت على علو 3 ألاف متر، ثم قطعت مسافة 40 كيلو متر على شكل دائرة، وقالت عن ذلك، كما يذكر المؤرخ عبد الحق المريني في أحد كتبه، في رسالة لوالدها أنها كانت تعيش أسعد لحظة في حياتها "لم أر إلا ضبابا في ضباب، لكني كنت حذرة أشد الحذر على الاحتفاظ بتوازن الطائرة.. كنت أحسب نفسي كطائر أشارك الطيور في فضائها واستمتع بالحرية الكاملة، وحيدة يؤنسني صوت محرك طائرتي وتقودني معرفتي ومعلوماتي". صارت ثريا الشاوي أول مغربية تقود طائرة بعد أن نجحت في الامتحان في عام 1951، وهو خر لم يكن للصحف أن تغفله، فاهتم كثير من رموزالمجتمع أن يقدموا لها التهنئة من المغرب وخارجها، من القائد العسكري والمقاوم محمد بن عبد الكريم الخطابي، وعلال الفاسي زعيم الحركة الوطنية المغربية، والاتحاد النسوي في الجزائر وتونس، والربانة الفرنسية جاكلين أوريول، كما نالت حفاوة مجتمعية كبيرة. ومن جهته، كرمها محمد الخامس ملك المغرب داخل قصره، وأثنى على ما فعله والدها من أجلها قائلا له "هكذا أحب أن يكون الآباء"- كما يقول المؤرخ المغربي عبد الحق المريني- وتمت دعوتها من قبل أميرات القصر لحفل تكريم على شرفها. وبعد فترة، ذهبت ثريا مع أسرتها في رحلة إلى إسبانيا زارت خلالها غرناطة وإشبيلية واستمتعت بالطبيعة وتفردها، في رحلة العودة وعلى متن طائرة الركاب صعدت ابنة الشاوي مرتدية زي الربان، فلاحظ أحد مسئولى الطائرة ملابسها، فسألها عن سبب ارتدائها لهذا الزي، معتقدا أنها فتاة تحب الطيران واشترت هذا الزي للتسلية، ولكن بعد أن أخبرته بحملها لشهادة طيران، أصر قائد الطائرة أن يدخلها إلى كابينة القيادة ويسلمها زمام الطائرة مدة 50 دقيقة، هي زمن الرحلة، وعند الوصول دعا الركاب إلى الإشادة بها كونها استطاعت باحترافية وهي لم تتجاوز الـ 17 عاما، أن تسافر بهم من غرناطة إلى تطوان في سلام.

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر