قالت قناة بي بي سي البريطانية، اليوم الأربعاء، إن ولاية خيبر باختونخوا الباكستانية حظرت صيد طير الحبارى الذي يحاكي حجمه حجم الدجاجة، ويقبل على اصطياده الأمراء القطريين، ويعتبرون صيده رياضة إضافة إلى أن لحمه يعد من المقويات الجنسية.

وتابعت القناة: "تصدر الحكومة الباكستانية سنويا تصاريح صيد خاصة لهم، في سياق ما يعتبره كثيرون نوعا من الدبلوماسية الناعمة، رغم أن صيده يعتبر محظورا في معظم دول العالم بما في ذلك باكستان".

ووفقا لبي بي سي: "طير الحبارى طير مهاجر نادر يحاكي حجمه حجم الدجاجة، وتهاجر هذه الطيور بالآلاف كل شتاء من آسيا الوسطى الى سهول جنوبي باكستان القاحلة، وانخفضت أعداد هذه الطيور، التي كانت اعدادها في تكاثر يوما ما، في السنوات الاخيرة الى الحد الذي دفع الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة الى ادراجها في "لائحتها الحمراء" الخاصة بالحيونات المهددة بالانقراض، ويقدر عدد هذه الطيور اليوم بما يتراوح بين 50 الى 100 الف طير على نطاق العالم".

وأوضحت القناة البريطانية أن الحكومة الباكستانية تسمح لكل صاحب تصريح بصيد مئة طير في فترة 10 أيام، ولكن أصحاب التصاريح لا يتقيدون عادة بهذا العدد ويتجاوزونه حسبما يقول خبراء، ويقول الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة إن صيد طير الحبارى في المناطق التي يقضي فيها موسم الشتاء في باكستان هو السبب الرئيسي لانخفاض اعداده.

وأشارت القناة إلى أن هذا الحظر ربما له سبب سياسي يرجع للتنافس بين عمران خان، الرئيس السابق لمنتخب باكستان في الكريكيت، وزعيم الحزب المعارض الرئيس في البلاد - حزب انصاف وتحريك باكستان - الذي يتولى حكم ولاية خيبر باختونخوا الشمالية الغربية، ورئيس الوزراء نواز شريف.

قاد خان اعتصاما جماهيريا استمر لمدة 4 اشهر في العاصمة اسلام آباد احتجاجا على ما قيل حينها بأن الانتخابات التي جاءت بنواز شريف الى الحكم في عام 2013 كانت مزورة ومتلاعبا بها، وهو ادعاء تنفيه الحكومة.

وأدت الاحتجاجات التي قام بها حزب عمران خان إلى إقامة دعوى ضد أسرة نواز شريف مؤخرا بحجة تملكه عقارات في لندن لم يصرح بها.

وكان المحرك الرئيس لهذه الدعوى ما جاء في "تسريبات وثائق بنما" التي بينت أن ابناء نواز يمتلكون شركات في الخارج لم يصرحوا بها، ويقول مؤيدو نواز شريف إن التهم الموجهة اليهم مدفوعة سياسيا، بينما قالت اسرته إن وثائق بنما "لم تحتو على اي ادعاءات او تهم ضدها، بحسب بي بي سي.

وجاء الحظر الذي اعلنته حكومة ولاية خيبر باختونخوا على صيد الحبارى بعد ساعات فقط من تعبير عمران خان في تغريدة عن نيته "الطلب من رئيس حكومة ولاية خيبر باختونخوا المحلية منع صيد طيور الحبارى في الولاية لأنها طيور محمية وان صيدها غير قانوني."

وجاءت تغريدة عمران خان، وحظر الصيد الذي نتج عنها، عقب ورود تقارير إعلامية الأسبوع الماضي تفيد بأن الحكومة الباكستانية سمحت للأمير القطري الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني بصيد الحبارى في منطقة ديرة اسماعيل خان في ولاية خيبر باختونخوا.

وكان الشيخ عبدالله زار منطقة ديرة اسماعيل خان بغرض الصيد آخر مرة عام 2012، هو واحد من عدد من افراد الاسرة القطرية الحاكمة تصدر الحكومة الباكستانية لهم تصاريح بشكل سنوي لصيد الحبارى في مناطق مختلقة من باكستان.

ومن هؤلاء رئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي يمارس هواية صيد الحبارى عادة في منطقة بكار خشاب، علاوة على والد وشقيق واولاد عم امير قطر الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وأدى الحظر الى صدور تعليقات مفادها انه (اي الحظر) سيحرج الحكومة المركزية الاتحادية التي تنظر الى تصاريح صيد الحبارى للشيوخ الخليجيين بوصفها جزءا مهما من سياستها الخارجية.

ووفقا لبي بي سي، يقول كثيرون إن الخطوة التي قام بها عمران خان لحظر صيد الحبارى في ولاية خيبر باختونخوا ليست لها علاقة بحماية هذه الطيور وإنما بالسياسة المحلية، ويشير هؤلاء إلى أنه في نوفمبر الماضي قدم رئيس الوزراء نواز شريف إلى المحكمة رسالة كتبها الشيخ حمد بن جاسم تأييدا لموقفه في دعوى الأملاك اللندنية.

وأشارت تلك الرسالة إلى تعاملات تجارية بين والد شريف الراحل ميان محمد شريف من جهة ووالد الشيخ حمد من جهة أخرى، وجاء في الرسالة أن بيع هذه الأصول التجارية في الخليج هو الذي وفر الاموال التي اشتريت بها شقق في حي مايفير الفاخر في العاصمة البريطانية.

وبعد إبراز هذه الرسالة في المحكمة، قالت بعض دوائر المعارضة الباكستانية إن رئيس الوزراء القطري السابق كان يحاول مساعدة نواز شريف على الاستحواذ على "أموال حصل عليها دون وجه حق"، الامر الذي ينفيه معسكر نواز شريف.