جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

عربي وعالمي

حادثة «بائع السمك» تفجر ثورة غضب بالمغرب

الثلاثاء 01/نوفمبر/2016 - 05:50 م
تحيا مصر
طباعة
أثارت الطريقة البشعة لمقتل حسن فكري بائع سمك في المغرب سحقًا بشاحنة لجمع النفايات، موجة واسعة من الغضب والحزن، حيث تعم المغرب، منذ يوم الجمعة الماضي، مظاهرات عارمة في أكثر من 40 مدينة احتجاجًا على تلك الواقعة والتى راح ضحيتها «فكري» أثناء احتجاجه على مصادرة تجارته في منطقة الحسيمة.

وفكري، بائع السمك البالغ نحو 30 عاما بحسب الصحافة المغربية هو شاب بسيط يعمل في بيع الأسماك بميناء الحسيمة، استوقفته الشرطة أثناء عمله وصادرت بضاعته المحدودة وأودعتها في مطحنة سيارة النفايات، فلم يستسلم الشاب وهب لاستنقاذ أسماكه التي يقتات من بيعها وركض خلف السيارة وتعلق بها وقفز إلى داخلها حيث بضاعته فعلق في المطحنة ومات مختنقا.

الحادثة أثارت غضب المواطنين المغاربة، وخرجوا في تظاهرات كبيرة تنديدا بفعلة الشرطة تجاه «المواطن المطحون»، فيما تجمهر العشرات من السكان أمام مقر مفوضية الأمن الإقليمي بالحسيمة والمحكمة الابتدائية، للاحتجاج على وفاة بائع السمك وسط استنفار أمني بالمنطقة.

ووجهت دعوات مختلفة للتظاهر في مختلف أنحاء البلاد، لا سيما في العاصمة الرباط، حيث أثارت ظروف مقتل محسن غضب الناس، وأقام مهنيون في ميناء الحسيمة إضرابا عن العمل مع إعلان عزمهم تمديد الإضراب إلى يوم الاثنين «حدادا واستنكارا وتنديدا بالأوضاع العامة التي تعرفها الحسيمة، والميناء جزء منها».

ووحدت الحادثة الإسلاميين واليساريين والأمازيغ بالدار البيضاء، فنظم متظاهرون ينتمون لجماعة العدل والإحسان الإسلامية وفيدرالية اليسار من جهة، والحركة الأمازيغية من جانب ثان، وحركة 20 فبراير من جهة أخرى، 3 وقفات مستقلة متزامنة بساحة ماريشال وسط الدار البيضاء، للتضامن مع محسن فكري، مرددين شعارات منددة بتصرفات السلطة المحلية بمدينة الحسيمة وتعمدها “طحن” المواطن الذي فارق الحياة وهو يحاول إنقاذ أسماكه التي اقتناها من داخل ميناء المدينة.

ووجهت انتقادات حادة للحكومة والأحزاب السياسية لعدم اهتمامها بالحادث، خاصة بعد طلب عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المكلف والأمين العام لحزب العدالة والتنمية من نشطاء حزبه عدم المشاركة في الاحتجاجات، وهو التوجيه الذي أثار العديد من ردود الأفعال الغاضبة والمؤيدة له.

واكتفى بنكيران بالتعبير عن “أسفه للحادث المؤلم لوفاة بائع السمك بمدينة الحسيمة، بعدما رمى بالحادث في ملعب وزارة الداخلية قائلا إنه جرى فتح تحقيق من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.

جاء توجيه بنكيران، لأعضاء حزبه في الوقت الذي تنتشر فيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعوات إلى تنظيم الوقفات التضامنية مع فكري في كل المدن المغربية؛ وهو ما أثار الغضب نحوه واتهمه الكثير بالتملص من المسؤولية.

وفي ضوء ذلك طلب العاهل المغربي الملك محمد السادس، المتواجد خارج البلاد، حيث يختتم جولة دبلوماسية واسعة في شرق إفريقيا، طلب من وزير الداخلية “إجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة لكل من تثبت مسؤوليته عن الحادث، مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع، ليكونوا عبرة لكل من يخل أو يقصر خلال القيام بمهامه ومسؤولياته”.

وشهدت المملكة خلال السنوات الخمس الاخيرة ، 3 وقائع هزت اليلاد سقطت على إثرها رؤوس كبيرة وصغيرة في الحكومة المغربية. الحدث الأول كان يوم 20 فبراير عندما خرج المواطنون في أكثر من 54 مدينة وإقليم، يهتفون بصوت واحد مطالبين بدستور جديد وملكية برلمانية وجدول للإصلاحات الديمقراطية، فما كان من الملك محمد السادس، إلا أن أنهى عمر حكومة عباس الفاسي، ودعى إلى انتخابات جديدة، بعد أن أسقط دستور الملك السابق الحسن الثاني، وتخلى عن عدد من صلاحياته لفائدة رئيس الحكومة في دستور 2011.

الحدث الثاني كان خروج تظاهرات عارمة في عدد من المدن سنة 2013 للاحتجاج على قرار العفو الملكي على دانييل غالفان البيدوفيل، الإسباني من أصل عراقي، الذي اغتصب سنة 2008 أكثر من 10 أطفال في مدينة القنيطرة، وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما لم يقض منها سوى 5 سنوات، وتسرب اسمه إلى لائحة الإسبان الذين أعفى عنهم الملك عقب زيارة العاهل الإسباني خوان كارلوس، فانتفض الشارع المغربي مرة أخرى ضد القرار مما اضطر الدولة للتراجع عن ظهير العفو وإقالة المندوب السامي للسجون حفيظ بنهاشم، وإرجاع كلفان إلى السجن في إسبانيا، علاوة على التعهد بمراجعة قانون العفو حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى .

الحدث الثالث الذي أخرج الآلاف من منازلهم إلى الشارع هو مقتل سماك الحسيمة، والذي تشهد المغرب على إثره احتجاجات تشمل المدن المغربية بأكلمها، احتجاجا على قتل الشاب محسن فكري، داخل شاحنة للنفايات.

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر