قبل أن تحمل النساء في أنحاء العالم الورد في عيدهن المعلن رسميا في الثامن من مارس، سرن على طريق مليء بالأشواك والدماء امتدت من نهاية القرن التاسع عشر ولاتزال محفوفة بالمعوقات والصعاب.

لقد دأبت النساء في كل بقاع العالم للاحتفال بيوم المرأة العالمي تذكرة بمواصلة مسيرة الدفاع عن حق المرأة في التحرر من القيود التي تحاول استغلالها وإقصائها، لكن هذا العام يأتي وحقوق المرأة تواجه تراجعا في مستويات عدة، فالأصوات النسائية المعارضة تقصى وتجمد، والقوانين مازالت محكومة برؤية أبوية عتيقة، والسياسات تتعاطى من النساء كمواطن تابع وليس مواطن أصيل، والعنف يضرب في النساء سواء على المستوى الشخصي بلا رادع ولا حامى.

وفي هذا العام مازال التمييز على أساس الجنس قائما، ومازالت النساء هن الضحية الأولى للاتجار بالبشر، وهن الواقعات تحت ممارسات العنف بكافة أشكاله داخل الأسرة وفى المجال العام.
وتواجه النساء المصريات في سيناء أوضاعا صعبة للغاية بسبب عمليات الإرهاب والضربات الأمنية.

الأمر ذاته مع نساء صعيد مصر اللاتي يعانين من ضعف الخدمات الصحية والاجتماعية واستمرار تزويج القاصرات، وتضاعف معدلات العنف الزوجي والأسري نتيجة غياب وضعف القوانين الرادعة وهيمنة الأعراف السلطة القبلية الذكورية.

إن النساء هن الأكثر معاناة بسبب الظروف الاستثنائية والعصيبة التي تمر بها مصر، والسياسات الاقتصادية التي جلبت معها تحديات اجتماعية كبرى، الأمر الذي يتطلب نضالا أشد وصبرا أطول لتحدي المعوقات وانتزاعا كامل الحقوق في التعليم والعمل والضمانات الصحية والاجتماعية والمشاركة في صنع القرار.

وتؤكد أمانة المرأة في الحزب المصري الديمقراطي على ضرورة مشاركة النساء الكاملة في كافة الهياكل التشريعية بفاعلية وجدية وفى مراحل التخطيط والتنفيذ، وفى إعداد الاستراتيجيات الوطنية والمفاوضات الاقتصادية والسياسية وتشريع وإقرار القوانين.

فليبقى الثامن من مارس ضوء يخلد مسيرة تحرر النساء، وتحرر الأوطان يذكر بالمناضلات الباسلات والشهيدات اللاتي دافعن بأرواحهن عن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

وتنحني أمانة المرأة والحزب المصري الديمقراطي تقديرا للشهيدات في كل مكان وضحايا العنف والإرهاب.
ننحني لأمهات الغائبين وزوجاتهن وبناتهن وأبنائهن
ننحني للمزارعات والعاملات وكل المكافحات
ننحني للمعتقلات والمعتقلين ولكل صاحبات الرأي والكلمة.
ننحني لكل نساء مصر.