جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

تحقيقات

أنهى 60% من رسوم كاتدرائية العاصمة الإدارية.. أرميا القطشة مبدع الأيقونات القبطية

الثلاثاء 09/فبراير/2021 - 11:42 م
تحيا مصر
طباعة
بوابة تحيا مصر




بعد أن أنهى دراسته الجامعية، لم يمكث كثيرا فى تلك القرية الجنوبية الهادئة، كانت موهبته فى الرسم تحركه نحو الشمال. فالتحق عام 2002 بمعهد الدراسات القبطية، ليتتلمذ على يد الفنان الراحل إيزاك فانوس مؤسس الفن القبطى الحديث، لتبدأ مرحلة جديدة من حياته ويجند نفسه بإرادته لرعاية فن الأيقونات القبطية.



فى مدينة سمالوط، التى تبعد عن القاهرة نحو 240 كيلو مترا، ولد أرميا القطشة عام 1980 لأسرة متوسطة الحال، ودرس بها مرحلة التعليم الأساسى، وفى الجامعة اختار كلية الفنون الجميلة، قسم جرافيك. وقبل استقرار أرميا على استكمال دراسته بمعهد الدراسات القبطية بوسط القاهرة، كان متذبذبا فى اختيار الطريق الذى يسلكه، وتساءل بينه وبين نفسه، هل يرغب فى امتهان الفن من أجل الفن؟ أم يرسم لنفسه طريقا وهدفا حتى يصل لجديد فى الفن؟. فى هذه الأثناء، أهداه ابن عمته، أكرم صادق، كتابًا باللغة الفرنسية من تأليف الدكتور أشرف إسكندر، تتضمن صفحاته صورا لأيقونات أبدعها إيزاك فانوس.

أعجب الفتى «الصعيدى» بهذا الفن، كما أوضح لـ «الأهرام»، قائلا: « قررت أن أحبس نفسى فى المنزل ثلاثة أشهر لأتعلم أسراره بشكل ذاتى، وفى هذه الفترة زارنى مؤلف الكتاب واندهش من وجود أيقونات فى البيت، فبدأ يسألنى كيف تعلمت؟ وبعد ذلك ساعدنى فى التواصل مع الدكتور إيزاك فانوس ليعلمنى الفن القبطى بكل تفاصيله».

ذهب الشاب الثلاثينى إلى معهد الدراسات القبطية، وتقابل مباشرة مع دكتور فانوس الذى أبدى إعجابه بمشروع تخرجه فى كلية الفنون الجميلة، وقبله ليكون من تلاميذ المعهد، ومن هنا بدأت حياته العملية، فتعلم من خلال المشاهدة لبعض الفنانين، وكان يقضى نحو 16 ساعة يوميا فى العمل المتصل، ومساعدة بعض الفنانين فى إتمام أعمالهم بمختلف الكنائس، ومنهم الفنان أشرف فايق الذى أعطاه الفرصة ليكون مساعدا له. ومع مرور الوقت، بدأت أيقونات أرميا الصغيرة تشارك فى معارض، حتى حصل على فرصته الذهبية عام 2003، وهى تولى الأعمال الفنية بكنيسة «الرسل» بقرية «قلوصنا» فى مدينة «سمالوط»، مسقط رأسه بمحافظة المنيا. وتوالت بعدها العروض عليه لرسم الكنائس الصغيرة حتى عام 2005. وكان ذلك العام فارقا بتوليه رسم أيقونات كنيسة «الملاك روفائيل»، بالمعادى وموضوعها «سفر الرؤيا»، ليقدم معالجة جديدة على فنون الأيقونة القبطية. وبسبب الشهرة التى حازتها هذه الكنيسة، نال أرميا شهرة أكبر، لتبدأ فعليا مسيرته الاحترافية داخل مصر وخارجها.

وحازت له أيقونة «سفر الرؤيا» على جائزة المركز الأول فى مسابقة الفن القبطى، ودفعته دفعا إلى إعداد رسالة ماجستير فى أيقونات «سفر الرؤيا».

وقال أرميا:« لا أعلم متى وصلت إلى مرحلة الاحتراف، لأن الفنان إذا أراد أن يكون مميزا فى عمله يجب أن يشعر دائماً بأنه مبتدئ. وذلك حتى يطور نفسه وفنه على الدوام، فالاحتراف نابع من التطور ونتيجة العمل النهائى، فيمكن أن نقول إن أى إنسان ناجح، فهو محترف». لم تكن الموهبة وحدها سلاح الفنان الشاب، بل كان لدراسته على يد فنانين كبار بالمعهد والتعلم الدائم تأثير كبير عليه، كما كان زواجه بفنانة عاملا مساعدا لتخطى الصعوبات التى قابلها فى حياته.لكن الإنجاز الفارق فى الحياة الفنية لأرميا كان بتنفيذه جدارية «حضن الأب» بكاتدرائية «مار مرقص الرسول» بالعباسية، فهى كما قال: «نقلتنى نقلة كبيرة فى التكوينات الفنية ومفهوم الفن القبطى المصرى الحديث الذى يربط الكنيسة بتراثنا الفرعونى من تشريح وألوان مريحة للعين وتعطى النفس استقرارا فور مشاهدتها».

وخلال مسيرته الفنية التى امتدت طوال 19 عاما، وضع أرميا لمساته الفنية على 60 كنيسة داخل مصر وخارجها منها ، «مارجرجس» فى كوم أمبو بمحافظة أسوان، و«مطرانية مار جرجس» بالجيزة، وكاتدرائية «العذراء والملاك روفائيل» فى فرنسا. كما رسم أيقونات أول كنيسة أرثوذكسية فى اليابان وروسيا، ليتم إرسالها وتركيبها فى الدولتين.

وهذه الأيام، يعكف أرميا على رسم جداريات صحن «كاتدرائية ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية بالقاهرة، وتضم أكثر من خمسة آلاف متر ما بين القبة الرئيسية وأنصاف القباب، وهى من أكبر الجداريات فى العالم. وأنهى أرميا نحو 60% من أعمالها.

كانت أيقونات أرميا قد بلغت من الإبداع والدقة حد أنها شاركت فى معارض بمدينة «ديجون» الفرنسية، وعدة معارض بأتيليه «بانسارد» فى فرنسا، ومعرض بكنيسة «السيدة العذراء» بإحدى المناطق المتاخمة لمدينة « نورماندى » الفرنسية الشهيرة.

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر