أمسية غنائية حضرت فيها الرومانسية بكل أشكالها أحياها قيصر الغناء العربي كاظم الساهر في إطار الدورة الواحدة والثلاثين لمهرجانات بيت الدين الدولية ليلة في بيروت مضيفًا قطرة من الإبداع بصوته الحنون وحضوره الآسر وأغنياته الشاعرية التي لا يملّها الجمهور.
حالة من الجنون وصلت إلى ما يشبه "الهستيريا" تسبّبت فيها النساء، تمايلن وغنَّين، وسجَّلن نسبة كاسحة من الحضور الذي توافَد من أقاصي الأراضي اللبنانية والعربية، مسببًا اختناق مروري في القرى المجاورة.
استهلّ القيصر الذي لم يتخلّ عن بدلته السوداء التقليدية، الحفل بأغنية «ها حبيبي»، من ثم توالت قصائد الشاعر السوري نزار قباني، وللمرة الاولى قدّم أغنية جديدة بعنوان "يا كل العشق". وقد طالبه محبّوه برائعته "أنا وليلى" التي لم تكن ضمن الجدول، فقال الساهر مخاطبًا الجمهور: "انتو ما تشبعون من أنا وليلى؟!"، مؤديًا مقطعًا واحدًا منها. وما ان سُمِعَت أنغام "هل عندك شك"، حتى اشتعلت المدرجات وتحوّل الجمهور إلى كورال ردّد الأغنية معه.
محاولات عديدة للاقتراب من مقدمة المسرح اضطر فيها رجال الأمن لردّ أكثر من شاب وصلوا إلی كاظم لمعانقته. والأكثر أثرًا، شاب جلس خلفنا، صدَح صوته في المكان وهو ينادي كاظم "بغداد تريد صوتك"، لافتًا إلى أنه ابن ضيعته العراقية، باكيًا متأثرًا بغناء الساهر "كَثُر الحديث".