جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads
محمد عبدالجواد

محمد عبدالجواد

الصحافة القومية... فى حضًانة الدولة !!

السبت 07/مايو/2016 - 11:31 م
طباعة
عبر عدد كبير من الصحفيين عن انزعاجه من تغطية صحيفة الاهرام أعرق الصحف المصرية وأكثرها شهرة للفعاليات التى شهدتها نقابة الصحفيين أمس وهو إنزعاج ليس فى محله لمن لم يقرأ المشهد جيدا ويغلب العقل والمنطق على العاطفة والحماس والانفعال من أجل قضيته..
الاهرام كتبت فى صدر صفحتها الاولى (( فشل الجمعية العمومية للصحفيين وتحويلها إلى اجتماع )) وهو العنوان الذى اعتبره البعض شقا للصف الصحفى من فرط حماستهم وتفاؤلهم بعد الافتتاحية النارية لصحيفة الاهرام أمس الاول حول أزمة النقابة مع وزارة الداخلية على خلفية دخول أفراد من الشرطة للقبض على اثنين من المطلوبين بينمها عضو بالنقابة..
العنوان الذى صاغته الاهرام وان كان فيه شئ من الصحة إلا أنه كان من المفترض أن يكون (( النقابة تخدع الصحفيين... دعت لجمعية عمومية... وعقدت اجتماعا للمجلس )) هذا هو التوصيف الصحيح لما حدث لان الرسائل التى أرسلت لأعضاء النقابة كانت دعوة لحضور جمعية عمومية ولكننا اكتشفنا بعض الحضور انه لا جمعية ولا يحزنون ولكنه كان نوعا من الحشد من أجل رغبة مجلس النقابة الموقر فى استعراض قوة الصحفيين أمام الدولة...
نعم الحشد كان كبيرا وربما لم تشهده النقابة وقت الانتخابات ولكن مجلس النقابة كانت تساوره الشكوك فى إمكانية اكتمال نصاب الجمعية العمومية بعد فشل الجمعية العمومية التى دعا اليها فى مارس الماضى لثلاث اجتماعات متتالية وبالتالى كان المجلس سيظهر بمظهر الضعيف فى حالة عدم اكتمال النصاب القانونى للجمعية..
الامر الاكثر أهمية هو أن المجلس لم يراع الاجراءات الطبيعية التى حددها القانون لعقد الجمعية العمومية وهو الامر الذى يثير العديد من التساؤلات حول مدى فهم أعضاء المجلس والقانونيين الذين يعملون فى النقابة لنصوص القانون.
وبالعودة إلى واقعة الاهرام.. دعونى أوجه تساؤلات لجموع الصحفيين.. من قال لكم ان الصحف القومية تم فطامها عن الدولة هل انقطع الحبل السرى بينها وبين الحكومات المتعاقبة على مصر منذ تأميم الصحافة فى عهد عبد الناصر وحتى الان ؟
الصحف القومية كانت ومازالت تحصل على دعم مالى كبير من الدولة سواء فى صورة تسهيلات أو اشتراكات أو مساعدات وكذلك اعلانات المؤسسات الحكومية التى توجه بالامر المباشر للصحف والمؤسسات القومية وبالتالى بات تخلى هذه المؤسسات عن صف الدولة والانضمام إلى صف من يعارضها ضربا من الجنون أو الخيال العلمى الجامح..
فخلال الفترة الاخيرة هناك مؤسسات قومية يحصل جميع العاملين فيها من صحفيين واداريين وعمال على أجورهم من خزينة الدولة لذلك يجب على جموع الصحفيين عدم الرهان على موقف الصحف القومية الرئيسية لأنه رهان خاسر..
دعوكم من الاصدارات التى تصدر عن هذه المؤسسات لأن كل إصدار له ظروفه الخاصة وفقا لمن يرأس التحرير وتوجهاته.. كما ان غالبية الاصدرات لا توزع بالقدر الكافى ويكفى أن نعرف ان بوابة الاهرام التى كانت من أوائل من نشر صورة وزير الداخلية نيجاتيف رغم من تملكه المؤسسة من امكانيات كبيرة ليست من المواقع ذائعة الصيت وترتيبها متأخر بين المواقع الالكترونية.
وعلى الرغم من كثرة عدد المشاركين من المؤسسات القومية ضمن الحشد الصحفى بالامس إلا أنهم يتحركون بشكل فردى بعيدا عن رغبة مؤسساتهم وغالبيتهم من الشباب الذى يتميز بالحماسة وأغلبهم صحفيين واعدين ولكنهم لا يملكون من أمر المؤسسات شيئا.
يا سادة دعونا نفكر ونمعن التفكير بهدوء بلا شطط أو مزايدة الصحافة القومية ستبقى أسيرة فى حضًانة الدولة ما دامت ليس لديها القدرة على تحمل أعباء وتكاليف التشغيل لأنها متخمة بالعمالة الزائدة من صحفيين وعمال وإداريين وعمالة فنية وفاتورة مرتباتهم باهظة..
المؤسسات القومية تخشى من توقف شريان الحليب الحكومى الذى تتغذى عليه وتدرك جيدا ان شهادة وفاتها مرهونة بالخروج من حضًانة الحكومة لذا فهى تخشى الفطام وتتمسك بقوة بالبقاء فى رحم الحكومة ولا تريد الخروج إلى الجو الطبيعى لأنها ضعيفة الجسد وعرضة للاصابة بالعدوى الفيروسية وانتقال أمراض الصحف الحزبية إليها والنهاية معروفة تبدأ بالوفاة إكلينيكيا تم تنتهى بالتوقف عن الصدور وتشريد العاملين بها.
يا سادة لا يغرنكم بعض الاصوات التى تتعالى بنبرة معارضة من مسئولين كبار فى المؤسسات القومية فهى نوع من المصارعة الحرة مع الدولة من أجل تحقيق أمرين وهما تأجيل أو منع وقوع ضرر أو تحقيق بعض المكاسب الشخصية لصاحب الصوت المعارض بعيدا عن مؤسسته.
المكسب والاستفادة الوحيدة التى تحققت من الحشد الصحفى بالأمس كانت نجاح مجلس النقابة فى عمل عرض حى لاستعراض القوة الصحفية أمام الحكومة واستعادة جزء من شرعية المجلس التى أهدرها أعضائه بالبحث عن مصالحهم الشخصية وتجاهل مطالب الصحفيين الخاصة بتحقيق الحياة الكريمة لهم ولأسرهم وحمايتهم من توحش أصحاب رأس المال فى المجال الاعلامى وقد نجح المجلس فى ذلك بامتياز.
اعلم أن كلامى قد يسبب ضيقا وحساسية للبعض ولكنها الحقيقة المجردة بعيدا عن الاهواء إذا كنا نريد ان نرتقى بمهنتنا وأوضاعنا..
‫#‏جفت_الاقلام_وطويت_الصحف‬

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر