جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

ثقافة

«الفلاح الفصيح».. وصية وحيد حامد التي نفذها طارق الشناوي

الأحد 14/مارس/2021 - 02:43 م
تحيا مصر
طباعة
بوابة تحيا مصر
«عرفتُ وحيد حامد منذ نهاية السبعينيات، شابا من ريف مصر، معتزا بكرامته، واثقا فى موهبته، قادرا على التحدى، وتشاء الأقدار أن ألقاه بكثافة فى أيامه الأخيرة.. وأدعوكم لتصفح كتابه الذى أصبح اليوم هو وصيته لى».. بهذه الكلمات يقدم الناقد الفنى طارق الشناوى كتابه «وحيد حامد الفلاح الفصيح»، بعد أن حمل أمانة تنفيذ وصيته، التى يشرح تفاصيلها قائلا: «حمّلنى الكاتب الكبير وحيد حامد مسؤولية أكبر من طاقتى، ورغم ذلك قبلت التحدى، أتمنى أن أكون جديرا بتلك الثقة، وهى أن أقدم عنه كتابا، يمنحه قدرا من الاطمئنان» ظهرت «الوصية» -أو «الكتاب»- بعد أيام قليلة من رحيل الكاتب «الفصيح»، ضمن «كتاب اليوم»، عن مؤسسة أخبار اليوم، حيث يقع فى 192 صفحة، وبين دفتيه نقرأ بعض التفاصيل عن هذه الوصية قبل أن نطالع 5 فصول هى «وحيد حامد فلاحنا الفصيح»، «هل كان يعلم أنه حواره الأخير؟»، «سينما وحيد حامد»، «وحيد حامد فى عيونهم»، «فيلموجرافيا».
يؤكد «الشناوى» أن وحيد حامد أحد أهم أركان حياتنا الدرامية فى زمن يصل إلى 4 عقود من الزمان، بدأت رحلته على الشاشة الفضية عام 1977، وقف خلالها وحتى الرحيل فى صدارة المشهد، فهو الأعلى والأغلى قيمة وقامة وأيضا أجرًا بين كل الكتاب للشاشتين الكبيرة والصغيرة. وهو ما جعله «صاحب البوصلة التى تشير إلى الطريق، والفكرة التى تثير العقل، والومضة التى تملأ الوجدان، امتلك من القدرة الكثير على قراءة حياتنا الآن وغدا، عندما يمسك بالقلم فهو يريد أولا أن يقرأنا جيدا، ثم تتسع الدائرة ليطل على الحياة، ويشرع فى الكتابة» تتسع الدائرة مجددا حيث «تحمل وحيد الكثير من الطعنات الدامية، والاتهامات تبدأ ولا تنتهى حتى بعد الرحيل، فلايزال هناك من يمسك بسكين يريد أن يطعنه فى مقتل، وتحديدا أعز ما يملكه الكاتب وهو شرفه الفكرى، مدعيا أن وحيد صوت السلطة للشعب، وليس صوتا من الشعب للسلطة».

يقول الشناوى: «أنا شاهد إثبات على معارك كان مجبرًا عليها للدفاع عن أفكاره، جزء منها مع الأجهزة الرقابية التى تستشعر أن وحيد يتجاوز الخطوط الحمراء، بينما هو يملك من الأسلحة الكثير الذى يؤهله لكى يدخل فى صراع ينتهى فى الأغلب لصالحه، ويتم عرض المصنف الفنى دون محذوفات، أو بحذف بعض اللقطات التى كان مدركا منذ البداية أنها من الممكن ألا تمر على الرقيب بسهولة، ولهذا يقدم مشاهد أخرى تحمل الفكرة ومن الممكن أن تمر على الرقابة وتصرح بها، وحيد من خلال خبرته العريضة يجيد تمرير أفكاره، ويستطيع وهو يتقدم بالسيناريو للرقابة أن يمارس معركته معهم على طريقة لاعب (الشطرنج) المحترف»، وفى سجله العديد من المشكلات الرقابية عاشها وحيد مثل (الراقصة والسياسى) بسبب الجرأة وتهكم الراقصة على السياسى عندما قالت له (أنا بلعب بوسطى وإنت بتلعب بلسانك)، وأيضا (كشف المستور) الذى اعتبروه يتعرض بالنقد لشخصية كانت فاعلة فى الحياة السياسية فى تلك السنوات، واتهم شخصية (بالقوادة)، وهو نفس الاتهام الذى لاحق فيلم (عمارة يعقوبيان) عندما اتهم شخصية أخرى فى دائرة السلطة بتقاضى الرشاوى، وهو الفيلم الوحيد الذى أخرجه مروان حامد لأبيه عن قصة لعلاء الأسوانى ووصل الأمر لاستجواب فى مجلس الشعب. أما فيلم (التخشيبة) فأثار اعتراض وزارة الداخلية على تقديم شخصية سلبية لضابط الشرطة، كما أن مسلسل (العائلة) واجه غضبًا من مؤسسة الأزهر الشريف، بينما مسلسل (أوان الورد) أغضب البعض فى الكنيسة المرقسية المقدسة، ومسلسل (الجماعة) فى جزئه الأول قال بعض الرافضين إنه لم يقدم حسن البنا كشخصية منفرة، بل حرص على أن يرسم صورة بها ظلال إيجابية، لأن المفروض أنك تكره الفكر وليس الإنسان، وفى الجزء الثانى أثار حفيظة الناصريين والوفديين، «ورغم كل تلك المعارك الساخنة التى خاضها بروح المقاتل وغيرها استطاع وحيد فى نهاية الأمر أن ينجو بإبداعه ويقدم فكره للناس».

يعد الفصل الثانى أهم فصول الكتاب، فهو عبارة عن حوار مطول أجراه صاحب الكتاب مع وحيد حامد، الذى تحدث عن أمور عديدة، فيدلى بشهادته وآراه حول أهل الفن وزملاء المهنة وبعض الأعمال، ويتطرق إلى الأمور العامة. يقول «الشناوى» عن الحوار: «هل كان يعرف أنه حواره الأخير؟، كثير من التفاصيل كانت توحى لى أن وحيد يريد أن يقول كلمته الأخيرة، وبعدها يحلق فى السماء راضيا مرضيا، تسامح فى الحوار مع شخصيات، ورفع الظلم عن أخرى، كان يبدو لى فى ظلال كلماته أنه موقن من الرحيل، إلا أننى كلما سيطر على هذا الإحساس أستبعده، حتى فجر 2 يناير الماضى، عندما كتب مروان على صفحته الخبر الحزين، كنت أول من نعاه فى تليفزيون الدولة الرسمى، وكأنها المهمة الخيرة التى أرادها لى وحيد».

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر