جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads
سالم الحافى

سالم الحافى

باقة ورد

الإثنين 26/سبتمبر/2016 - 10:09 ص
طباعة
أيرلندا .. الأكثر إسلاما!


س
سألته، فأجاب ساخرا: طبعا السعودية! ، فأطلقت على أم رأسه الإجابة النموذجية: إيرلندا، فرفع صديقي حاجب الدهشة، الذي لن يعود لسيرته الأولى حتى يتوب عن اتهامي بمجاملة الفرنجة على حساب بلد الحرمين الشريفين.
كان السؤال ..الذي خرج من رحم دراسة علمية: ماهي الدولة الأكثر تطبيقا لمباديء الإسلام؟ الدراسة أجرتها جامعة جورج واشنطن، وخرجت بنتائج تسير في الاتجاه المعاكس لما يظنه مليار و 600 مليون مسلم إلا أولى الألباب منهم، الدراسة أشرف عليها البروفيسور حسين أسكاري، يعني رجل مسلم، وكان يتمنى أن تحتل المركز الأول دولة عربية.
قارن الباحثون دساتير 218 دولة وأسس حكمها واقتصادها وتعاملها مع المواطنين مع 133 مبدأ إسلاميا مستمدا من القرآن والسنة فيما يتعلق بالعدالة وتوزيع الثروة والحريات، وكانت المفاجأة أن إيرلندا والدانمارك ولوكسمبورغ احتلت المراتب الأولى في الالتزام بتعاليم القرآن، وسبقت إسرائيل كل الدول الإسلامية حيث جاءت في المرتبة 27 ، أما ترتيب الدول العربية فلن أذكره لعلمي بأن الكثيرين يعانون من ارتفاع الضغط!.
نفس النتائج تقريبا توصل إليها الباحث البريطاني "بول هوسفورد" ونشرها قبل سنتين في صحيفة "ذي جورنال"، وقبل هذا وذاك بمئات السنين قالها الإمام محمد عبده خلال زيارته لباريس: "رأيت في أوروبا إسلاما بلا مسلمين وفي بلادنا مسلمين بلا إسلام".

ي
يقول الشيخ الغزالي في مقدمة كتابه "كيف نفهم الإسلام": ما أحسب أمة أهدرت تراثها، وأرخصت رجالها كمسلمي القرون الأخيرة، فلا جرم أنهم يحصدون اليوم عقبى مافرطوا واستهانوا، لقد جاء الأولاد بعد الآباء، وجاء الأحفاد بعد الأجداد، وهم جميعا يتناولون أغذية علمية ناقصة ، ويحيون في أجواء معنوية موبوءة، فذبلت حياتهم، وضمرت أعوادهم، وكان أن سار العالم وقعدوا، ووثب ومازالوا يحبون. فإذا لم يكسر المسلمون قيود الوهم التي كبلت مشاعرهم وأفكارهم، وإذا لم يعودوا إلى ينابيع الفطرة الصافية التي جاء بها دينهم، فهيهات أن تصح لهم معيشة أو تخلص لهم جهة أو تقوم لهم قائمة.
ب
بللت دموعه كلامه وهي يحاورني: سمعت الكلام اللي يقطع قلب الحجر، اللي قاله أحد الناجين من مركب الموت؟ الرجل شاف ابنه وزوجته والبحر يبتلعهما أمام عينيه، وبعد ان أفاق من صدمته، طلب من ابنه السماح: "سامحني يا ابني حبيت أعيشك عيشة نضيفة" .. نفس الكلام تقريبا سمعته من اللاجيء السوري الذي ابتلعته مياه المتوسط مع 800 آخرين منذ شهور .. فمازلت اسمعه في صحوتي ومنامي وهو يعتذر لأمه في رسالة تمزق قلب الحجر: "أنا آسف يا أمي لأن السفينة غرقت بنا ولم أتمكن من إرسال المبالغ التي استدنتها لكي أدفع أجر الرحلة .. أنا آسف يا أمي لأن الحرب حلت، وكان لا بد لي أن أسافر كغيري من البشر، مع العلم أن أحلامي لم تكن كبيرة كالآخرين، كما تعلمين كل أحلامي كانت بحجم علبة دواء للقولون لك ..أنا آسف يا حبيبتي لأنني بنيت لك بيتا من الوهم، كوخا خشبيا جميلا كما كنا نشاهده في الأفلام، كوخا فقيرا بعيدا عن البراميل المتفجرة وبعيدا عن الطائفية والانتماءات العرقية وشائعات الجيران عنا. أنا آسف لأني غرقت ".
ثم أطلق محاوري علامة استفهام غاضبة: لماذا نحن دون خلق الله تتغذى على أجسادنا الحيتان وأسماك القرش؟!
بلعت مرارة السؤال .. وقلت: قديما .. ذهب "جد" هذا اللاجيء السوري الغريق إلى صناديق الانتخابات، ولأنه وقع جهلا أو نفاقا في شباك الدجل السياسي، انتخب أو انتخبوا له حاكما مستبدا، ومضى الزمان، وجاء أبو "الغريق" وقد رأي ما فعل الاستبداد بعائلته، فقرر ألا يعطى صوته إلا لمن يستحقه، وانتخب رئيسا، وبرلمانا شعبيا حقيقيا، فزوروا إرادته، وعرف الشعب كله بالخديعة الكبرى، لكنه بلعها، خوفا ورهبة، أو نفاقا! .
ياصاحبي إن الإسلام لم يقتل كسرى ليستبدل به كسرى آخر، ولكنه دك معاقل الاستبداد ليمهد الطريق أمام الشعوب كي تعبد الله في أمان وحرية وسكينة، وتحقق أحلامها وتنفذ إرادتها، بيد أن المسلمين أفلت من أيديهم الزمام، فبعد أن كان حكامهم رجالا من طراز "عمر" أصبح أمرهم إلى شباب خلعاء من أمثال "يزيد"، وصدق رسول الله القائل "هلاك أمتى على يد أغيلمة من قريش".
ه
هي: استيقظ ياحبي
هو .. منزعجا: خيرا .. الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
هي .. تسأله بدلال: هل ينام الحب ليلا، أم ينام الليل حبا، أم أنا والليل حب لاينام؟
هو .. مغتاظا: هل تريدين الطلاق، أم الطلاق يريدك، أم أنت والطلاق تريدان بعضكما؟!
هي .. من تحت البطانية: أريد أن أنام .. أنااااام، وقبل أن أنام سأقرأ المعوذتين

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر