تحقيقات
"مراكب النجاة".. للشباب وطن يحميه.. فرص بديلة لتشغيل الخريجين والمبادرة تصل 70 قرية
الجمعة 05/فبراير/2021 - 08:50 ص
طباعة
ta7ya-masr.com/390391
- مبادرات رئاسية وسيطرة أمنية وتشريعات صارمة وفرص عمل حقيقية بالمشروعات القومية
- بشير: ندرب الشباب كجمعيات مجتمع مدنى علي الحرف والمهن بالتعاون مع الحكومة
- عبد القادر : إشادة دولية وأوروبية بإستراتيجية مصر لمكافحة الهجرة غير الشرعية والإحصائيات الأخيرة للمهاجرين تخلو من الجنسية المصرية
- المبادرة تصل لـ70 قرية بأنحاء الجمهورية و250 مليون جنيه
من ميزانية 2021 لدعمها
- القوى العاملة تتابع مع الجانب الإيطالى المرحلة الثانية من مشروع لم الشمل لـ600 أسرة مصرية وأبنائهم المقيمين بإيطاليا
-العبيدى: السيسى أوفى بوعده للأوروبيين بمنع مراكب الموت من الانطلاق من مصر إلى الشط الآخر من المتوسط
- سامح وكرم: الغربة إهانة ومخاطرة غير مضمونة.. وحصلنا على تدريب فى مجال الرخام ونعمل حاليا بأحد المشروعات بالسخنة
أملا فى حياة أفضل من منظورهم خاض الآلاف من الشباب المصري رحلات الموت في العقود الماضية من خلال اختيارهم للهجرة غير الشرعية عن طريق البحر ، حتي استطاعت الدولة المصرية إحكام قبضتها بغلق تلك المنافذ ومحاصرتها والقضاء عليها عام 2016 بعد أن أولي الرئيس عبد الفتاح السيسى هذا الملف اهتماما خاصاحيث كلف بإنشاء اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة والاتجار بالبشر والتى تضم في عضويتها وزارات القوي العاملة والهجرة والتعليم العالى والتربية والتعليم والتنمية المحلية والإعلام .
مبادرات عديدة أطلقتها الدولة المصرية من أجل القضاء علي الظاهرة منها للتوعية وأخري لتوفير فرص عمل بديلة ، فضلا عن قوانين وتشريعات أصدرت آخرها قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين رقم 82 لسنة 2016 والذي يقضي بعقوبات تصل للسجن المؤبد والغرامة .
3 خطوات اتخذتها الدولة للقضاء على الظاهرة
«الأهرام المسائي» ترصد 3 خطوات نجحت من خلالها التجربة المصرية فى القضاء على الهجرة غير الشرعية فقد اعلنت الدولة المصرية محاربة الهجرة غير الشرعية بالتزامن من حربها على الإرهاب ونجحت فى تحقيق ذلك بالسير فى 3 اتجاهات بالتوازي.
- الجانب الأمنى : حيث استطاعت السلطات المصرية السيطرة على الأزمة من خلال التدابير التى اتخذتها قوات حرس الحدود لإحكام قبضتها على منافذ خروج المراكب.
- الجانب التشريعي: حيث وافق مجلس النواب المصرى فى نهاية 2016 على مشروع قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية، لمعاقبة المسئولين عن هذه الظاهرة وتجريم الظاهرة بشكل كامل.
ونص القانون على أن يعاقب بالسجن كل من أسس أو نظم أو أدار جماعة إجرامية منظمة لأغراض تهريب المهاجرين، أو تولى قيادة فيها أو كان أحد أعضائها أو منضمًا إليها.
كما نص القانون على أن يعاقب بالسجن وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تزيد على 200 ألف جنيه أو بغرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع أيهما أكبر كل من ارتكب جريمة تهريب المهاجرين أو الشروع فيها أو تورط فى ذلك.
