تحيا مصر : علي سويلم يكتب : التعليم وسنينه (طباعة)
علي سويلم يكتب : التعليم وسنينه
آخر تحديث: الأربعاء 17/02/2021 11:30 م
علي سويلم علي سويلم


تابعت بشغف المؤتمر الصحفي للدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم لأرى كيف سيدير الشخص الذي وعد بتطوير المنظومة التعليمية في مصر منذ توليه زمام الأمر للتعليم والتعليم الفني ،العملية التعليمية في ظل جائحة كورونا والذي استبشرت فيه خيرا لم أشم رائحته للحين وعلى الرغم من أنه أثار الجدل في مطلع فبراير من عام 2017 بتصريحه الذي قال فيه نصاً : " المجانية ميزة لمن يستحقها من محدودي الدخل ولا بد أن تسحب من الراسبين " وأني  خشيت على أولياء أمور الطلاب أن يرهقوا مادياً في عهده لكن طمأني تصريحه التالي لهذا التصريح والذي قال فيه : " أسعى إلى أن يكون الطالب الحاصل على شهادة الثانوية العامة مؤهلا لسوق العمل ويمتلك أدواتها، ولديه القدرات، وأولها المعرفة الجيدة للغة الانجليزية، ومعرفة هويته وانتماؤه الوطني بوضوح، وأن يتقبل الآخر، ويعرف كيف يفكر ويتعلم، ويكون منفتحا على الدنيا، وطريقة التفكير المنطقي والعلمي ". وأنتظرت أنا وكل المهتمين بحال التعليم والذين يروا فيه طوق النجاة ومهد التقدم أن يتحقق شيء مما وعد - دون جدوى- والذي زاد من الأمر تعقيدا تصريحاته في أخر مؤتمر صحفي في فبراير الجاري - ورغم اعتراضي كلياً على قراراته الأخيرة – إلا أنني سأبدأ بأكثرهم خطورة وأتحدث بلسان حال مائة ألف طالب من المؤجلين والراسبين من العام الماضي وأحلام مائة ألف أسرة ، فأعلن -المسؤول الأول عن تطوير المنظومة التعليمية – وزير التعليم بأن امتحانات الثانوية العامة هذا العام إلكترونية لكل الطلاب . والجمع يقصد به طلاب المنازل والنظاميين والخدمات والراسبين ، لكن كيف والوزير ذاته صرح أمام مجلس الوزراء في يوم 17 مايو من العام الماضي قائلا : " اللي خايف يدخل امتحانات الثانوية العامة بسبب كورونا يقدر يأجل للسنه الجايه و هيمتحن ورقي " . بأي حال سيمتحن إلكترونيا هؤلاء المائة ألف طالب الذين صدقوه القول ليس إيمانا به ولكن لأنه الوزير المختص واتبعوه ليس حبا في التأجيل وضياع عام من عمرهم لكن خوفاً على أنفسهم من فيروس هز العالم أجمع . فهؤلاء الطلاب لم يستلموا تابلت والوزير أبلغهم علناً بأن امتحانات الراسبين والذين لم يستلموا تابلت ستكون ورقية وبنظام الأسئلة القديمة ، كيف يتساوى مائة ألف طالب مع زملائهم الذين تدربوا على التابلت وأسئلته ؟ كيف يتعامل هؤلاء الطلاب المغلوبون على أمرهم مع نظام امتحانات لم يتعاملوا معه طوال حياتهم في امتحانات مصيرية تحدد مستقبلهم الجامعي والمهني أضف عليهما مستقبلهم الاجتماعي والأسري ؟ لن اسألك أين التطوير والتقدم وترتيب مصر عالميا في مستوى التعليم لأن أسئلة كتلك أمام حال التعليم الآن محض هراء ومزح . أسألك فقط أين العهد والوعد ؟! و سأكرر عليك السؤال نهاية المقالة لكن أود أن أسألك كباحث علمي قبل أن تكون وزير وكأب واستشاري قبل أن تكون مسؤول ، كيف لطفل لم يتجاوز عقد ونصف من العمر أن يتحمل ذهنياً ونفسياً منهج عام كامل يمتحن فيه على فصلين دراسيين ويدفع ضريبة لا ذنب له فيها كأنك تعاقبه على انتشار وباء كورونا وتفرق بينه وبين طالب النقل في الصف الأول الثانوي الذي قررت ولا أدري كيف ! أن يمتحن بالمدارس ، فما الفرق بينهم في إحتمالية الإصابة بالفيروس ؟! طالما المبدأ متاح والفعل ممكن فقل لي بربك من أولى أن يمتحن ويحسم مصيره مراعاة لكونه طالب شهادة ؟ بينك معالي الوزير وطالب الإعدادية عقد منذ بداية العام على أنه سيمتحن على كل فصل دراسي بدرجات منفصلة ، فأين حفظ العقد وأين العدل والوعد ؟! 

نقلا عن موقع ساسه بوست  

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن تحيا مصر