قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن نواب جمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يستعدون للتصعيد ضد الأمم المتحدة بسبب تبني مجلس الأمن الدولي لقرار إدانة المستوطنات الإسرائيلية، الجمعة الماضي، والذي طالب تل أبيب بوقف الاستيطان في الضفة الغربية وإزالة المستوطنات التي وصفها بأنها"عقبة أمام تحقيق حل الدولتين"، وأوضحت الصحيفة أن المواجهة بين الكونجرس و الأمم المتحدة قد تصبح أولي معارك الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي يتسلم مهم منصبه رسميا في 20 يناير المقبل، وأكدت أن تلك المواجهة لا يمكن توقع نتائجها.

وكشفت الصحيفة أن من بين الخطوات التي يدرسها الجمهوريون هي تمرير قوانين في مجلس الشيوخ تمنع استخدام التمويل الأمريكي من أجل تطبيق القرار ضد اسرائيل، وإما الانسحاب من منظمات تابعة للأمم المتحدة مثل "يونسكو"، وتدرس أيضا احتمال سن قوانين تحمي المستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية الذين يحملون الجنسية الأمريكية، وكذلك سن قوانين تمنع التمويل عن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، ومؤسسات فلسطينية أخرى في الولايات المتحدة وواشنطن.

وأشارت "واشنطن بوست" أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما امتنعت عن التصويت علي القرار ورفضت استخدام حق النقض (الفيتو) ضده، بعكس ما فعلته ضد مقترحات لقرارات مشابهة في السابق، وقالت إن هذا القرار "يلتزم بالسياسة الأمريكية التي تعتبر المستوطنات عقبة أمام تحقيق حل الدولتين"، ما أثار غضب الحكومة الاسرائيلية التى اعتبرت هذا القرار بـمثابة "انقلابا"ضدها.

يذكر أن السيناتور ليندسي جراهام، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية الفرعية المسؤولة عن تمويل المؤسسات في الخارج، تعهد ببذل جهود لتعليق التمويل الأمريكي للأمم المتحدة والذي يشكل نحو 22% من ميزانيتها التنفيذية. وقال: "الأمم المتحدة صعّبت علينا مواصلة العمل وكأن كل شيء على خير ما يرام. تقريبا كل جمهوري سيشعر بالخيانة لاسرائيل والرد الوحيد الذي نملكه هو قوة الجيب"، وكذلك الجمهوريان تيد كروز وتوم كوتون قاما بتنسيق الجهود فيما بينهم لأجل فتح بجهة ضد المنظمة الدولية، وبادر الثلاثة لاتخاذ خطوات عملية في مجلس الشيوخ الأمريكي بالتعاون مع زعيم الأكثرية ميتش ميكونيل، وزعيم الأقلية الديمقراطي اليهودي، تشاك شومير، الذي يعتبر من كبار مؤيدي إسرائيل في الحزب الديمقراطي، وأشارت إلى أن النواب الأمريكيون لا يرغبون بالانتظار لحين دخول ترامب الى البيت الأبيض رئيسا، بعد أسابيع قليلة، ويعملون على تقديم هذه المقترحات وتنفيذها بسرعة.