جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads
سالم الحافى

سالم الحافى

باقة ورد

الأربعاء 12/أكتوبر/2016 - 11:29 ص
طباعة
لاتحزن ..الله معك
ضع المشهد أمامك ، ضعه في ذاكرة عقلك واستدعه ، شاهده مرارا كلما تكالب عليك أعداء الحق ، وكثر الطبالون والمنافقون ورأيتك محاطا بجيش جرار من ذوي النفوس الضعيفة ، لتعلم أن الله معك .
س

سمعتها وقرأتها آلاف المرات ، ومنذ أن تشرفت أذني بسماعها وترطب لساني بتلاوتها ، وأنا اعتقد أنها نزلت خلال الهجرة أو بعدها ، لكني أدركت أن الحقيقة غير ذلك .. سمعت وقرأت : " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا " .
ناس كثيرون غيري قرأوا الآيات الكريمة واعتقدوا أنها نزلت بعد قصة الغار وماوقع فيها ، لكن الحقيقة أنها نزلت بعد الهجرة بتسع سنوات كاملة ، وقبل أن تسأل لماذا تابع معي هذا المشهد :
( تبدو في المشهد دولة الروم ، دولة مرهوبة الجانب ، تعيش نشوة النصر على الفرس .. وفي هذه الأثناء يُظهر في الأفق دين جديد يتلمس خطاه ، وإذا به يشتبك مرغما مع هذه القوة الجبارة المسماه جيش الرومان ،.. معقول هذا الكلام ؟ جيش جرار يمتلك أحدث أسلحة الدمار ، يقف في طريقه بضعة آلاف ، سلاحهم متواضع .. المشهد القديم هذا لو أردنا أن نقربه للتخيل يبدو كما لو أن نفرا حملوا البنادق وذهبوا يقاتلون الجيش الأمريكي ! .. البعض سيرى ذلك انتحارا لامحالة ، وبالفعل ، وقع الرعب في قلوب الناس عندما علموا أنهم سيواجهون جيش الرومان ، ، وأصاب بعضهم التخاذل ، وطبل المنافقون وزمروا ، وقالوا : انتهى دين محمد ، سيشتبك مع الدولة الأولى في العالم وسيتلاشى .. لكن 30 ألفا من المسلمين يخرجون لملاقاة الجيش الروماني الجرار ، 30 ألفا ماعرفت جزيرة العرب تعبئة بهذه الضخامة في أيام مرهقة بحرها وجدبها حتى سميت الغزوة ..غزوة العسرة ، عند ذلك نزلت الآيات الكريمة تُبكت المنهزمين الذين خافوا القوة المادية ونسوا الله : " ياأيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولاتضروه شيئا والله على كل شيء قدير إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذا هما في الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا ... ".
ضع المشهد أمامك ، ضعه في ذاكرة عقلك واستدعه ، شاهده مرارا كلما تكالب عليك أعداء الحق ، وكثر الطبالون والمنافقون ورأيتك محاطا بجيش جرار من ذوي النفوس الضعيفة ، لتعلم أن الله معك .
إما أنا فقد مسح دمعتي وحسرتي وقلة حيلتي صمود غزة وحلب .. فمازال في أمة محمد من لايرهبه جيش جرار ولاسلاح فتاك ولامنافقون كثر ولامرتزقة بكل اللغات .

ع

عندما سألوا في تحقيقات النيابة أحد المسؤولين عن الكارثة : أين كنت عندما وقع الاصطدام بين القطارين ؟ أجاب بكل ثقة : ذهبت إلى الجامع القريب من مقر عملي لأصلى المغرب !
كنت تصلي المغرب .. مسكين ، ألم تسمع عن عبادة الظرف ، بالتأكيد ، لم تسمع عنها ، وإلا ماوقع الحادث المروّع بين القطارين.
تمنيت أن أقول لذلك الرجل إن اتقانك لعملك عبادة ، وإن المحافظة على أرواح عباد الله ، أولى من الصلاة جماعة في الجامع ، وأن الإهمال يُعد في شرع الإسلام جريمة .. يارجل ليتك سمعت الشيخ محمد راتب النابلسي وهو يقول : "إن عبادة الظرف أن تعبد الله في ظرف وضُعت فيه ، عندك أب مريض عليك أن تعتني بهذا الأب ، فهذا جزء من عبادتك ، عندك ابن صغير تربيته تأتي في المقام الأول ، عندك طالب عليه امتحان عام العناية به تأتي في المقام الأول ، عندك ضيف إكرامه يأتي في المقام الأول" .
عندك قطار ..قطاااار ، يحمل آلافا من البشر .. وليس دراجة ، فعبادة الظرف تصرخ في وجهك بأن الاهتمام ومراعاة عملك المسؤول عن تسيير القطارات ، تأتي في المقام الأول ، فهذا وربي عبادة .
.. وبينما أن منهمك في اللطم على خد الورق ، وسكب صرخاتي في أذن من لايسمعون صوت عبادة الظرف ، إذ بألف سلوك يخالف جوهر الاسلام يقفز لي من شوارعنا ومصالحنا ، مع أن المظهر ملتح أحيانا ومنتقب حينا والمسبحة لاتفارق يد الجميع ، فأدركت أن سوء العمل بالدين سر أزمتنا في العالمين .
هـ
هي : ياكريم يا حبيب قلبي .. نفسي في تفاح !
هو ..منزعجا : تفاح إنت بتتوحمي واللا أتجننتي ؟!
هي .. بحسرة : ياراجل تجنني علشان كيلو تفاح !
هو .. بعصبية : أيوه .. إنت عارفة كيلو التفاح بكام دلوقتي ؟
هي .. بدلال : لكن أيام الخطوبة ..عمرك ماسألتني بكام ..كنت تجيب لي لبن العصفور .. صدق اللي قال كل خاطب كاذب !
هو ..في قمة الانفعال : كاذب .. يعني أنا كذاب !
هي ..باسمة : لأ ياحبي .. بس أنت كنت بتتجمل أيام الخطوبة .. !
هو . : يعني إيه ؟
هي : يعني كنت بتمثل إنك مايهمكش الفلوس
هو .. : يعني لجيب تفاح بالشيء الفلاني ياإما تتهميني بالبخل ؟!
هي ..في اليوم التالي : أشعر بألم فظيع ..تصرخ ..تسقط مغشيا عليها
هو.. يستدعي الإسعاف تنقلها لأقرب مستشفي
هي .. تصرخ من الألم داخل غرفة بالمستشفي
هو ..متجها نحو باب الغرفة .. يقف مذعورا وكأنه شاهد حية ، فالباب كان مكتوبا عليه " ادفع" ! يتراجع عن فتح الباب ..وهو يحدث نفسه " ادفع" ؟! أبقى اطمن عليها " مجانا" لما ترجع البيت !
هي .. تولول : ياكريم .. أنت فين ياكريم ..حسابات المستشفي بابا دفعها ياكريم !

أ
التفكير الحر بحثا عن الحق ليس مجرد حق فحسب بل هو واجب ( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا )

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر