جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads
سالم الحافى

سالم الحافى

7 أيام .. "من يدفع أجر الزمار يختار اللحن"

السبت 16/يوليو/2016 - 05:31 م
طباعة
منذ سنتين ، اتصل بي زميل طالبا منى أن أشاهد مقطع فيديو يحتوى مشهدا لفيلم سينمائي ، شاهدت الفيديو مرة واثنتين وعشرا ، وقبل أن أقول كلمتي وأترك لقلمي حق الرد ، ذهبت للسينما لأشاهد الفيلم كاملا ، وعندما جاء المشهد إياه فركت عيني ، فإذا بالكاميرا لاتكذب ولاتتجمل : المشهد .. لبطل الفيلم وهو يجسد شخصية نصاب ، ممسكا بصحيفة " صوت الأزهر" أى والله ، وكأن المحروسة ليس بها إلا جريدة الأزهر ليتم الاستعانة بها ضمن مفردات شخصية نصاب ينتحل صفة ضابط شرطة !
خرجت من دار السينما ، وكتبت مقالا تحت عنوان " فيلم ضد مصر " ، وقلت فيه إن المقصود ليس " صوت الأزهر" ، بل الأزهر ذاته ، وأننا أمام هجوم ممنهج ـ تم طبخه على نار " خبيثة" ـ يستهدف قطع رأس الوسطية في هذا البلد ، وأن الحكاية لاكاتب سيناريو ولامخرج ولافيلم ولايحزنون ، القصة أكبر من هؤلاء بكثير ، ويقف وراءها أفاعي إقليمية وربما دولية.
ومرت الأيام بطيئة على جروحنا الغائرة ، وقبل أن تندمل ، إذ بأحدهم يطل علينا من صحيفة أو موقع إخباري ـ يعلم أي عيل في شارع الصحافة من يموله ومن يقف وراءه ـ ليخرج لنا لسانه وهو يتحدث بكلام ينقض الوضوء عن قامة أزهرية ، أو يتمسح بعباءة حرية الفكر ؛ ليدافع عمن يعمي عن أوجاع أمتنا ولايرى إلا إماما بحجم البخاري ؛ فيطلق عليه قذائف حقده ، والأغرب أن نرى " عصفورا" يريد أن يبدل كلام الله ، فإذا انبرى أزهري أو حتى مواطن غيور على دينه ، قال قائلهم : اضربوا عنقه حتى يكون قصة تروى !
الجميل في المشهد ..أن النهاية سيكتبها ـ بإذن الله ـ أولو الأبصار ولو كره الطبالون .
الأحد :
اعترف بأني مخاصم من زمان مشاهدة الأعمال الدرامية في شهر رمضان ، لكن بحكم المهنة وأمر أمانة الكلمة ، لا أكتب عن شيء قبل أن أراه ، وأتعرف على الفكرة الأساسية التي يريد أن يحفرها في ذهن الناس ، وبالفعل شاهدت مسلسل " مأمون وشركاه" ، فرأيت بطل المسلسل له 3 أبناء ذكور وابنة .. الأبناء الثلاثة يحملون أسماء "زكريا " و"يحيى" و"يوسف" ـ خد بالك من دقة اختيار الأسماء ، وهل المؤلف اختارها اعتباطا ؟! وصحيح هم أنبياء ، ونؤمن بهم ، لكن من وجهة نظر الديانة اليهودية .. هم أنبياء بني إسرائيل وحدهم !
ارسل البصر كرتين فيما وراء السحب الدرامية لترى مايراه الوطنيون .. دعك من هذا ربما يكون الأمر مجرد صدفة ، لكن ماذا عن زواج ابن " مأمون" من يهودية وموافقته على الإقامة في تل أبيب ، أي أنها تحمل الجنسية الإسرائيلية ، ومعلوم في اليهودية أن الابن ينسب لديانة أمه !
، من حق أي عمل فني أن يروج لفكرة أيا كانت ، لكن من حقنا أن نسأل: من دفع الملايين لإنتاج مسلسل كهذا ؟!
الإثنين:
من يدفع بسخاء لإنتاج مسلسلات ترى في اللحية ـ المسلمة ـ كل خطايا الأرض ، وفي غيرها سلاما وحضارة ، ومن يمول مسلسلات ترسخ للبلطجة ـ راجع مسلسل ـ الأسطورة ـ ؟
تجيب بلسان إنكليزي مبين الكاتبة البريطانية "فرنسيس ستونر سوندرز " من خلال كتابها الأهم " من دفع أجر الزمار" وعنوان الكتاب مقتبس من المثل الإنجليزي " من يدفع أجر الزمار يختار اللحن ".. فرنسيس تقسم بالمستندات والوثائق أن وكالة المخابرات الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تقوم بدفع أجر العازف بسخاء ، فتمول المؤتمرات الفخمة والمجلات الأدبية والسياسية والجمعيات والمنظمات التي تبدو غير سياسية ، و تقوم برعاية معارض و تنظيم حفلات موسيقية و ندوات و لقاءات ثقافية وفكرية ، كما تقوم بالنشر و الترجمة و الترويج للعديد من المثقفين المرموقين الذين يسوقون للسياسات الأمريكية..كما تدعم مخابرات العم سام الفنون لمواجهة أي مضمون اجتماعي يمكن أن تقدمه هذه الفنون عكس الرؤى الأمريكية .
على فكرة ..أول دولة في العالم اعترفت بإسرائيل كانت أمريكا .. لكن ماعلاقة ذلك بتمويل مسلسلات وأفلام تنهش في أخلاقنا وتخرب عقول أبنائنا ؟ الله أعلم .
الثلاثاء :
ضربت كفا على كف من الصمت المريض على نجاح الأزهر في الخروج بامتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية بأقل الإمكانات إلى بر الأمان ، ولو أن ماحدث في امتحانات الثانوية العامة وقع ربعه في الأزهرية لقامت الدنيا ولم تقعد وطالبوا برقبة الأزاهرة أجمعين .. ياقوم مالكم كيف تحكمون ؟
الأربعاء :
ضمن منظومة استراتيجية تطوير الأزهر التي اطلقها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، انتظروا مفاجآت من " صوت الأزهر" حيث يتم الإعداد لانطلاقة صحفية جديدة ، ندعو الله أن يوفقنا لتقديم كلمة تنفع الناس ، لا أن تعمل على تعلييب وعيهم وتخدير فكرهم .
الخميس :
حين مات الإمام محمد عبده توجه ناظر الخاصة الخديوية إلى الشيخ الشربيني .. شيخ الأزهر يومئذ .. طالبا منه ألا يشترك هو والعلماء في جنازة " محمد عبده" الذي كان على خلاف حاد مع الخديو.
ألقى مبعوث الخديو بهذه الرغبة السامية إلى الشيخ ، فهز الشيخ رأسه وسكت ، واصطبر حتى شرب ضيفه قهوته ، ثم التفت إلى الشيوخ الذين حوله ، وقال : هيا بنا يامشايخ ، فقد حان موعد الجنازة ، وفهق ناظر الخاصة من مفاجأة لم يكن يتوقعها ، وقال لشيخ الأزهر : ألم أبلغك رغبة أفندينا..
فانتفض الشيخ قائما ولوح بيد عزيزة وقال :
إن الله وحده هو أفندينا.
الجمعة :
ـ إنْ استطعت فكن عالماً، فإنْ لم تستطع فكن مُتعلِّماً، فإنْ لم تستطع فأحبّهم، فإنْ لم تستطع فلا تبغضهم .

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر