جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

الاخبار

مفتي الديار المصرية يدعو لمواجهة العنف والتطرف بطريقة علمية استراتيجية واستباقية

الثلاثاء 17/مايو/2016 - 01:01 م
تحيا مصر
طباعة
دعا مفتى الديار المصرية فضيلة الدكتور شوقي علام اليوم الثلاثاء إلى ضرورة مواجهة العنف والتطرف والتوتر بطريقة علمية استراتيجية استباقية من خلال عمل منهجي متواصل لنزع فتيل الصدام والصراع ؛ حتى يحل الاستقرار محل الاضطراب والود محل العداء والحب محل الكراهية والبغضاء.
وقال مفتى الديار المصرية - في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الإفتاء الدولي (نقض شبهات التطرف والتكفير) الذي انطلقت أعماله صباح اليوم في عمان - إن هذا المؤتمر يعقد في وقت بالغ الخطورة مما يجعل مسئوليتنا عظيمة لبيان صحيح الإسلام ولتصحيح الصورة الخاطئة عنه ورد شبهات المشككين التي كان بعض المنتسبين له سببا فيها.
وأشار إلى أن ما يشهده العالم بصفة عامة وما تشهده الأمة العربية والإسلامية بصفة خاصة من أحداث عضال ونزاعات خطيرة ؛ تتطلب من العلماء ورجال الدين الإسلامي باعتبارهم دعاة الاستقرار والسلام أن يكونوا جميعا على مستوى هذا التحدي الكبير.
وقال "لقد حان الوقت لنتبوأ مقاعدنا العلمية قبل العسكرية والفكرية قبل الحربية في الحرب ضد الإرهاب الذي أساء إلى صورة الدين الحنيف أمام العالمين" ، مضيفا "إننا نحتاج إلى جهد فكري يتعاون فيه العلماء مع وسائل الإعلام الدولية وكذلك الأوساط الأكاديمية في مجل النشر والبحث من أجل تفنيد الشبهات وفضح تلك الأفكار الضالة".
وأضاف "إنه يتعين على العلماء أن يلتفتوا أثناء معالجتهم للقضايا الفقهية والفكرية المعاصرة ، قضية تحرير المفاهيم والمصطلحات وأن يراعوا المتغيرات التي تغير على استعمالها كما حدث مع مفهوم الحرية والحكومة وغيرها مما استعمل في التراث بمعان وصار يستعمل الآن بمعان مختلفة ينبغي معرفتها والتدقيق عند استعمالها في سياقها".
وتابع علام "ينبغي أن نعي المفاهيم الجديدة التي كانت لم تستعمل سابقا أو لم تتداول في تراثنا في معانيها أو بمبانيها أو فيهما مثل الديمقراطية والحداثة وغيرهما ؛ مما يوجب علينا دقة النظر إلى معانيها ومبانيها وتمييز الطيب منها من الخبيث في سعي دائم للانفتاح على التراث الإنساني مع الانتقاء الواعي المستمر منه على حسب الأصول المعتبرة ".
وقال إن المؤسسات الدينية في مصر وعلى رأسها الأزهر الشريف بذلت العديد من الجهود للتصدي لفكر الجماعات المتطرفة الذي حاولت أن تبثه ، وقد ارتأينا أن دور الدولة في التصدي لها عسكريا لا يؤتي ثماره ما لم تواكبه معالجة فكرية متوازية ؛ لأن الحرب على الإرهاب ليست قضية نظرية فقط بل لابد أن يتبع فيها العمل والسعي والوعي.
ونوه علام بأن المؤسسة الدينية في مصر تتبع منذ البداية ما يمكن تسميته ب"استراتيجية علاجية لمواجهة ظاهرة العنف والتطرف والإرهاب التي تنتهجه جماعات العنف" .. مشيرا إلى أن دار الإفتاء المصرية اتخذت حزمة من الإجراءات لمواجهة الآلة الدعائية للتنظيمات لإرهابية ومن ضمنها داعش.
وقال إننا أقمنا في يناير 2014 مرصدا لمتابعة الفتاوى التكفيرية والمتشددة والرد عليها وتفنيدها من خلال منهج علمي رصين يعمل 24 ساعة كما أقمنا مركزا تدريبيا متخصصا حول سبل ومعالجة الفتاوى المتشددة ، واستغللنا الطفرة الالكترونية الهائلة الوصول لأكبر قطاع من الناس من مختلف الدول وبمختلف الفئات حيث أطلقت العديد من الصفحات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي للرد على دعاوى المتطرفين".
وأضاف "لقد زادت صفحاتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى عشر صفحات ويتابعها ما يقرب من 4 ملايين مستخدم فضلا عن الموقع الالكتروني للدار الذي ينشر الفتاوى والمقالات والأبحاث ومقاطع الفيديو بعشر لغات مختلفة وننشر بها المنهج المعتدل الذي تعلمناه في هدينا الشريف وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسوقها التنظيمات الإرهابية".
وزاد "أطلقنا صفحة الكترونية بعنوان (داعش تحت المجهر) باللغتين الإنجليزية والعربية لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسوقها التنظيمات الإرهابية كما أطلقنا مجلة الكترونية باسم (بصيرة) لنشر وسطية الإسلام واعتداله ، وترجمنا أكثر من ألف فتوى باللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية ونسبة كبيرة منها تتعلق بتفنيد مزاعم التيارات المتطرفة".
وطالب مفتى الديار المصرية في الختام بصياغة خطاب دعوي عصري مقاصدي يكون قادرا على حل وصياغة وتكوين فكر المسلم المعاصر ؛ بما يجعله قادرا على أن يكون مواطنا إيجابيا يعتز بدينه وبلغته وبهويته ويشارك الإنسانية جميعها في بناء حضارتها في ضوء نصوص الشرع الشريف وأحكامه.

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر