أصدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ( الفاو ) اليوم السبت بيانا ، ونشرته عبر الموقع الرسمي لها حول نتائج الإشتباكات وأعمال العنف في جوبا بجنوب السودان بين القوات المعارضة وقوات الحكومة.

فقالت المنظمة إن هناك ملايين الأشخاص يواجهون خطر الجوع في جنوب السودان ؛ وسيواجهون كارثة في حال تجدد أعمال العنف التي قد تؤدي إلى توقف عملية السلام الهشة.
ولذا دعت المنظمة إلى الهدوء ، وضرورة إحلال الاستقرار ، كما حذرت من أن عدم الالتزام بالسلام يؤدي إلي أن عدد الضحايا البشرية للقتال ؛ ستتفاقم بسبب زيادة الجوع في أنحاء البلاد.

واستطردت المنظمة في البيان أن آخر التقييمات التي تم نشرها الشهر الماضي أظهرت أن جنوب السودان يعاني من صعوبات كبيرة ، حيث أن أكثر من 4.8 مليون من السكان يعانون من نقص حاد في الأمن الغذائي ، بالإضافة إلي ارتفاع معدلات سوء التغذية ؛ وتوقع التقييم حدوث أزمة نقص خطير في الغذاء خلال الشهور القادمة، كما حذر من خطر حدوث جوع في أجزاء متعددة من البلاد.

وقال ممثل منظمة الفاو في جنوب السودان سيرج تيسوت :" في جوبا التي لم تشهد مثل هذا المستوى من العنف منذ سنوات ، يبدو أن الهدوء الهش يسود ، ولكن هناك حالة من الغموض تهيمن على المدينة ، كما توقف وصول الامدادات إلى سوق الغذاء ".

واستطرد :" أننا نأمل في استمرار الهدوء ، إلا أن العنف قد يندلع مرة أخرى ؛ وفي حال تعثر عملية السلام ، فإن العواقب ستعم البلاد ، والوضع الحالي السيء الذي يعاني فيه أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي ، قد يتطور ويصبح أسوأ ".

يذكر إنه خلال أعمال العنف التي اندلعت الأسبوع الماضي، تعرضت مخازن منظمة ( الفاو ) للسرقة في جوبا ، حيث تم نهب مخزونات إمدادات رئيسية مثل الحبوب والأدوات التي كانت مخصصة لمساعدة من يعانون من انعدام الأمن الغذائي في أنحاء البلاد ، لإنقاذ سبل معيشتهم ، وأعلن أن المنظمة تعمل حالياً على تقييم الحجم الكامل للخسائر .

مضيفا أنه رغم أن مكاتب الفاو في جنوب السودان لا تزال تعمل ، فإن مواصلة تقديم الدعم للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة يتطلب توفير المزيد من الموارد الإضافية للتعويض عن المخزونات التي تم نهبها .

وفي نفس السياق أكد المدير العام لمنظمة الفاو جوزيه غرزايانو دا سيلفا ، على ضرورة "عودة الاستقرار واستمرار عملية السلام حتي يتمكنوا باستمرار الإنتاج الزراعي وإعادة فتح الأسواق".

فقال إن "سكان هذه الدولة الأصغر عمراً في العالم لا يمكنهم تحمل المزيد من الاضطرابات ، وعلينا أن نتذكر أن السلام والأمن الغذائي هما وجهان لعملة واحدة ، وهما العاملان اللذان يحركان التنمية والازدهار ، كما أن مستقبل البلاد يعتمد على التزام سكان جنوب السودان الأكيد والدائم بالسلام الآن".