جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

تحقيقات

مصابو السرطان ..فى مرمى كورونا.. %51 من المرضى تتم معالجتهم بالمستشفيات الجامعية

الثلاثاء 16/فبراير/2021 - 06:30 م
تحيا مصر
طباعة
بوابة تحيا مصر

مع ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وزيادة المخاوف من إصابة من يعانون ضعف المناعة بسبب الإصابة بالأمراض المزمنة أو كبر السن، وفى ظل خوف مرضى الأورام من الإصابة في أثناء التواجد بالمستشفيات ومراكز الخدمة الطبية، يعيش الكثير منهم فى قلق مستمر من التردد على المراكز الطبية للفحص أو تلقى العلاج، مما يهدد بتراجع حالتهم الصحية وزيادة نسبة تعرضهم للإصابة بفيروس «كوفيد ـ ١٩» ، ومع استمرار فترة الوباء لقرابة العام بات الاختيار الصعب للكثير من المرضى فى محاولة التكيف مع الظروف الراهنة أملا فى النجاة من الفيروس والأورام السرطانية فى الوقت ذاته.

يقول الدكتور حسام عبد الغفار أمين عام المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية والمتحدث الرسمى باسم وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، إنه من الضرورى فى البداية الرجوع إلى الأرقام الرسمية التى يصدرها السجل القومى للأورام السرطانية، حيث تشير إحصاءات عام ٢٠٢٠ إلى أن لدينا قرابة ١٢٤ ألف مريض أورام، ٥١٫٣٪ منهم يتم علاجهم بالمستشفيات الجامعية والنسبة المتبقية يعالجون بالمستشفيات الحكومية والعسكرية ومستشفيات الشرطة، إضافة إلى المؤسسات الأهلية، وعلى مستوى المستشفيات الجامعية، هناك أكثر من ١٥ مركزا متخصصا لعلاج السرطان أشهرها المعهد القومى للأورام والذى يتولى علاج ومتابعة ما بين 25 إلى ٣٠٪ من مجمل مرضى الأورام.

وأشار عبدالغفار إلى أن الأورام الأكثر شيوعا فى مصر هى سرطان الكبد للرجال ويمثل نسبة ٣٣٪ من مجمل المرضى وذلك بسبب مضاعفات الإصابة بعدوى فيروس سى والكبد الدهني، يليه سرطان المثانة ١٠٪ ثم أورام المخ والجهاز العصبى ٥٪ ثم تأتى فى المرتبة الخامسة أورام البروستاتا بنسبة ٤٫٣٪، أما فى السيدات فإن سرطان الثدى يعد أكثر الأورام شيوعا بنسبة ٣٢٪، ووفقا لتلك التقديرات وفى ظل الميزانيات المحدودة، فإن الأولوية فى مكافحة العدوى طبقا لخطط الدولة هى الكشف المبكر عن الأورام الأكثر شيوعا، لذا كان هناك اهتمام كبير بإطلاق حملات الكشف المبكر عن سرطان الثدي، تلاها حملات الكشف المبكر وعلاج فيروس سى مما أسهم فى خفض المضاعفات التى تصيب الكبد، ومن المقرر فى المراحل المقبلة أن تكون هناك حملات للتوعية والكشف المبكر عن باقى الأورام خاصة أن أغلب التقديرات المحلية والعالمية تشير إلى تضاعف نسب الإصابات بالسرطان فى الدول النامية لثلاث مرات النسب الراهنة بحلول عام 2050، وإذا تم الأخذ فى الاعتبار زيادة متوسط أعمار الرجال فى السنوات الأخيرة نتيجة لجودة الخدمات الطبية فإنه بالتبعية من المتوقع أن تزيد نسب الإصابة ببعض الأورام والتى تشيع احتمالات حدوثها بين المسنين أو من هم أكبر من ٦٠ عاما ومنها بطبيعة الحال سرطان البروستاتا، ووفقا لإستراتيجية الدولة فمن المقرر أن تكون لحملات التوعية والكشف المبكر لأورام البروستاتا أولوية بعد تحقيق المرجو منه من حملات التوعية بأورام الثدى والجهاز الهضمى وغيرها من الإصابات الأكثر شيوعا، خاصة أن فرص التعافى من الأورام كلما كان الكشف والتدخل العلاجى مبكرا.

دور المستشفيات الجامعية

ويضيف الدكتور عبد الغفار: من المهم أن نسرد ما تم خلال الموجة الأولى والثانية فى المستشفيات الجامعية لمواجهة وباء كورونا، ففى الموجة الأولى كان هناك تعامل مع المجهول، لذا تم تسخير كل الطاقات الصحية للتعامل مع الوباء وكان التوجه العالمى هو تسخير الفرق الطبية والإمكانات الصحية لمواجهة الفيروس وهو ما أثر بطبيعة الحال على جودة الخدمات الصحية المقدمة لعلاج المرضى الآخرين، وبمرور الوقت وزيادة المعلومات بسبل التعامل مع المرض تحسنت الأساليب والسياسات الصحية الموجهة فى الموجة الثانية للتعامل مع الفيروس، كما حدث فصل واضح فى المستشفيات سواء المتعاملة مع مرضى كورونا أو باقى المرضي، وفيما يتعلق بمراكز الأورام فلم يتم إدخالها ضمن مستشفيات العزل فى المرحلة الثانية مقارنة بالمرحلة الأولي، حيث كان يتم تخصيص بعض الأقسام للعزل فى تلك المراكز، ولعل المشكلة الراهنة فى كافة المستشفيات هى التزاحم والتى قد تؤدى للإصابة بالعدوى الفيروسية لمرضى الأورام وغيرهم من المترددين على المستشفيات.

وأشار عبدالغفار إلى أنه من الضرورى التوضيح أن الحالات الطارئة لمريض الأورام قليلة ونادرة وبالتالى من الممكن تنظيم توافد مرضى الأورام للحصول على الخدمة العلاجية والمتابعة الطبية دون أن يكون هناك تزاحم فى المستشفيات، لذلك لجأنا إلى تنظيم توافد المرضى من خلال الخط الساخن وتحديد المواعيد مسبقا، كما تم مد أوقات عيادات الأورام حتى الساعة الخامسة مساء لتقليل التزاحم، ويمكن القول إننا فى الموجة الثانية كانت المنظومة العلاجية أكثر كفاءة فى التعامل مع الأمراض غير المعدية ومنها السرطان.

وعبر عن تميناته بأن تكون هناك خطة واضحة للدولة لدعم برامج الاكتشاف المبكر للأورام لتعزيز فرص الشفاء من الأورام من خلال زيادة الوعى بالأعراض، وزيادة عدد مراكز التشخيص والعلاج، وإجراء المسوح الطبية، والتحليل الدورى للبيانات ومعدلات الإصابة بالأورام، كل تلك الإجراءات تسهم فى التغلب على السرطان والحد من المضاعفات الصحية.

احتمالات الإصابة

أما الدكتور محمد الغنيمى أستاذ المسالك البولية وأمراض الذكورة بطب القاهرة فيؤكد أن فيروس كورونا المستجد معد بشكل كبير، وكلنا معرضون للإصابة سواء كنا أصحاء أو مرضى حتى الأطفال عرضة للإصابة، إلا أنه من المؤكد أن نسبة ٨٠ إلى ٨٥٪ من الحالات تتعافى بسلام دون أعراض جانبية كبري، أما الفئة التى تعانى أمراض مزمنة مثل السكر والضغط أو مضاعفات صحية فى الكلى أو القلب أو الكبد أو ضعف مناعى عام، إضافة إلى الفئات الأكبر من سبعين عاما والمصابين بالأورام السرطانية فإن كل هؤلاء عرضة لمضاعفات الإصابة، وفيما يتعلق بمرضى السرطان فإن هذه الفئة تشمل، وفقا لأحدث الدراسات العالمية، من تم تشخيصهم حديثا والمرضى الخاضعين للبرامج العلاجية وأيضا المتعافين من السرطان، وكل هؤلاء معرضون لمضاعفات شديدة فى حالة إصابتهم بالفيروس.

وعلى الجانب الآخر هناك عدة عوامل تسهم فى تحديد مدى خطورة الإصابة بالسرطان والحاجة إلى المكوث بالمستشفى أو المتابعة على فترات، أولها تحديد نوع الورم من خلال أخذ عينة من منطقة الإصابة وإجراء تحليل الأنسجة، يليها رصد ما إذا كان الورم فى مكان واحد، أو انتشر بمناطق أخرى فى الجسم، وهو ما يتم تحديده بالأشعة المقطعية والمسح الذرى على الجسد وغيرها من الإجراءات التشخيصية.

الاستشارات الهاتفية

ويوضح الدكتور خالد عبد العزيز مدير مركز الأورام بمؤسسة مرسال الخيرية أنه فى ظل الوباء العالمي، فإن أغلب المتابعات الطبية لمرضى السرطان تتم عن بُعد وعبر الاستشارات التليفونية، أما الحالات المشتبه فى إصابتها فيجب أن يقوموا بالكشف الطبى والتحاليل وسحب العينات لتحديد نوع الورم ودرجة الإصابة والبرنامج العلاجى المتبع، إضافة لذلك فإنه من الضرورى فى المستشفيات اتباع كافة الإجراءات الوقائية لتقليل العدوى بين الفرق الطبية والمرضى وخفض عدد مرافقى المريض والتزاحم.

ويضيف: بالنسبة لمن هم فى مراحل التشخيص الأولى فللأسف لا توجد أعراض محددة لتحديد ما إذا كان المريض مصابا بالسرطان أم لا، وبالتالى لا يمكن التأكد من الإصابة بدون إجراء تحاليل طبية، وبالنظر إلى مرضى سرطان البروستاتا فأغلب الحالات يتم اكتشافها بالصدفة بعد شكوى متكررة من المريض من وجود صعوبة فى التبول أو فى حالة إجراء الفحص والتحاليل لدلالات الأورام، وقد يكون التضخم حميدا وهو ما يحدث لأغلب الرجال بعد سن الستين أو بسبب نمو ورم سرطانى وتلك الفئة تمثل نسبة ضئيلة جدا من مجمل حالات تضخم البروستاتا، وبشكل عام لا يوجد ما يستدعى الهلع من سرطان البروستاتا وعدوى كورونا إذا ما تم اتباع إجراءات التباعد والاحتياطات الطبية، وفى ذات الوقت إذا شعر المريض بأعراض لا يجب أن يتهاون فى حق نفسه ويتجه للطبيب مباشرة للكشف وتحديد نوع الورم ودرجة الإصابة والمسار العلاجى الأمثل له، وحتى الحالات التى تعانى أنواعا أكثر شراسة للورم فإنه مع إجراء التدخل الجراحى والعلاجات الإشعاعية والدوائية تزيد فرص الاستجابة للعلاج والشفاء من المرض.

أورام المسنين

أما الدكتور محمد الحفنى استشارى الأورام بطب عين شمس وعضو جمعية علاج الأورام فيوضح أن نسبة كبيرة من الرجال كلما تقدموا فى العمر زادت احتمالات إصابتهم بأعراض الورم، ولعل ما يجب الإشارة إليه هو أن نسبة قليلة جدا لا تتعدى ٥٪ ممن يعانون تضخما حميدا بالبروستاتا هم من يصابون بسرطان البروستاتا، لذا تكون مهمة الطبيب هو رصد تلك الحالات، وكما تشير الدراسات فإن الكشف المبكر والعلاج يحد بنسبة ٨٠٪ من تطور الورم.

وفيما يتعلق بمرضى سرطان البروستاتا فيؤكد الحفنى أنه يتم علاجهم بأدوية لا تؤثر على الجهاز المناعى وقلما نلجأ للعلاج الكيميائي، كما أن هناك أدوية هرمونية متطورة يمكن أن يحصل عليها المريض وهو فى المنزل دون الحاجة للتوجه للمستشفي، ويمكن متابعة المريض خلال فترات متباعدة، كل تلك العوامل يمكن أن تسهم فى علاج مرضى أورام البروستاتا وتحسين نوعية الحياة، مشيراً إلى أنه فى بريطانيا عانى الكثير من مرضى الأورام خلال الموجة الأولى لفيروس كورونا بسبب تراجع الخدمات الطبية، ولكن هذا الأمر لم يحدث فى مصر بسبب التنظيم الجيد والمتابعة الدورية لمرضى الأورام مما قلل أيضا من احتمالية إصابتهم بالعدوى الفيروسية.

الكشف المبكر

وعن الوعى المجتمعى برصد الإصابة بالأورام مبكرا، أوضح الدكتور محمد الحفنى أنه خلال السنوات الأخيرة زاد الوعى بأهمية الكشف المبكر، آخذاً فى الاعتبار أن سرطان البروستاتا بطيء النمو والانتشار وفى أغلب الأمر يعيش المرضى حياة عادية فى أثناء تلقيهم الأدوية والمتابعة الطبية، وفى السابق كان المرضى يأتون للكشف وهم فى مراحل متأخرة من الإصابة أو فى مرحلة انتشار الورم فى مناطق مختلفة بالجسم، ولكن هذا الأمر تغير بشكل كبير بفضل الوعى المجتمعي، ولعل ما يجب الإشارة إليه هو أن هناك عوامل محددة لاختيار الحالات التى تحتاج للفحص المبكر للسرطان وهى أن يكون تخطى الستين عاماً ولديه تاريخ مرضى فى الأسرة وظهور بعض الأعراض الأولية مثل ضعف وصعوبة التبول، لذا من المفضل لهذه الفئات أن يحرصوا على إجراء تحليل دلالات الأورام مرة كل سنة وفقا لتوصيات الجمعية الأوروبية للمسالك البولية.

وفى السنوات الأخيرة حدث تقدم كبير فى العلاجات الدوائية أو الهرمونية، وبالتالى يمكن بالتكامل مع العلاج الجراحى والإشعاعى التغلب على الورم إذا ما تم اكتشاف وتشخيص المرض مبكرا، كما أنصح المرضى الذين يبحثون عن مواقع مرجعية للتوعية عن المرض والعلاجات الحديثة أن يتابعوا موقع رابطة جمعيات دعم مرضى السرطان بالوطن العربي

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر