جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
جهينه ترعى مسابقتي مصر للطهي والباريستا خلال مشاركتها في معرض كافيكس 2024 قريباً.. هواوي تكشف عن مستقبل تقنية السيلفي مع إطلاق سلسلة HUAWEI nova 12 في مصر اتصالات من e& في مصر تتعاون مع وزارة الشباب والرياضة لتطوير مراكز شباب لخدمة ذوي الهمم بأنحاء الجمهورية مجموعة الأجهزة المنزلية الجديدة من الشركة تستقطب الأنظار في معرض إل جي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا 2024 الذي أقيم في أبوظبي هواوي تكشف النقاب عن GoPaintفي السابع من مايو: تطبيق رسم جديد تمامًا تم تطويره ليوفر متعة الإبداع للجماهير ريلمي تطلق سلسلة نوت الجديد تجمع بين الأداء الممتاز والسعر المناسب تقرير لـ اندرايف : سائقو الشحن يحققون متوسط دخل ما بين 21,000 و 31,000 ألف جنيه شهرياً "تحيا مصر" تنعي محمد العزب مدير العلاقات العامة والإعلام بالمصرية للاتصالات اللواء إ. ح. صلاح المعداوي يهنئ القيادة السياسية وجميع عمال مصر بمناسبة عيد العمال" اللواء إ. ح. صلاح المعداوي يهنئ القيادة السياسية وجميع عمال مصر بمناسبة عيد العمال"
ads

تحقيقات

فى دفتر أحوال صحة المصريين.. فتش عن «الأمراض المزمنة» !

الأحد 07/فبراير/2021 - 11:41 ص
تحيا مصر
طباعة
بوابة تحيا مصر


لم يحظ مصطلح «الأمراض المزمنة» بتداول إعلامى مماثل لما حدث منذ بداية إصابة المصريين بفيروس كورونا المستجد، فهو المصطلح الحاضر دائما فى كل حديث يتعلق بالفيروس، خاصة أنها غالبا ما تكون المتهم الأول فى حالات الوفاة، والتى أقرت وزارة الصحة بارتفاع نسبتها فى مصر لتحتل المركز العاشر على مستوى العالم بنسبة وفيات 5٫5%، وبررتها بمعاناة الضحايا من مرض مزمن (أو أكثر)، الأمر الذى دفع إلى إطلاق البرنامج الرئاسى للكشف على أصحاب الأمراض المزمنة فى يونيو الماضى لمن هم فوق 40 سنة، خاصة بعد توقف الكثيرين عن متابعة حالتهم الصحية خوفا من الإصابة بالفيروس فى حال ذهابهم للمستشفيات.

والأمراض المزمنة (ويطلق عليها أيضا الأمراض غير السارية أو غير المعدية) هى أمراض لا تنتقل بالعدوى، ويصاب بها الشخص على مدى زمنى طويل، ومن يصاب بأحدها، يكون لزاما عليه تلقى العلاج مدى الحياة، وهى عديدة ومتنوعة، لكن على رأسها أربعة أمراض رئيسية: ارتفاع سكر الدم، أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، الأورام السرطانية، والأمراض التنفسية المزمنة، ويضاف إليها أحيانا أمراض الصحة النفسية والعقلية.

ارتفاع نسبة الوفيات بين المصابين بفيروس كورونا، وتبريره بالإصابة بالأمراض المزمنة (مسئولة عن 85% من وفيات كورونا وفقا لوزيرة الصحة د. هالة زايد) دفعنا للبحث عن وضع مصر الحالى فيما يتعلق بمعدلات انتشار تلك الأمراض، وهل تعتبر مصر مقارنة بغيرها من الدول فى الحيز الآمن أم أنها تخطته، ومن ثم وجب على مؤسسات الدولة الانتباه، ووضع خطة للمواجهة؟.

فى تصريح لوزيرة الصحة فى إطار حديثها عن الفئات الأولى بتلقى لقاح كورونا، ذكرت أن هناك 23 مليون مواطن مصابون بأمراض مزمنة، فإذا كانت تقصد المواطنين فوق 40 عاما، (28 مليونا)، إذن؛ فالنسبة تصل إلى 82%، أما إذا كانت تتحدث عن الفئة فوق 18 عاما(60 مليونا) فالنسبة ستكون نحو 40%. فى الحالتين؛ النسب مرتفعة.

ولأننا فى هذا التحقيق سعينا بقدر الإمكان لتقدير حجم الإصابة بأبرز الأمراض المزمنة فى مصر، من خلال الوصول إلى البيانات والإحصاءات المتاحة فى قاعدة بيانات وزارة الصحة والتى تشكلت بناء على نتائج حملة 100 مليون صحة وما تفرع عنها من مبادرات، حصلنا على التصريح «المطلوب» من المكتب الإعلامى، ليتمكن د.أحمد السبعاوى ــ مقرر اللجنة القومية للأمراض غير السارية ــ من إفادتنا بنتائج تتضمن مزيدا من التفاصيل عن تلك التى نشرتها وسائل الإعلام لحملة 100 مليون صحة (استهدفت قياس السكر والضغط والسمنة)، والنتائج «النهائية» لحملة الكشف عن الأمراض المزمنة، لكن فى النهاية كانت الإجابة: لا يمكن كشف البيانات الكاملة قبل أن تعلنها وزارة الصحة بشكل رسمي!.

كل ما تمكنا الحصول عليه من د. أحمد السبعاوى هو عدد إجمالى المفحوصين فى حملة الكشف عن الأمراض المزمنة (قبل انتهاء عام 2020 بأسبوع ) فكان 17 مليونا و400 ألف مواطن (الحملة كانت تستهدف 28 مليون مواطن وفقا لتصريحات د. خالد مجاهد المتحدث الإعلامى لوزارة الصحة)، تلقى العلاج منهم 2 مليون و118 ألف مريض، أى بنسبة 12% من إجمالى المفحوصين.

أما بيانات حملة 100 مليون صحة التى انتهت فى أبريل 2019، والتى شملت ما يقرب من 50 مليون مواطن، فأوضحت نتائجها المنشورة بالفعل، أن متوسط الإصابة بارتفاع ضغط الدم 21% (10 ملايين و413 ألفا)، ــ تصل النسبة إلى 30% فى بعض المحافظات)، و5% متوسط الإصابة بالسكر (2 مليون و 570 ألف) – تتجاوز 6% فى بعض المحافظات ــ أما السمنة، فكانت النتيجة أن ربع المصريين فقط يتمتعون بوزن طبيعى، بينما 75% يعانون وزنا زائدا وصولا إلى مرحلة السمنة، والسمنة المفرطة، وهو مؤشر خطير إذا علمنا أن السمنة سبب رئيسى للإصابة بمعظم الأمراض المزمنة، وعلى رأسها أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر، وحساسية الصدر، وآلام المفاصل والعمود الفقرى، وبعض أنواع السرطان.

حاولنا من جانب آخر التواصل مع د. هشام الحفناوى ــ رئيس لجنة مكافحة الأمراض غير السارية والتى شكلتها د. هالة زايد فى أكتوبر الماضى ليعلق لنا على البيانات التى هو بالضرورة قد اطلع عليها، لكن التجاهل كان ما تلقيناه من رد على رسائلنا.

«السكر» إلى زيادة

واصلنا بحثنا من خلال الأطباء كل حسب تخصصه. بدأنا مع د. عادل عبدالعزيز ــ رئيس التحالف المصرى لمكافحة الأمراض غير المعدية ــ وبحكم تخصصه الأساسى كأستاذ أمراض الباطنة والسكر، وكمستشار لمنظمة الصحة العالمية لأمراض السكرى، حذر من تقدم مصر فى الإصابة بارتفاع سكر الدم، فبعد أن كانت تحتل المرتبة التاسعة عالميا، تحتل الآن المرتبة الثامنة بـ9 ملايين مريض، ومرشحة لتتقدم إلى المرتبة السابعة.

ويلفت د.عبدالعزيز إلى أن «كوفيد ــ 19» بالفعل كان له دور فى إعادة الانتباه إلى الأمراض المزمنة، ومن المفارقات أنها هى المسئولة الآن عن ارتفاع الوفيات بشكل عام، وليس الأمراض المعدية أو الوبائية، فتلك الأخيرة أصبح لها لقاحات تحمى من الإصابة بها، بعكس الأولى، ومشكلة الأمراض المزمنة أنها تكلف الدولة كثيرا من أجل العلاج (فى تقرير لاتحاد السكر الدولى، تنفق مصر مليار دولار سنويًا فى علاج السكرى).

من هنا يشيد د. عبدالعزيز بالمبادرات الرئاسية لكشف الأمراض المزمنة وعلاج أصحابها بالمجان، خاصة أن المسح شمل أعدادا كبيرة من المواطنين بعكس أى بحوث سابقة، وبالتالى أصبحت الصورة أوضح أمام صانعى السياسات الصحية بعد تكون قاعدة بيانات توضح حجم الإصابة بكل مرض على حدة، واعتبر علاج أكثر من 2 مليون مواطن من فيروس سى إنجازا حقيقيا. حديث د.عادل ذكرنا بتصريح سابق لـ د. هالة زايد أكدت فيه أنه لولا علاج 2٫7 مليون مواطن من فيروس سى، لكانت الوفيات الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا أكبر بكثير.

نعود لحديث د. عادل عبدالعزيز الذى أشار إلى أربعة عوامل خطيرة تؤدى للإصابة بالأمراض المزمنة الرئيسية الأربعة، وهى التدخين ثم قلة النشاط البدنى، والطعام غير الصحى وأخيرا الكحوليات، وبالنسبة لمجتمعنا فإن العوامل الثلاثة الأولى متوافرة بشكل كبير. ويحذر د. عادل مما وصفه بـ«الحياة الساكنة» التى يقل فيها المجهود الحركى للأفراد، ويصاحبها غذاء غير صحى مشبع بالدهون المهدرجة، لذلك يطالب بسن تشريع يجرم تداول واستخدام الزيوت المهدرجة تماما فى مصر، مثل دول عديدة.

معدلات طبيعية

ولأن مرضى الصدر هم الفئة الأكثر «قلقا» من الإصابة بفيروس يستهدف الجهاز التنفسى مثل كورونا، سألنا د. تامر حسن ــ طبيب الأمراض الصدرية ومدير العيادات الخارجية فى أحد المستشفيات الكبرى - حول نسبة الإصابة بأمراض الصدر المزمنة فى مصر،فأوضح فى البداية أنها تتمثل فى ثلاثة أمراض رئيسية هى السدة الرئوية ،الربو، وسرطان الرئة.

بالنسبة للسدة الرئوية، كشف عن أنها تصيب نحو ٣.٥% من الشعب المصرى، ٨٥% منهم من المدخنين، أما الباقى فمن العاملين فى صناعات ينتج عنها جزيئات دقيقة متطايرة مثل الخشب والجير والشعر والأتربة، لكن خطورتها تتمثل فى أنها ــ فضلا عن التسبب فى الإصابة بسرطان الرئة ــ تدمر أنسجة الرئة والشعب الهوائية مما يضعف من استجابة المريض لموسعات الشعب السريعة المفعول، خاصة مع تراكم الإفرازات المخاطية، الأمر الذى يسهل تراكم والتصاق الميكروبات الهوائية داخل الرئة، وتعتبر السدة الرئوية ثالث مسببات الوفاة فى مصر وفى العالم أيضا. بالنسبة للربو (حساسية الصدر) فيصيب على الأقل ١٠ ملايين مصرى، إما لأسباب وراثية جينية (وهى العامل الغالب) أو لكثرة التعرض لملوثات الجو كعوادم السيارات، ونحو 31% من المصابين بالربو فى مصر من الأطفال. وأخيرا يأتى سرطان الرئة الذى يشكل ١٥% من حالات الإصابة بالسرطان فى مصر، و18% من وفيات المصابين بالأورام. وهو لا يرتبط فقط بالتدخين، وإنما ببعض العوامل البيئية مثل التعرض لمادة الاسبستوس فى الصناعة، وغاز الرادون لعمال المناجم والمحاجر. لكن د. تامر يطمئننا بأن نسب مصر عموما متقاربة مع النسب العالمية، إذ تصيب أمراض الصدر ١٢.٥% من سكان العالم، وهى تقريبا نفس النسبة فى مصر.

أحوال القلوب

وفقا للدكتور سامح شاهين ــ الرئيس السابق للجمعية المصرية لأمراض القلب ــ فإن 500 مصرى من كل 100 ألف يتوفون بسبب أمراض القلب، مشيرًا إلى أن هذا الرقم 5 أضعاف الرقم العالمى، ويحذر من أن أمراض القلب تصيب المصريين مبكرا بنحو عشر سنوات عن متوسط الإصابة عالميا. (جلطات القلب تصيب المصريين فى سن 54 عاما بدلا من 64 عاما فى الخارج).

مع ذلك يؤكد د.أحمد البربرى ــ استشارى أمراض القلب ونائب رئيس شعبة العلاج الدوائى بالجمعية المصرية لأمراض القلب ــ أنها تتزايد على مستوى العالم لا فى مصر فقط بسبب زيادة التوتر والضغوط الحياتية، والتوسع فى مظاهر الحياة الحديثة والمرفهة، التى أدت إلى زيادة الإصابة بارتفاع الكوليسترول فى الدم بسبب الوجبات السريعة وقلة الحركة، وبالطبع فإن التدخين عامل رئيسى للإصابة.

ويوضح البربرى أن السبب الرئيسى فى أمراض القلب هو انسداد الشرايين التاجية المغذية للقلب بالدم المحمل بالأوكسجين، وتبدأ بالذبحة المستقرة - يشعر المريض بألم مع المجهود ويختفى مع الراحة-، لكن كلما زاد الانسداد ،وصل الأمر إلى ذبحة غير مستقرة وزاد احتمال الإصابة بالجلطات ومن ثم السكتات القلبية. ويلفت البريرى هنا إلى مشكلة تجاهل الكثيرين للآلام التى تصيبهم فى منطقة الصدر بمجرد اختفائها مع الراحة، وبالتالى تتفاقم المشكلة، خاصة مع استمرار نمط الحياة غير الصحى.

أما فيما يتعلق بمرض ارتفاع ضغط الدم «القاتل الصامت» فنسبة الإصابة عالميا تتراوح بين 20 و30%، وتجاهل علاجه يؤدى إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على الكلى والعيون وعضلة القلب والمخ، ولذلك يجب أن يكون قياس ضغط الدم هو أول ما يفعله الطبيب ــ أيا كان تخصصه ــ عند فحص مريضه. وطبعا تزداد الخطورة عندما يكون مريض الضغط يعانى ارتفاع السكر.

لكن من ناحية أخرى يبشرنا د. أحمد البربرى أن مرض روماتيزم القلب الذى ينتج عنه تلف فى صمامات أو عضلة القلب فى سبيله للتراجع تماما، بفضل المشروع القومى للقضاء على الحمى الروماتيزمية الذى تبنته وزارة الصحة منذ خمس سنوات، والمرض سببه بالأساس إصابات اللوزتين بالالتهابات المتكررة خاصة لدى الأطفال من سن خمس سنوات إلى 15 سنة، وينتشر فى الريف بسبب تراجع معدلات جودة الحياة. ولم يخل حديثنا مع د.البربرى أيضا من الإشادة بمبادرات الرئاسة للكشف عن الأمراض غير السارية، وإتاحة العلاج بالمجان، فإذا كان المواطن يتحجج بإمكاناته المحدودة التى تمنعه من الذهاب إلى الطبيب، فلا حجة أمامه الآن.

إرسل لصديق

أخبار تهمك

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

الأكثر قراءة

المزيد

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر