جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

تحقيقات

صحافة «الواقع الافتراضى» القارئ فى قلب الحدث

الثلاثاء 09/فبراير/2021 - 09:40 م
تحيا مصر
طباعة
بوابة تحيا مصر



يبلغ اليوم عمر تقنية الواقع الافتراضى Virtual Reality نحو 20 عاما، نجحت خلالها التقنية الحديثة نسبيا فى إحداث ثورة مؤكدة فى عوالم الترفيه من خلال الألعاب التكنولوجية وسينما «الأبعاد الثلاثية»، التى لاقت رواجا واسعا حول العالم. فتوفر تلك التقنية بيئة تفاعلية ثلاثية الأبعاد بإمكانات بالغة التقدم فيما يخص الصوت والصورة، بما يؤثر بشدة على مشاعر المستخدم ، حيث تدمجه فى التجربة الأقرب إلى الواقع.



وفى السنوات الأخيرة، تواصل صراع الشركات من أجل توظيف أكبر وأوسع لتقنية الواقع الافتراضى ونظارتها الشهيرة فى عدة مجالات، أبرزها ما أصبح يعرف بـ «صحافة الواقع الافتراضى». ولاستفادة القارئ من هذه الخدمات الجديدة، يمكنه اللجوء إلى النظارات الثلاثية الأبعاد الباهظة التكاليف، والتى يتطلب استخدامها استعمال أجهزة الكمبيوتر وشاشات عملاقة كوسيط للعرض، ويتسم هذا النوع من النظارات بالدقة المتناهية مع ارتفاع التكلفة. أما الخيار الثانى فيتمثل فى النظارات المخصصة للاستخدام مع الهواتف المحمولة، حيث يتم إدخال الهاتف فى تجويف مخصص لهذا الغرض داخل النظارة. وتتنوع الفئة الأخيرة ما بين المصنوع من «كارتون» و «معدن»، ولكن فى الحالتين تتسم نظارات هذه الفئة بمعقولية السعر.

ويضاف إلى فئات النظارات، ما يتوافر حاليا من كاميرات بالغة التقدم تتيح المشاهدة بتقنية الـ 360 درجة، والتى تسمح للمستخدم بدخول قلب المشهد والتحرك لاكتشاف جميع جوانبه، ليحصل المشاهد على إيحاء بالعمق والصلابة نظرا لاستخدام تقنية «ستريوسكوبين» Stereoscopin.

وحاليا تكرس كل هذه التقنيات لخدمة صحافة اليوم، إذ باتت تستخدم مبدئيا فى تغطية المواد الترفيهية والثقافية، وتحديدا الحفلات الموسيقية العالمية، والبطولات الدولية الرياضية، مما يخاطب مختلف حواس المشاهد، ويتيح له المشاهدة الافتراضية التى تعتبر الأقرب إلى الواقعية.

واستلهمت المؤسسات الصحفية الكبرى استخدام تقنية « الواقع الافتراضى» من فيلم وثائقى بعنوان «مجاعة فى لوس أنجلوس» Hunger in Los Angeles، الذى تم طرحه لأول مرة فى يناير 2012 ، وتناول أزمة نقص المواد الغذائية التى تواجه نحو مليونى مواطن فى مدينة لوس أنجلوس. واستخدم القائمون على الفيلم تقنيات «الواقع الافتراضى»، بما سمح للمشاهدين بدخول قلب الأحداث والوقوف بأنفسهم على معاناة الفئات الأكثر فقرا من مواطنى لوس أنجلوس. وتم عرض الفيلم عام ٢٠١٢ فى أكبر مهرجان لسينما الأفلام المستقلة، وهو مهرجان «صاندانس» Sundance بالولايات المتحدة الأمريكية.

وفى عام ٢٠١٥، أعدت صحيفة « نيويورك تايمز» الأمريكية فيلما وثائقيا باستخدام ذات التقنية، وتم توزيع أكثر من مليون « نظارة واقع افتراضى» مصنوعة من الكارتون بالمجان، وذلك بالتعاون مع شركة « جوجل» التى تولت إنتاج النظارات. واستفاد من هدية «نيويورك تايمز» القراء المشتركون بموقعها الإلكتروني.

وبعد نجاح تلك التجارب الأولى، قامت شركة «جوجل» بتصميم تطبيق مخصوص للهواتف النقالة تستخدمه المؤسسات الصحفية الكبرى فى العالم، وفى مقدمتها «نيويورك تايمز» الأمريكية ، و«الجارديان» وموقع هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى» لعرض تغطيتها الخبرية والتقريرية ذات البعد الثلاثى والمقدمة بتقنية «الواقع الافتراضى».

ورغم البداية القوية للتسابق على هذه التقنية، فإنها تواجه تحديات غير هينة. فيتضح أن المؤسسات الصحفية العالمية فقط هى التى تستطيع إضافة بند « صحافة الواقع الافتراضى» إلى قائمة خدماتها، نظرا لأن التغطية التى قد يشاهدها المستخدم خلال بضع دقائق تحتاج وقتا طويلا لإنتاجها كما تتطلب فريقا كبيرا من المتخصصين المدربين فى هذا المجال الحديث نسبيا. كما أن المعدات اللازمة لإنتاج هذه التغطيات تتسم بارتفاع كبير فى الثمن.

لكن الأكيد أن المعوقات الحالية سوف تتراجع تدريجيا فى المستقبل القريب مع انتشار هذه التكنولوجيا وانخفاض أثمان معداتها، ولكن تقدم «الصحافة الافتراضية» يعنى تراجعا إضافيا للصحافة الورقية، وتلك أزمة أخرى.

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر