
عندما يختلط الصواب بالخطأ ويظهر الخطأ على انه صواب فان هذا نذير خطر لابد من تصحيحه قبل فوات الاوان، فالمجتمعات تتاثر تاثيرا مباشرا بما يعرض عليها من خلال وسائل الاعلام المقروءة والمرئية ولعل اكثرهم تاثيرا هو ما تشاهده تلك المجتمعات من مواد اعلامية مختلفة سواء اكانت فى صورة اعلانات او برامج توك شو او افلام ومسلسلات وهذه المواد اما ان تكون هدامه للمجتمع او ان تكون بناءة له وغالبا ما ينعكس ذلك المعروض على المشاهد نفسه بصورة مباشرة.
وقد تعودنا فى الماضى ان نرى احوال المجتمع تعرض من خلال الافلام والمسلسلات ولكننا وفى فترة من الفترات فوجئنا جميعا بكم هائل من البلطجة والعرى والابتزال ينهال علينا كالسيول الجارفة وكأن صورة المجتمع المصرى اصبحت لا تمثل سوى العشوائية والبلطجة والعرى والشذوذ فقط دون ان يكون هناك التزام بمعايير الاخلاق او الدين.
كنا فى الماضى كشعب مجرد مستقبلين فقط وكنا نعيش فى حالة سلبية تجاه كل ما يعرض علينا من خلال كم هائل من القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية والجرائد بانواعها.
والغريب انه كلما طال صمت هذا الشعب وسكوته على كل ما يعرض عليه كلما زادت تلك المواد المعروضة جرئة علينا فنجد من تخرج وتقول انها تشاهد الافلام الاباحية واخرى تصدر فتوى ان ممارسة الجنس قبل الزواج مش حرام واخر يتهم نساء مصر وخاصة نساء الصعيد بان معظمهن خائنات واخر يدعوا الى المثيلية حتى رأينا بعض البرامج التى تعرض الملحدين والدجالين اللذين يتحدثون باسلوب غير لائق عن الله ورسله وكتبه واتباعه من المؤمنين وتجد المذيع يستمع له وكانه يجلس امام شخصية عظيمة وحين يخطىء الضيف فى المذيع او فى شخصية سياسية معاصرة تجده ينفعل وقد يصل الامر الى انه يطرد الضيف نفسه والغريب انه لم يحرك ساكنا حين كان يسمع هذا الملحد او الدجال يخطىء فى الله ورسوله وكتبه.
ولكننا اليوم اصبحنا نرى بارقة امل تستحق ان نقول بسببها للمصريين ( برافو ) لانكم قمتم برفض الابتذال الذى قام به الفنان وش السعد حين استخدم وجود فتاة السيليكون ليقول الفاظا وحركات ايحائية يندى لها الجبين ويخدش لها الحياء فالجميل انه بمجرد عرض الحلقة الاولى الا ووجدنا الشباب المصرى ينتقدون ويرفضون ما فعله (وش السعد) الذى كان عبارة عن ( وش مكشوف) بل وقام بعض الاشخاص برفع قضايا ضد البرنامج ومقدمه حتى وصل الامر بوقف اذاعته وهو مؤشر طيب لبداية رفض كل ما يسىء الى الشعب المصرى باكمله لذلك كان واجبا علينا ان نقوم ونرفع القبعه ونقول للشعب المصرى ( برافو ).