جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

عربي وعالمي

مواجهة الوباء والنزاعات حصيلة نقاشات الزعماء الأفارقة بأول أيام قمة القارة عبر الإنترنت

الأحد 07/فبراير/2021 - 11:02 ص
تحيا مصر
طباعة

استهل الزعماء الأفارقة قمتهم التي تستمر ليومين وتنعقد عبر الإنترنت، لمناقشة استجابة القارّة لوباء كوفيد-19 إلى جانب قضايا أمنية صرف الوباء الانتباه عنها.



وتأتي قمة الاتحاد الإفريقي بعد عام تماماً على تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في إفريقيا، ما أثار مخاوف حينها من حدوث انفجار في الأنظمة الصحية الهشّة في القارة.

لكن هذا السيناريو المروع لم يتحقق، إذ لا تزال القارّة أقل تضررا من مناطق أخرى حتى الآن فسجّلت فيها 3,5 % من الإصابات و4% من الوفيات المعلنة رسميا في جميع أنحاء العالم، بحسب مراكز إفريقيا لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

لكن العديد من البلدان تواجه حاليا موجة ثانية مثيرة للقلق وتكافح من أجل الحصول على ما يكفي من اللقاحات.

وأفاد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، رئيس الاتحاد الإفريقي المنتهية ولايته، في مستهل القمة: "تسبب هذا الوباء بكثير من المعاناة والصعوبات في أنحاء قارّتنا".

وأضاف: "لا يعد (الوباء) حالة طوارئ صحية شديدة فحسب، بل إنه كذلك أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة".

ولم يخف القادة الأفارقة استياءهم من تهافت الدول الغنية على اللقاحات على حساب تلك الأفقر.

وفي مقابلة مؤخرا، دان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد هيمنة "النزعة القومية إذ تتجاوز دول غنية دورها (في الحصول على اللقاحات) حتى أن بعضها يطلب سلفا أكثر مما يحتاج".

ومن المقرر أن يقدّم رامابوزا معلومات محدّثة عن الاستجابة للوباء خلال الجزء المغلق من القمة السبت، بحسب مسودة للبرنامج اطلعت عليها فرانس برس.

ودعا في خطابه الافتتاحي إلى "جرعة جديدة من الموارد" من صندوق النقد الدولي من أجل "تصحيح غياب المساواة الصارخ في تدابير التحفيز المالي بين الاقتصادات المتقدمة وباقي العالم".
على صعيد منفصل، من المقرر أن تجري الدول الأعضاء انتخابات داخلية بشأن قيادة مفوضية الاتحاد الإفريقي التي أعيدت هيكلتها مؤخرًا، وهي قضية مهمة لتحديد قدرتها على مواجهة الوباء وتحديات القارة في مجالي الاقتصاد والأمن.

وفكي، رئيس وزراء تشاد الأسبق، هو المرشح الوحيد لولاية جديدة مدتها أربع سنوات على رأس المفوضية - الهيئة التنفيذية للاتحاد، وقالت مجموعة الأزمات الدولية في مذكرة مؤخرا إنه سيتعين عليه الفوز بثلثي الأصوات وتجاوز الاتهامات التي يرفضها "بنشر ثقافة التحرش الجنسي والرشاوى والفساد والترهيب داخل المفوضية".

وفي سياق آخر، ينظر العديد من الدبلوماسيين إلى النيجيري بانكولي أدييوي على أنه المرشح الأوفر حظا لرئاسة مفوضية عليا تجمع بين الشئون السياسية وإدارة السلام والأمن، لكن قواعد الاتحاد الإفريقي التي تفرض توزيع المناصب الرئيسية بين مختلف مناطق إفريقيا، يمكن أن تخالف هذه التوقعات.

وسيلعب الفائز في هذه الانتخابات دورا مهما إلى جانب فكي في محاولة حل العديد من الأزمات الداخلية في القارة التي يتهم الاتحاد الإفريقي بإهمالها.

وهناك العديد من النزاعات الداخلية التي لم يقم الاتحاد الإفريقي بالكثير من أجل حلّها، ففشل مجلس السلم والأمن مثلا في عقد اجتماعات بشأن النزاع بين الحكومة الكاميرونية والانفصاليين الناطقين بالإنجليزية، أو بشأن الصعود المقلق للإسلاميين المتطرفين في موزمبيق.

ويعد النزاع الذي شهدته إثيوبيا، الدولة التي تستضيف مقر الاتحاد الإفريقي، بين حكومة رئيس الوزراء أبيي أحمد والحزب الحاكم سابقًا لمنطقة تيجراي (شمال)، من بين أكثر القضايا حساسية.

ورفض أبيي دعوات كبار مندوبي الاتحاد الإفريقي لعقد محادثات مع قادة تيغراي، متمسكا بموقفه المشدد على أن النزاع عبارة عن عملية محدودة لفرض "النظام والقانون".

وتتزامن القمة أيضا مع تعهّد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إعادة الاتصال بالمؤسسات متعددة الأطراف مثل الاتحاد الإفريقي، وقال بايدن في تسجيل فيديو نشر الجمعة إن إدارته ستنخرط في "دبلوماسية مستدامة بالاشتراك مع الاتحاد الإفريقي للتعامل مع الصراعات التي يسقط فيها ضحايا في القارة".

كما تمثّل القمة الانطلاقة الرسمية لرئاسة الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، الذي سيحل محل رامابوزا، وفي خطابه أمام رؤساء الدول والحكومات السبت، تعهّد تشيسكيدي جعل الاتحاد الإفريقي ذا صلة أكثر عبر "إبعاده عن غرف الاجتماعات".

واستعرض تشيسكيدي الخطوط العريضة لجدول أعمال طموح يشمل الاستجابة إلى التغيّر المناخي ومحاربة العنف الجنسي والترويج لمنطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية وتسريع مشروع "غراند إنغا" للطاقة الكهرمائية في بلاده، والذي يراه الاتحاد الإفريقي مصدرا مهما للطاقة في القارة.

لكن تشيسكيدي غارق أيضا في صراع على السلطة في بلده ضد أنصار رئيس الكونغو الديموقراطية السابق جوزيف كابيلا.

وأشار الباحث لدى "معهد الدراسات الأمنية" محمد دياتا إلى أن تشيسكيدي يحاول جاهدا ترسيخ سلطته في بلده، لكنها مهمة ليست بالسهلة.

وأضاف لفرانس برس "سيبقى على الأرجح منشغلا بذلك إذ أنه أقام في بلده ائتلافا حاكما هشا للغاية فضفاضا".

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر