تحول شهر العسل الذي أرادت "صوفي دارين"، سائحة بلجيكية، 35 عامًا، قضاءه في مدينة شرم الشيخ، إلى كابوس، بعد أن قتلها زوجها "جريو جوري، 37 عامًا"، وتعثر عليها شرطة السياحة، جثة هامدة في حمام غرفتهما بأحد الفنادق.

ترجع القصة إلى يوم الاثنين الماضي، 10 يوليو الجاري، موعد وصول الزوجين البلجيكيين إلى مطار شرم الشيخ، وطبقًا لأوراقهما فإنهما في زيارة لقضاء شهر العسل، لمدة أسبوعين، ينتهي يوم 22 الجاري، أي بعد 3 أيام فقط.

وصلت العروس، مطار شرم الشيخ، على كرسي متحرك، وبها آثار كدمات وبعض التشوهات في الوجه، على غير عادة عريسين جديدين، وعقب 4 أيام من إقامتهما بإحدى الفنادق، وقعت مشاجرة بينهما، أدت لإحداث بعض الخسائر في الغرفة المقيمين بها، ما اضطر إدارة الفندق إلى التواصل مع مندوب شركة السياحة المسؤولة عنهما، وطلبت نقلهما إلى فندق آخر، وبالفعل نقلا الزوجين إلى فندق آخر في 14 يوليو الماضي.

لكن هذا لم يكن كافيًا، وطبقًا لشهود عيان، تكررت المشاجرة بين الزوجين التعيسين، وإحداث خسائر بغرفة الإقامة في الفندق الثاني، الذي مكثا فيه من 14 حتى 16 يوليو الماضي، ما اضطر إدارة الفندق، للاتصال بشرطة السياحة، لتحرير محضر بالواقعة، وتحديد قيمة الخسائر. وأسفرت المشاجرة هذه المرة، عن نقل العروس إلى إحدى مستشفيات مدينة شرم الشيخ، وعند التحقيق معها، أنكرت ما حدث لها مع زوجها، خوفًا عليه، وأدعت أنها سقطت في غرفة الحمام، ما أدى لإحداث بعض الكدمات والتشوهات، ونصحها الأطباء وقتها، أن تظل تحت الملاحظة، لكنها لم تستجب وخرجت من المستشفى، ولم يجد مندوب الشركة السياحية، مفرًا إلا أن يخطرهما بأنه تم فسخ العقد بينهما وبين الشركة، لكثرة المشكلات والخسائر التي تسببا فيها منذ وصولهما شرم الشيخ، وعليهما أن يقضيا باقي فترة تواجدهما في المدينة على نفقتهما ومسؤلياتهما الخاصة.

أحد العاملين بالمستشفى، التي كانت تعالج فيها العروس، اقترح أن ينتقل الزوجان إلى فندق آخر، وبالفعل توجه العروسان للفندق، وللمرة الثالثة تكررت المشاجرة بينهما، وشهد عليها عدد كبير من نزلاء الفندق، عندما سمع النزلاء أصوات صراخ سيدة، وشخص يعتدي عليها بالضرب داخل غرفتهما، ما أدى لمقتلها. التحريات الأولية للواقعة، قالت إن الزوج ضرب زوجته حتى الموت، وألقي القبض عليه في حالة سكر سيئة للغاية، شبه فاقدًا للوعي، وغير مدرك بما يحدث حوله، ومن خلال استجوابه من قبل النيابة، اعترف الزوج بما اقترفه، قبل أن تستدعي النيابة القنصل البلجيكي، لحضور التحقيقات.

وعثرت شرطة السياحة في محافظة جنوب سيناء، مساء أمس الثلاثاء، على جثمان سائحة بلجيكية، داخل حمام غرفتها بإحدى الفنادق الشهيرة بمدينة شرم الشيخ، وتوصلت التحقيقات إلى أن وراء الجريمة زوجها، الذي ألقي القبض عليه في حالة سُكر بيّن.

وتلقى مدير أمن جنوب سيناء، اللواء أحمد طايل، إخطارًا من شرطة السياحة بهوية السائحة القتيلة "صوفي دارين"، 35 عامًا، والتي وصلت مدينة شرم الشيخ يوم 12 يوليو الجاري، وكان مقررًا لها يوم 22 من الشهر نفسه توقيتًا لمغادرتها البلاد. وأشارت التحريات إلى أن وراء واقعة مقتل الضحية الزوج "جريو جوري فاندي" 37 عامًا، إذ أفاد نزلاء الفندق بسماع أصوات صراخ سيدة تتعرض للاعتداء داخل غرفتها، وذلك قبل اكتشاف الجريمة. وبمناظرة جثمان المجني عليها، تبين أنها حامل في شهرها الرابع، ومجردة من ملابسها، فيما حمل الجثمان جرح قطعي طوله 3 سم بالجانب اﻷيسر من الذقن، إلى جانب بعض الخدوش والكدمات المتفرقة، بعضها يعود إلى 3 أيام مضت، واﻷخرى حديثة.

وأصدرت النيابة قرارًا بندب الطب الشرعي لتشريح الجثمان للوقوف على أسباب الوفاة، فيما ألقي القبض على الزوج في حالة سكر بيّن، وتبين أنه ضرب زوجته حتى الموت. كما لفتت التحقيقات إلى أن الزوج سبق وأن اعتدى على المجني عليها قبل 3 أيام، وأنها توجهت إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي لتلقي العلاج، وتسترت عليه بإدعاء أن علامات الإصابة عليها سببها السقوط داخل حمام غرفتها.

وحرر بالواقعة المحضر اللازم، وأحيل إلى النيابة للتحقيق.