ذكرت صحف انجليزية عدة، كالديلي ميل والميرور، أن الأبوين الإنجليزين قاما بتحويل غرفة صغيرهما "تشارلي جارد" داخل المستشفى إلى غرفة أطفال، محضرين حاجيات الطفل وألعابه، وملابسه المبهجة، قاضين الساعات وهم بجوار طفلهما قبل أن تنزع منه أجهزة التنفس الصناعي.

وقضى الوالدين كوني وكريس، أوقاتًا عصيبة متباكين على طفلهم تشارلي، الذي توفي إكلينيكًا قبل أيام، لكنهم آثروا بقائه في سريره المبرد خصيصا، مما يسمح للعائلة بقضاء المزيد من الوقت معه قبل نقله إلى صالة الجنازة.

وانتشرت قصة الطفل تشارلي، انتشارًا كبيرًا حول العالم، لدرجة إرسال القادة الدينيين والسياسيين، تنمياتهم بنجاة الطفل وعلاجه، من البابا ومن الرئيس الأمريكي ترامب، إلى النساء والرجال من عامة الناس.

وأثارت محنته أسئلة عميقة حول حقوق الوالدين والحق في الحياة، وهل يجب أن يتغلب رأي الأطباء دائما على غرائز الآباء الذين يعتقدون بقوة أن طفلهم لديه فرصة لحياة جيدة ، مهما كانت محدودة في الواقع؟

وأشارت الصحف الإنجليزية إلى أنه كان هناك غضب، واتهامات بالاستغلال. وقد شنت حملات كراهية شرسة ضد موظفي المستشفيات والمحامين، وحتى ضد الوالدين نفسيهما.

وولد تشارلي كطفل رضيع محبوب لأبوين عاديين من العاملين في جنوب غرب لندن، وعندما أصبح عمره ثلاثة أشهر، وجد أن لديه حالة وراثية نادرة بشكل لا يصدق، تسمى متلازمة استنزاف الميتوكوندريا، والتي تعمل تدريجيا على ضمور أعضائه الحيوية وعضلاته. ويعتقد أن المرض حالة نادرة جدا لسلالة مرض عانت منه 16 حالة فقط في العالم.

وكان تشارلى قد ادخل المستشفى فى مستشفى جريت اورموند ستريت منذ اكتوبر الماضى عندما سقط اول مرة فى حالته الخطيرة، ولم تحظ محنته باهتمام الجمهور إلا في مارس، عندما تحدى الوالدين كريس غارد وكوني ييتس، رغبة المستشفى في سحب أنظمة الإعاشة من الطفل والسماح له بأن يموت بهدوء. وأراد والداه أن يأخذوه إلى أمريكا للخضوع لعلاج يمكن أن ينقذ حياته.
ودخلت قضية تشارلي إلى أروقة المحاكم، إثر حملة قانونية مريرة كاملا، وقعت فيها جلستين للمحكمة العليا، وجلسة استماع في محكمة الاستئناف، وجلسة أخرى في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

لكن انتهى كل شيء فجأة في المحكمة العليا في لندن، عندما قدمت أدلة من عمليات مسح العضلات بالرنين المغناطيسي لجسم تشارلي، ذكرت بشكل قاطع، استحالة بقاء الطفل، ماعجل ذلك باللحظة التي فقد فيها الأبوين كوني، 31، وكريس، 33 عاما، مقاومتهما ووداع طفلهما إلى الأبد. والجلوس بجواره والتقاط صور لحظات الوداع الأخيرة.