"ساحة أتين".. قلب نابض يزين خريف ظفار بفعاليات ترفيهية وثقافية متكاملة

في أحضان الطبيعة الخلابة التي ترسمها أمطار خفيفة ونسيم بارد يلف سهل أتين، تتلألأ "ساحة أتين" كأحد أبرز معالم موسم خريف ظفار بسلطنة عمان، حيث تلتقي الثقافة والفنون والترفيه في مشهد تفاعلي يحتفي بالهوية العُمانية ويجذب آلاف الزوار من داخل السلطنة وخارجها .
وتحوّلت الساحة هذا العام إلى فضاء نابض بالحياة، تتناغم فيه أهازيج الفلكلور العُماني مع عروض بصرية مبهرة، وأجواء كرنفالية تُلبي تطلعات مختلف الفئات العمرية، ما يجعلها وجهة مثالية للعائلات والشباب على حد سواء.
وتتنوع الفعاليات اليومية بين عروض الألعاب النارية الصديقة للبيئة، واستعراضات الطائرات المسيّرة (الدرونز) التي تضيء سماء ظفار بتشكيلات ضوئية مبتكرة، إلى جانب عروض فنية مثل "جالاكسي" المستوحى من عالم الفضاء، و"كرو شو" الذي يجمع بين الحركات البهلوانية والعروض الرياضية.
كما تقدم الساحة تجربة ترفيهية فريدة من خلال "عروض الإيموجي" التي تجسّد الرموز التعبيرية بحس تفاعلي مرِح، وعروض الظل والخيال، إلى جانب مشاركات من فرق فنية عالمية، منها الفرقة المكسيكية والفرقة الروسية "أرجولا"، ومجموعة من العروض الفلكلورية بتنظيم من منظمة اليونسكو، ما يضفي بعدًا ثقافيًا دوليًا على الفعاليات.
أما الكرنفالات اليومية، فهي مشهد آخر من البهجة، بدءًا من "كرنفال الموسيقى" بمشاركة فرق أوروبية، و"الكرنفال الأوروبي" بلمسة روسية شرقية، و"كرنفال المائة" بمشاركة 100 فنان، وصولًا إلى "كرنفال بيتر" و"كرنفال البالون المضيء" الذي يدمج الأزياء والمناطيد في عرض ليلي ساحر.
وللأطفال نصيب وافر من المتعة، حيث تحتضن "ساحة أتين" أكبر مدينة ألعاب هوائية في سلطنة عُمان، صُمّمت بأعلى معايير الأمان، وتوفر تجربة لعب آمنة وتعليمية في آنٍ واحد.
وتبرز الساحة أيضًا من خلال "شارع الثقافة والأدب" الذي يجمع الكتّاب والشعراء والفنانين التشكيليين في لقاءات حيّة وورش فنية، تمنح الزوار فرصة التفاعل المباشر مع المشهد الثقافي المحلي والدولي .
أما المسرح الرئيسي، فهو تحفة معمارية مستوحاة من تضاريس ظفار الجبلية، صُمّم على هيئة جبل شامخ، ومزود بأحدث تقنيات العرض البصري من شلالات مائية، ومؤثرات ليزر، وشاشات تفاعلية، ليكون منصة متكاملة للعروض الحية.
وأشاد عدد من الزوار بالتنظيم اللافت والمستوى العالي من الخدمات المقدمة داخل الساحة، بدءًا من المطاعم والمرافق الترفيهية، وصولًا إلى الاستراحات، ومواقف السيارات، وفرق الأمن والإرشاد التي تضمن سهولة الحركة وسلامة الجميع.
ومع قربها من أهم المعالم الطبيعية في ظفار، تواصل "ساحة أتين" تأكيد مكانتها كوجهة متكاملة تعكس روح الخريف وتعبّر عن عمق الهوية العُمانية، في احتفالية تنسج خيوطها بين الجمال والإنسان.
وتبقى "ساحة أتين" أكثر من مجرد وجهة للترفيه، فهي مساحة تتقاطع فيها الثقافة مع الفرح، والهوية مع الحداثة، لتمنح زوار خريف ظفار تجربة استثنائية لا تُنسى، وتجسّد رؤية سلطنة عُمان في تعزيز السياحة المستدامة، ودعم الفنون، وصون التراث في آنٍ واحد، لتظل ظفار كل عام وجهة للدهشة وموسمًا للفرح المتجدد.