تحيا مصر : شم النسيم .. ١٧ إبريل الحالي والعد التنازلي لاستقباله يشوبه تقلبات جوية مستحقة (طباعة)
شم النسيم .. ١٧ إبريل الحالي والعد التنازلي لاستقباله يشوبه تقلبات جوية مستحقة
آخر تحديث: السبت 08/04/2017 01:47 م محمد كامل
ارتفاع شديد في درجات الحرارة يعقبه انخفاض مفاجئ ورياح خماسينية محملة بالأتربة ثم طقس ربيعى معتدل ، تقلبات جوية مستحقة في تلك الفترة من العام التي تسبق حلول شم النسيم حيث بدأ العد التنازلي لاستقبال المصريين له والذي أشارت الحسابات الفلكية إلى حلوله هذا العام يوم الاثنين الموافق ١٧ إبريل الحالي ، وشم النسيم هو عيد مصري قديم مازال المصريون يتمسكون بالاحتفال به منذ عهد الفراعنة وحتى اليوم مع مطلع فصل الربيع من كل عام وكلمة "شم النسيم" كلمة قبطية مصرية قديمة (تعنى بستان الزروع).
وبدر الاعتدال الربيعي ، هو مفتاح المعادلة التي يستند إليها علماء الدين المسيحي والفلكيون في تحديد يوم عيد القيامة المجيد وبالتالي يوم شم النسيم حيث يحل يوم القيامة يوم الأحد الذي يأتى بعد يوم بدر الاعتدال ويكون شم النسيم في اليوم الذي يليه مباشرة ، وتحديد الاعتدال الربيعي يتطلب مراقبات وتدقيقات فلكية ..ولما كانت كنيسة الإسكندرية متميزة عن غيرها بالمعارف الفلكية ، فقد كلف المجمع المقدس أسقفها (بطريركها) أن يحدد في كل عام يوم الفصح بموجب ما يحدده في المجمع وأن يعلن ذلك لكل الكنائس برسائل كانت تدعى فصحية.
ووضع البابا ديمتريوس الكرام البطريرك الثاني عشر من باباوات الكرسي السكندري ، قواعد الحساب التي تحدد موعد الأعياد الكنسية المتنقلة وعيد القيامة المجيد .. وتقوم الكنيسة المصرية حتى الآن بتحديد هذا الموعد بناء على حساب الأبقطي ..وكلمة الأبقطي معربة من الكلمة اليونانية (apokty) ومعناها "الباقي" .. وهي عبارة عن معادلات تجري للوصول إلى تحديد هذا اليوم وما يسبقة من صوم وما يلحقه من خماسين وبعض الأعياد ولأن الباقي أو الفاضل من تلك العمليات الحسابية يؤخذ به في خطوات العمليات الحسابية لذلك اشتهر هذا الحساب باسم حساب الأبقطي أو الفاضل أو الباقي.
ومع انتشار المسيحية في مصر والتي غطتها بالكامل في القرن الرابع ، واجه المصريون مشكلة في الاحتفال ب (شم النسيم).. إذ أنه كان يقع دائما داخل موسم الصوم الكبير المقدس (عند المسيحيين) الذي يسبق عيد القيامة المجيد ، والذي يمثل فترة تتميز لدى المسيحيين بالنسك الشديد والاختلاء والعبادة العميقة مع الامتناع عن تناول كافة الأطعمة التي من أصل حيواني ولهذا مثل الاحتفال بعيد الربيع صعوبة خلال فترة الصوم بما فيه من انطلاق ومرح وأفراح ومأكولات.
وتحايلا على تلك الإشكالية ، فقد قرر المصريون المسيحيون وقتها تأجيل الاحتفال بعيد الربيع (شم النسيم) إلى ما بعد فترة الصوم ، واتفقوا على أن يكون الاحتفال به في اليوم التالي لعيد القيامة المجيد وأن يغيروا موعد شم النسيم ليكون تاليا لعيد القيامة الذي دائما ما يأتي يوم أحد ، وقد أرسل آباء المجمع النيقاوى رسالة إلى كنيسة الإسكندرية يبلغون فيها الإكليروس والشعب بعض ما جرى كتابة ليتسنى لهم الاطلاع على ما دار من أبحاث وما تم بشأنها من توافق بين الأغلبية وما انتهى المجمع إلى وضعه وتثبيته وقد شملت الرسالة ثلاثة موضوعات تهم مصر وكنيسة الإسكندرية بنوع خاص.
وتضمنت الرسالة قرار الكنيسة الذي يلتزم به المصريون إلى الآن في هذا الشأن ، وجاء فيها أنه نظرا لاهتمام عموم المصريين وليس المسيحيين منهم فقط بشم النسيم فقد تقرر تغيير موعده ليكون بعد عيد القيامة بيوم علما بأن عيد القيامة لا يأتي قبل يوم ٤ إبريل ولا بعد يوم ٨ مايو.