تحيا مصر : مترجم: اللقاحات وحدها لا تكفي للقضاء على فيروس.. وهذا ما يجب فعله (طباعة)
مترجم: اللقاحات وحدها لا تكفي للقضاء على فيروس.. وهذا ما يجب فعله
آخر تحديث: الجمعة 19/02/2021 11:48 ص بوابة تحيا مصر

تلقي الباحثة في مجال تاريخ الأدوية والرعاية الطبية، أجنيس أرنولد فورستر، ومؤرخة الطب والتكنولوجيا في القرن العشرين، كاتجن جانتي، الضوء على تاريخ الاعتماد على اللقاحات، وكيف استطاع البشر القضاء على الجدريّ بصورةٍ حقيقية، وما يعنيه تطبيق ذلك بالنسبة لجائحة كوفيد-19 الحالية، محذرتين في تقريرهما الجديد بموقع «ذا كونفرزيشن» من وضع توقعات غير مضبوطة لنتائج بدء توزيع اللقاح.
استئصال الجدريّ معلم تاريخي
قتل مرض الجدري ملايين من البشر عبر التاريخ، إذ تسجل الإحصاءات مقتل 300 مليون شخص في القرن العشرين وحده، وذلك قبل إعلان القضاء عليه نهائيًا في 8 مايو (أيار) 1980. دوّن هذا اليوم علامة في تاريخ السجل الطبي حتى أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس وصفه بأعظم انتصار للصحة العامة في تاريخ العالم.

يورد التقرير كيف يؤكد بعض الباحثين أن الجدريّ قُضي عليه من خلال التطعيم باللقاحات فقط. ويُعاد ذكر هذا الإنجاز حاليًا بكثرة من باب التشجيع والحماس لتكرار التجربة وتُخاطب الحكومات شعوبها في جميع العالم مُطمئنة إياهم بأزوف انتهاء وباء كوفيد-19 وعودة الحياة لمجاريها السابقة مع قدوم اللقاح. وحول العالم تنتشر التوقعات المسبقة، فاللقاحات هي «الضوء في نهاية النفق» وتذكرتنا إلى «الحياة الطبيعية»، و«خاتمة» المحنة التي طال انتظارها. حتى أن حاكم نيويورك أندرو مارك كومو ذهب إلى استخدام تشبيهٍ عسكريّ صارم حين وصف اللقاح بأنه لم يكن أقل من «السلاح الذي سيفوز بالحرب».
لا تحاول حملات اللقاح الحالية القضاء على فيروس SARS-CoV-2 الفيروس المسبب لكوفيد. ولكن استنادًا إلى تاريخ اللقاح ضد الجدري فإن التقرير يؤكد صعوبة تحقيق حتى الحد الأدنى من مناعة القطيع إذا علّقنا الكثير من آمالنا على اللقاح. بالرغم من اعتبار القضاء على الجدري دليلًا على نجاح اللقاحات المبهر في هذا المجال، إلا أنه لا ينبغي نسيان طول الوقت الذي استمر فيه الجدري بالانتشار – عدة قرون – قبل أن يُقضى عليه نهائيًا. بدأت حكاية استئصال الجدريّ أو الخطوة الأولى لذلك في عام 1796 عندما حقن الطبيب الإنجليزي إدوارد جينر – كما تقول إحدى الروايات الملفقّة كما يحتمل – باستخدام صديد مستخرج من إحدى عاملات في حلب الماشية المصابات بجدري البقر في حقن ذراع ابن بستانيّ عمره ثماني سنوات.

اكتسبت السنوات المئة والخمسين التالية طابع القلق بشأن فعالية اللقاح وسلامته وآثاره الجانبية. في أواخر عام 1963، كان القلق يتملك الأطباء البريطانيين من الإقبال البطيء على اللقاح الروتيني ضد الجدري، محذرين من أن هذه «اللامبالاة» تتطلب «برنامجًا واسعًا لإعادة التثقيف».