وتصل العقوبة للمؤبد وغرامة لا تقل عن 200 ألف جنيه، ولا تزيد على خمسمائة ألف جنيه أو غرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع أيهما أكبر إذا ارتكبت الجريمة بواسطة جماعة إجرامية منظمة، أو إذا ارتكبت الجريمة تنفيذًا لغرض إرهابى أو إذا نتج عن الجريمة وفاة المهاجر المهرب أو إصابته بعاهة مستديمة أو بمرض لا يرجى الشفاء منه أو إذا استخدم الجانى عقاقير أو أدوية أو أسلحة القوة أو العنف أو التهديد بهم فى ارتكاب الجريمة، أو إذا كان عدد المهاجرين المهربين يزيد على 20 شخصًا أو أقل من ذلك متى كان بينهم نساء أو أطفال أو عديمو أهلية أو ذو إعاقة، أو إذا قام الجانى بالاستيلاء على وثيقة سفر أو هوية المهاجر المهرب أو إتلافها، أو إذا استخدم الجانى القوة أو الأسلحة لمقاومة السلطات، أو إذا استخدم الجانى الأطفال فى ارتكاب الجريمة.
كما نص قانون الهجرة غير الشرعية على أن يعاقب بالسجن كل من هيأ أو أدار مكانًا لإيواء المهاجرين المهربين أو جمعهم أو نقلهم أو سهل أو قدم لهم أى خدمات مع ثبوت علمه بذلك.
أما الجانب الثالث فكان من خلال المبادرات الوطنية لتوفير فرص عمل فى محافظات الهجرة غير الشرعية : وذلك من خلال التعاون الذى يتم بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدنى حيث قامت وزارة الهجرة بعمل مبادرة «مراكب النجاة « لتوعية الشباب بمحاظر الهجرة غير الشرعية ثم تدريبهم على الحرف والمهن تمهيدا لتأهيلهم وادماجهم فى المشروعات القومية .
إعلان الرئيس نجاح مصر فى التصدى للظاهرة وتقول نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، إن الدولة المصرية نجحت فى القضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية ففى عام 2016 أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى وقف مراكب الهجرة غير الشرعية ،وأن هذا النجاح جاء نتيجة لتضافر جهود العديد من الوزارات والمؤسسات وهى الدفاع والخارجية والهجرة، ومؤسستىا الأزهر والكنيسة ومنظمات المجتمع المدني.
المبادرة الرئاسية مراكب النجاة
وتضيف مكرم أنه حفاظا على هذا النجاح، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر شباب العالم عام 2019، عن المبادرة الرئاسية «مراكب النجاة» للحفاظ على نجاح الدولة فى وقف الهجرة غير الشرعية، وللحفاظ على أرواح الشباب المصرى الذين يتم استدراجهم للسفر لدول أوروبا عبر الهجرة غير الشرعية.
وأكدت أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قدم من خلال مبادرة «مراكب النجاة» فرصا بديلة للشباب بديلا للسفر للخارج وأن هناك فرص عمل فى مصر ، وبالفعل تم توفير فرص عمل للشباب من خلال إدماجهم فى المشروعات القومية الجديدة التى تنفذها الدولة .
وتنفيذا لتكليف رئيس الجمهورية وضعت وزارة الهجرة استراتيجية متكاملة تتضمن رؤية ورسالة وأهداف الوزارة لتفعيل مبادرة مراكب النجاة، بحيث تتضمن توعية المجتمع بمخاطر الهجرة غير الشرعية، إلى جانب التعريف بسبل الهجرة الآمنة التى تضمن الحقوق القانونية، مع توفير البدائل الإيجابية من تدريب وفرص عمل وريادة الأعمال للشباب بالمحافظات التى تنتشر بها ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وأوضحت أنه يجرى التنسيق مع الوزارات والجهات المعنية لمعاودة الزيارات الميدانية فى باقى المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية والبالغ عددها 14 محافظة بواقع 5 قرى لكل محافظة خلال الفترة المقبلة، إضافة لإتمام إنشاء المركز المصرى الألمانى للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، ويستهدف إنشاؤه عرض فرص العمل المتاحة فى السوق الألمانية، وإدماج العائدين من الخارج فى المجتمع المصرى اقتصاديًا واجتماعيًا.
250 مليونا من ميزانية الدولة لدعم المبادرة فى 70 قرية أكد تقرير صادر عن وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج أنه تم تخصيص 250 مليون جنيه بميزانية الدولة 2021 لدعم تنفيذ المبادرة فى 70 قرية على مستوى الجمهورية. وأوضح أن مبادرة مراكب النجاة بدأت بإجراء زيارات ميدانية لعدد من المحافظات هي: الفيوم، والبحيرة، والغربية، تضمنت عددا من الفعاليات والأنشطة التى استهدفت التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وفى هذا الصدد تم عقد مجموعة من اللقاءات الجماهيرية المباشرة بسيدات وشباب وطلاب المحافظات وبلغ عددهم 20 ألف فرد. وشملت مبادرة مراكب النجاة زيارة عدد من القرى المنتجة بهذه المحافظات بهدف دعم أصحاب الحرف بها، وتم الاتفاق على الاستفادة من المصريين فى الخارج الأكثر خبرة فى تعزيز مهارات أصحاب الورش والمصانع، بالإضافة للمشاركة فى افتتاح مركز تدريب وتأهيل الشباب بمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، الذى أنشأته وزارة القوى العاملة مع منظمة الهجرة الدولية بهدف تدريب الشباب.
وأشار التقرير الى أنه تم عقد دورات تدريبية وتثقيفية وتوعوية لشباب وطلبة التعليم الفني، وكذلك الرائدات الريفيات والصحيات والاجتماعيات ومكلفات الخدمة العامة ضمن حملات «طرق الأبواب»، بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، لافتا إلى أن المبادرة نجحت فى الوصول إلى 3 ملايين مواطن فى 3 محافظات، وكذلك تدريب وتأهيل وتثقيف أكثر من ألف شاب من الجنسين فى 8 مراكز بمحافظة الغربية.
وكشف عن الإعداد لإطلاق مشروع تأهيل الشباب للعمل بالوظائف الإلكترونية، بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمى بمصر والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ويستهدف بالمرحلة الأولى 1000 شاب يتم تدريبهم عن بعد، للعمل فى مجال التسويق والبيع الإلكترونى وخدمة العملاء وكذلك ريادة الأعمال بذلك القطاع فى ضوء تغيرات سوق العمل والاستجابة لتداعيات أزمة فيروس كورونا.
مبادرات تؤتى ثمارها
سامح وأكرم اثنان من شباب محافظة الغربية التى يتم تصنيفها واحدة من أكبر المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية يرويان لـ»الأهرام المسائي« تجربتهما التى خاضاها فى التوعية والتدريب والحصول على فرصة عمل فى واحد من المشروعات القومية للدولة.
يقول سامح سعد حاصل على دبلوم صنايع علمت عن مبادرة تقوم بتدريب الشباب تمهيداً لتشغيلهم وبالفعل تقدمت لإحدى مؤسسات المجتمع المدنى التى تتعاون مع الحكومة وتلقيت محاضرات للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية ، وتعرفنا خلال التدريب على رؤية مصر 2030 ، ثم تلقيت تدريبا فى مجال الرخام والجرانيت لفترة بلغت 40 يوما واجتزت التدريب الذى استفدت منه الكثير
ويؤكد أنه بعد مرور نحو 5 أشهر على تدريبه حصل على فرصة عمل فى أحد المشروعات القومية بالسخنة فى مجال الرخام والجرانيت الذى اكتسب خبرة التدريب فيه قائلا»الشغل جوه البلد نعمة«، فأنا أعمل حاليا براتب 3 آلاف جنيه ويخضع للزيادة سنويا.
ويضيف كرم عبد الله زايد البالغ من العمر 27 عاما فنى بقطاع التعدين بأحد المشروعات القومية من أبناء محافظة الغربية أشعر بالأمان بعد تدريبى ضمن المبادرة وحصولى على فرصة عمل فى أحد المشروعات القومية بالسخنة ، فمغامرة الهجرة غير شرعية مخاطرة كبيرة وغير محسوبة أو مضمونة .
ويشير إلى أنه يعمل أسبوعا متواصلا بمقر العمل بالعين السخنة فى مقابل الحصول على أسبوع أجازة يقوم خلالة بزيارة أسرته بالغربية قائلا«أنا هنا وسط أهلى وناسى أفضل من البهدلة والإهانة بالخارج».
ووجه رسالة للشباب الذى تراوده أفكار بشأن الهجرة بشكل غير شرعى قائلاً « لا تلقوا بأنفسكم فى التهلكة ومصير مجهول، ولا تيأسوا أيضاً فى حال تأخر حصولكم على فرصة عمل ولكن ابحثوا كثيراً عن الفرص خاصة أن هناك آلاف الفرص التى توفرها الدوله حالياً للشباب فى المشروعات القومية الجديدة فى كل المجالات ، دور واتعب ، لدى زملاء يعملون معى فى المشروع من الإسكندرية لأسوان وجميعنا فخورون بالمشاركة فى بناء بلدنا حتى تصبح مستقرة «.
المجتمع المدني
عن دور المجتمع المدنى فى المبادرة يقول أحمد بشير المسئول عن تدريب الشباب بإحدى مؤسسات المجتمع المدنى بمحافظة الغربية لـ»الأهرام المسائى «، نحن نتعاون مع الحكومة فى تدريب الشباب وتأهيلهم لإيجاد فرص عمل لائقة ، تعاوننا مع وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج فى مبادرة « مراكب النجاة « وقمنا بتدريب شباب بعدد من المحافزات المصدرة للهجرة غير الشرعية منها »الغربية ، الأقصر ، المنوفية ، الاسماعيلية ، والسويس ،وبنى سويف وقنا والفيوم ، ودمياط«.
ويضيف : انتهينا من تدريب نحو 4000 شاب فى 7 محافظات على التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية ورؤية مصر 2030 وأهداف التنمية ، تم تشغيل 2000 منهم وجار توفير فرص عمل لباقى الشباب ، لافتاً إلى أن التدريب يتم فى مجالات الصناعة والمهن والحرف مثل صناعة المشغولات الجلدية واليدوية والسياحة والفندقة وغيرها .
لم الشمل
لم تقتصر المبادرات على التوعية والتدريب والتشغيل بل شملت أيضا لم الشمل أيضاً حيث أعلن محمد سعفان وزير القوى العاملة المصرى المرحلة الثانية للم الشمل حيث التقى وفداً من القطاع الدولى للاتحاد الايطالى للعمل ، برئاسة عيسى اسكندر رئيس اتحاد العمال المصريين بإيطاليا، ورئيس القطاع ، لبحث آخر نتائج المرحلة الأولى من مشروع «لم شمل الأسرة المصرية» ، فضلاً عن بحث سبل التعاون مع الجانب الإيطالى فى مجال التدريب والتأهيل وتصدير العمالة المصرية لسوق العمل الإيطالى بطريقة شرعية ولائقة .
وأعلن خلال لقائه الوزير سعفان نجاح المرحلة الأولى للمشروع فى العام الأول من تنفيذه فى لم شمل 600 أسرة مصرية مع عوائلهم العاملين فى إيطاليا، تحت رعاية وزارة الداخلية والقوى العاملة الإيطالية والاتحاد الأوروبي.
وتعتبر مصر واحدة من بين 10 دول تقوم الحكومة الإيطالية بتمويل مشروع «لم الشمل «وهو مشروع يهدف لجمع شمل العمال المصريين المقيمين إقامة شرعية فى إيطاليا مع عائلاتهم الموجودة فى مصر»، وذلك فى خطوة للحد من الهجرة غير الشرعية.
وكشف اسكدنر عن أنه التقى السفير هشام بدر سفير مصر فى روما، حيث عرض عليه موافقة الحكومة الإيطالية على بدء المرحلة الثانية من برنامج «لم الشمل» للأسر المصرية الموجودة فى إيطاليا خلال شهر مارس عام 2020 ، والمقرر أن تستمر عامين، أسوة بالمرحلة الأولى للبرنامج، وذلك بهدف لم شمل الأسر المصرية التى يعمل عائلها أو أحد أفرادها فى إيطاليا.
وأوضح أن الجالية المصرية فى المرتبة الأولى فى الاستفادة من هذا المشروع الذى تتعاون فيه الجهات المعنية فى كل من مصر وإيطاليا، ويتم منح إقامات شرعية وتأمينات صحية للأسر المصرية، فضلا عن شمولهم ببرنامج تدريبى مجانى خاص بتعلم المفردات الأساسية للغة الإيطالية، بما يضمن لهم سهولة الانسجام فى المجتمع الإيطالى فور وصولهم.
سيطرة مصرية واشادة دولية
وفى حديثه لـ«الأهرام المسائي» عن الجهود المصرية للقضاء على الظاهرة يشيد دكتوروائل عبد القادر رئيس بيت العائلة المصرية بإيطاليا بدور قوات حرس الحدود التى أحكمت قبضتها وحاصرت خروج المراكب ودور المبادرة الرئاسية مراكب النجاة فى منع وصول المراكب غير الشرعية للجنوب الأوروبي.
ولفت عبد القادر إلى وفاء الرئيس عبد الفتاح السيسى بوعوده للدول الأوروبية خصوصا لدولة إيطاليا بالتزام الحكومة المصرية بمنع المراكب غير الشرعية من الاقلاع من الشواطئ المصرية ومحاصرتها والسيطرة عليها .
وأشار إلى أن الحكومة الإيطالية قدرت ما أقدمت عليه الحكومة المصرية الذى كان له الأثر الكبير لدى قادة إيطاليا وقادة أوروبا التى عانت كثيراً فى السنوات الأخيرة الهجرة غير الشرعية ، وأصبح انطلاق هذه المراكب من الشواطئ الليبية وشواطئ تونس ومن المغرب إلى اسبانيا عن طريق مضيق جبل طارق ، مؤكداً أن الإحصائية الأخيرة من الحكومة الإيطالية تشيرإلى أن جنسيات المهاجرين غير الشرعيين تأتى فى المقدمةمنها السودان وإريتريا ونيجيريا ومالى ومن المغرب العربى ولم تنوه هذه الاحصائية شيئا عن المصريين.
ويوضح رئيس بيت العائلة المصرية بإيطاليا أنه تم الترحيب دوليا بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية التى أطلقتها مصروتراجع عدد المصريين الذين هاجروا من مصر لإيطاليا خلال الفترة من 2016الى 2017، بشكل كبير و تم التعاون مع الحكومة الإيطالية 2019 ، و قالت وزيرة الداخلية إن الهجرة غير الشرعية من مصر إلى إيطاليا انخفضت بشكل كبير مؤخراً، ولم تخرج من مصر فعلياً مراكب منذ عام 2017 ، وهو ما يؤكد التزام الحكومة بمواجهة الهجرة غير الشرعية ونجاح استراتيجياتها للمكافحة .
ويقول عبد القادر: لم ننس ثناء وزيرة الدفاع الألمانية خلال لقائها بوزير الخارجية المصرى فى مؤتمر ميونيخ للأمن فى الفترة فى فبراير 2018، على نجاح مصر فى منع أى مركب تقل مهاجرين باتجاه أوروبا من مغادرة السواحل المصرية منذ سبتمبر 2016، فكل هذه النتائج المبهرة التى وصلنا إليها فى قضية شغلت الرأى العام الأوروبى والمصرى بفضل الجهود المصرية التى بذلت بداية من الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزارات الهجرة ،والداخلية ،والخارجية والشباب والأوقاف والقوى العاملة.
وفى تصريحاته لـ» الأهرام المسائى « يقول بهجت العبيدى مؤسس الاتحاد العالمى للمواطن المصرى فى الخارج أن ملف الهجرة غير الشرعية يظل هو أحد أهم الملفات التى تشغل الدول الغربية عموما والأوروبية على وجه التحديد، وأن الشعوب الأوربية جميعها دون استثناء ترفض تدفق الأجانب إلى بلدانها، لا يستثنى منها شعب.
وأشار إلى أن مصر تعد أولى الدول التى نجحت نجاحا كبيرا فى محاربة الهجرة غير الشرعية، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسى قد أوفى بوعده - كما يفعل دائما - للأوروبيين ومنع منعا باتا مراكب الموت من الانطلاق من مصر إلى الشط الآخر من المتوسط.
وتابع أن الدول الأوربية على لسان زعامائها قد عبروا عن تقديرهم الشديد للرئيس عبد الفتاح السيسى فى معالجته هذا الملف الشائك، كما نظروا بعين التقدير لتلك الإجراءات التى قامت بها الدولة المصرية، تلك الإجراءات التى كانت على أكثر من محور:الأول هو المنع الفورى من خلال المراقبة الشديدة للشواطئ المصرية لمنع مافيا التهريب العابرة للدول والقارات من استخدام الشواطئ المصرية لنقل المخدوعين الراغبين فى الهجرة غير الشرعية والذين يأملون فى العبور إلى الشاطئ الآخر من المتوسط.
أما الثانى فى تلك الحملات التعووية التى أمر الرئيس بانطلاقها لتجوب فيها وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج تلك القرى والمدن فى المحافظات المشتهرة بدفع أبنائها للهجرة غير الشرعية للتعريف بتلك المخاطر الهائلة التى تنطوى عليها رحلات الموت فى المتوسط.
أما المحور الثالث فهو المشروعات التى تم افتتاحها فى تلك القرى لخلق فرص عمل تستوعب تلك الأيدى الباحث عن فرص عمل وتلجأ بسبب ذلك للهجرة غير الشرعية.
أما المحور الرابع فهو العمل على منع الأطفال من خوض تلك رحلات الغرق هؤلاء الأطفال الذين كانت تستغلهم عصابات الهجرة غير الشرعية والتى كانت تمثل حرجا شديدا للدول الأوربية حيث إن قوانينها تمنع إعادة هؤلاء الأطفال الذين يلجأون إليها.
وتابع: هذا الذى يعكس الدور الحيوى الذى لعبته مصر فى مكافحة هذه الظاهرة والذى وعدت به مصر السيسى الجانب الأوروبى من ناحية والتى سعت فيه مصر للحفاظ على أرواح أبنائها التى كانت تتعرض لخطورة هائلة فى عباب البحر من ناحية أخرى التى هى الناحية الأهم لدى السلطات المصرية وعلى رأسها سلطة الرئاسة متمثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسي ويوضح العبيدى أن الموقف المصرى النبيل إنما يأتى عكس الموقف التركى حيث اتخذ الرئيس التركى من ملف اللاجئين وسيلة ابتزاز للقارة الأوروبية وهو ما ترتب عليه ازدياد الصورة التركية فى المخيلة الأوروبية قتامة وسوءا. وطالب مؤسس الاتحاد العالمى للمواطن المصرى فى الخارج الدول الأوروبية بمد يد العون والمساعدة- الذى هو واجب عليها - إلى مصر، وذلك من خلال إقامة مشروعات استثمارية فى مصر، تقديرا منها للدور الذى تقوم به مصر فى محاربة الهجرة غير الشرعية تلك الظاهرة الخطيرة، كما طالب الدول الأوروبية بإقامة مراكز تدريب للعمالة فى مصر، كمكافأة على تلك النجاحات التى حققتها القاهرة، وهو ما سيعود أيضا بالفائدة على الجانب الأوروبى حال احتاجت إلى عمالة مؤهلة.
