جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads
محمد عبدالجواد

محمد عبدالجواد

بيزنس الوفود الشعبية .. أقزام يصنعون التاريخ !!

الأحد 29/مايو/2016 - 03:02 م
طباعة
غابت الدولة فحضر الشياطين... هذا هو الوصف البسيط لما آلت إليه أحوال مصر خلال 5 سنوات عجاف أعقبت نكسة 25 يناير فسبب حالة الضمور الفكرى التى ضربت مصر بسبب زلزال النكسة وتوابعه اختفت القامات الطويلة وظهر الاقزام على المسرح السياسى كما لو كنا فى جبلاية القرود.

التركيز على علاج الخلل الداخلى خسرنا الخارج كاملا فانشغال القائمون على أمر الدولة بعد الخيبة التقيلة التى غيرت وجه مصر فى 25 يناير بالسعى الجاد لحماية مصالهحم ومكتسباتهم الحلال والحرام وتحصين أنفسهم من أى عقاب قدم مصر فريسة ذبيحة على طبق من ذهب لشلة من اللئام فنهشهوا وفضحوها داخليا وخارجيا..

فمبارك الذى ثاروا عليه كان ماكرا ومخادعا ولم تستطع أثيوبيا وضع حجر فى سد النهضة الذى يفكرون فى بنائه منذ ثمانينات القرن الماضى فى إطار حرب المياه ضد مصر إلا بعد أن تأكدوا من رحيله عن المشهد وظهور شخصيات كارتونية تتحدث باسم مصر فى المحافل الدولية لذلك أدركت أثيوبيا أن الفرصة التى كانت تنتظرها لأكثر من 20 سنة جاءتها على طبق من ذهب وان لم تغتنمها فربما لا تتكرر مرة أخرى لذلك دخلت فى سباق مع عقارب الساعة للانتهاء فى المشروع وقت ضعف مصر قبل ان تنهض من جديد..

وفى أعقاب ذلك ظهرت مجموعة من اصحاب المصالح الظاهرة والخفية على السطح ونصبوا انفسهم أوصياء على مصر وشعبها وبدأت موضة الوفود الشعبية التى منحت نفسها الحق فى الحديث باسم الدولة التى دخلت فى غيبوبة وموت سريرى بفضل بركات 25 خساير..

ففي أبريل من العام 2011 توجه وفد شعبي، مكون من 47 فردًا، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بحثًا عن حلول تجاه أزمة سد النهضة الناشئة حديثًا حينها، ومن أبرز الأسماء حمدين صباحي وعبد الحكيم عبد الناصر والسيد البدوي رئيس حزب الوفد وجورج إسحق وغيرهم الكثير من دعاة الوطنية الزائفة.

استغرقت زيارة الوفد 4 أيام أعرب خلالها أعضاؤه عن عودة مصر إلى الساحة الإفريقية بعد أن عزلها نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وبعد أن استقبلهم الرئيس الإثيوبي السابق "جيرما ولد جيورجيوس في قصره الرئاسي، وأعلنوا عقب عودتهم نجاح مهمتهم رغم انهم سمعوا بآذانهم الصماء شتيمة مبارك وعمر سليمان بأقذر الالفاظ ولم يحرك واحدا منهم ساكنا وقبلوا الاهانة فى صمت حينها ادركت أثيوبيا انها تسير فى الطريق الصحيح وعليها سرعة تنفيذ خطتها لانه لا أمل فى دولة يقبل من يدعون أنهم ممثليها اهانة من كان رئيسا لهم حتى لو كانوا مختلفين معه رغم ان هذا الخلاف لم يكن موجودا إلا بحسابات المصالح والمكاسب فقط.

ورغم كذبهم وادعائهم زورا وبهتانا أنهم نجحوا فى مهتهم إلا أن القضية بداية تأزمت مع بداية عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وتطور الأمر في الشهور القليلة الماضية، مع إعلان الجانب الإثيوبي انتهاءه من أعمال البناء بنسبة 70 % من جيم السد مع استمرار المماطلة والتأجيل المستمر وتحديد مدة طويلة، تصل للعام، للانتهاء من الدراسات الفنية المجراة على السد فى ظل فشل المسئولين المصريين المتواصل على الوصول لحل للازمة واكتشفنا فى النهاية ان الوفد الشعبى الذى زار أثيوبيا كان فى رحلة مباركة على بناء السد.

120ولأن الوفود الشعبية أصبحت سبوبة جيدة تدر على من يمارسها وجاهة اجتماعية وسياسية واقتصادية توجه وفدا شعبيا ضخما الى المملكة العربية السعودية يضم 120 فردًا من أجل الاعتذار للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وهو الوفد الشعبي الذى تكون من أعضاء مجلسي الشعب، سابقًا، والشورى إضافةً إلى بعض الشخصيات العامة، وكان أبرزهم الدكتور سعد الكتاتني ورئيس حزب النور السابق عماد عبد الغفور والدكتور أيمن نور والداعية الإسلامي محمد حسان، مع الفناين محمد صبحي ومحمود عبد العزيز وأشرف عبد الغفور.

وكانت الزيارة في مايو 2012 بعد إلقاء المملكة القبض على المحامي المصري أحمد الجيزاوي بتهمة حيازة مواد مخدرة وتنظيم وقفات احتجاجاية أمام السفارة السعودية في مصر ما أدى إلى إغلاقها في أبريل من نفس العام، قبل صدور حكمًا عليه بالحبس 5 سنوات و300 جلدة.

وأعلن الوفد خلال الزيارة تجاوزهم للحديث عن أزمة الجيزاوي، والذي أيدت المحكمة الحكم عليه في العام 2013، مع عدم فتح ملف المصريين المحتجزين في المملكة، مؤكدين اعتذارهم للعاهل السعودي بعد إدعاءهم بأن المتظاهرين سبوه أمام سفارته بالقاهرة.
ولم يدرك وقتها هؤلاء الاغبياء انهم يؤسسون لمرحلة جديدة من بيع المصرين العاملين فى الخارج من اجل هدايا الملوك والسلاطين والكفلاء وبالفعل بدأت العمالة المصرية فى الخارج تتلقى الاهانات فرادى وجماعات لعلم الدول التى يتواجد بها المصريون أن وراءهم دولة رخوة وحكومة هشة ونخبة ذليلة ومتأمرة لذلك رأينا حودات دهس وجلد المصريين فى الكويت وضربهم فى الاردن وسحلهم فى السعودية وذبحهم فى ليبيا وكل ذلك بفضل بيزنس الوفود الشعبية !!!
سبوبة جديدة للوفود الشعبية خلال مارس الماضى وعلى خلفية مقتل الايطالى جوليو ريجينى وعلى وقع إدانة البرلمان الأوروبي لأوضاع حقوق الإنسان في مصر، تم تشكيل وفدًا يضم أعضاء مجلس النواب بقيادة أحمد سعيد ومعه 13 نائبًا مصريًا وتوجهوا الى العاصمة البلجيكية بروكسل بدعوى تحسين صورة مصر أمام الأوروبيين،

ووقتها اعلن رئيس الوفد أحمد سعيد أن الجانب الأوروبي تحدث عن عقوبات ستوقع على مصر، وكان رده: " عقوبات إيه؟ إحنا معاقبين أصلًا، مصر بها أجمل شواطئ فى العالم، وثلث آثار الكون، وأجمل مناخ، وبلا سياحة حتى الآن، وليس من مصلحتكم أن تُعاقَب مصر، لكن التعاون أفضل للجانبين"، مع نفيه الحديث عن تسليم التسجيلات الهاتفية إلى الجانب الإيطالي.

ومنذ أيام قليلة توجه وفد شعبى إلى ايطاليا لعرض وجهة نظر مصر فى قضية ريجينى وكان من بين الوفد صحفيين واعلاميين وأصحاب فضائيات بزعامة العطار سعيد حساسين والتقوا بابا الفاتيكان على هامش الزيارة وتم تكريمهم بميدليات من قبل البابا وقال سعيد حساسين قولته الشهيرة (( البابا قالى.. هى مصر فيها شباب حلو زيك كده )) شوفتوا الهنا اللى احنا فيه !!
هناك أسئلة حائرة تبحث عن إجابة وهى من يمول زيارات هذه الوفود ومن المستفيد منها ومن يمنحهم تصاريح السفر ومن أعطاهم الحق للحديث باسم الدولة.. هل عدمت الدولة رجالها وتم قطع ألسنتها الرسمية حتى تترك الساحة للمغامرين والمقامرين لبيعها على كل النواصى.. ما زلنا فى انتظار الاجابة..

وأخيرا اذا استمرت الدولة فى هذه الحالة من الترهل والضعف وتعمد الغياب عن المشهد فمصر دولة وشعبا هى من سيدفع الثمن باهظا وأعضاء الوفد الشعبية مرتدين أطواق النجاة ومستعدين للقفز من المركب عند تعرضها للغرق ليكونوا اول الناجين بعد أن أغرقوا ارضا مساحتها مليون كم2 وشعبا تعدادها 90 مليون شخص فى مستنقع آسن وعفن من البيزنس والمصالح الشخصية.. فمن يارى يقود المركب الدولة أم القراصنة ؟.. وإلى أين ستتوجه هل الى ميناء أمن أم سترتطم بجزيرة صخرية فى عتمة الليل وتتحطم ؟؟

كفانا ضعفا وتخاذلا وشذوذا فكريا.. وعلى الدولة ان تتيقن ان المركب التى يقودها اكثر من رئيس حتما ستغرق !!!
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد..

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر