تحيا مصر : حكاية " هيثم" ملك القبر ! (طباعة)
حكاية " هيثم" ملك القبر !
آخر تحديث: الإثنين 31/10/2016 05:02 م
سالم الحافى سالم الحافى

أتابع بحكم عملي ، كل الآراء .. الذين اختلف معهم فكريا قبل أولئك المقربين لعقلي ، وشاء الريموت " العربيد" أن يأخذني إلى فضائية لأجد الدكتور سعد الدين الهلالي يتحدث عن رأي الشريعة في النهوض باقتصادنا المرهق ، وقيمة العمل في الإسلام ، ثم تحدث العالم العلامة عن موقف شريعتنا الحاسم ممن يغتالون زهرة شباب جيشنا الذي يخوض حربا ضروسا ضد جماعات تتكيء على فهم أعرج للدين ؛ لتعود بمصرنا الحبيبة إلى عصر الجاهلية ! وأفاض علينا من سحائب علمه بسيول من علم ينفع ، فشرح لنا موقف الشريعة من العطاء المجتمعي خاصة عند الكوارث كالسيول التي أغرقت عدة مدن مصرية ، وكيف أن المسلمين كالجسد الواحد .. لكن لشقوتي لم يتحدث "الهلالي" عن أي من هذه الأمور المعلومة بالضرورة الإعلامية عند أي فضائية محترمة .. لكنه تحدث باهتمام يحسد عليه ، وأجهد نفسه في التنقيب في آراء فقهية أكل الدهر عليها وشرب ؛ ليخرج على المشاهدين برأي مثير وغريب في "عورة المرأة" وكأنها أم مشاكل الـ "90" مليون مصري ، ذكرني " الهلالي" بذلك الرجل الذي انتظرني أمام المسجد بعد أن خطبت الجمعة عن " قيمة العمل في الإسلام " وسألني متلهفا : " مااسم ملك القبر ؟" فبلعت غيظي وأجبته بجدية شديدة : " هيثم" !


(هـ)

هناك أناس يرون أن ينقلوا الظُلمة التي في قلوبهم إلى قلوب الآخرين ، والخرافة التي في رؤوسهم إلى رؤوس الآخرين ، هؤلاء يضعون أيديهم في كل فم يقول الحق ..هذا هو الصد عن سبيل الله .

(ل)

لأني وقعت من زمااااااان في غرام لغتنا الجميلة ، وأذوب عشقا في عطر كلامها ، وعباءة نغمها ، كان لابد أن أصاحب المعاجم ، لكن بعد هذا العمر ، هل تخذلني المعاجم ، وينتصر الشمبانزي في تلك المعركة ؟!
سبب المعركة " ب ، و، س " أى والله ، 3 حروف فقط أشعلت فتيل الحرب بينحبي للعربية ، وأنصار منطق الشمبانزي! دخلت المعركة شاهرا حجة ثلاثة معاجم : محيط المحيط ، القاموس المحيط ، تاج العروس ، والثلاثة قالوا : باس الرجل زوجته ، يبوس ، أي قَبلها ، وأضاف الثلاثة : البَوْسُ، بالفتح: التَّقْبيلُ، لفظ فارسيٌّ مُعَرَّب .
كلام جميل ، لكن ائتلاف الشمبانزي كان له رأي آخر ، فقد دخل المعركة شاهرا " بوسو" ، واحتدم القتال بيننا ، ولم يخرج علينا رجل حكيم ، ليوضح أن الخلاف في " باس " لا يفسد للود قضية ، وأن الخلاف ليس على مدلول الكلمة ، بل على أن أحد المتقاتلين يرى أن الحب والحنان سيظلان الأعلى بين "هو" و"هي" ، لكن أنصار منطق القرود يرون أن "هي" تريد ثراء المال ، والجاه ، والقوة ، ثم اطلقوا علينا حجة من العيار الثقيل تؤيد منطقهم ، عندما ذكروا ما حدث في " بوسو" وهي إحدى القرى الواقعة غرب غينيا ، مؤكدين أن ماقالته المعاجم عن "بوس" لايغني ولايسمن من "حب" وأن مصدر شغف "هي " بـ "هو" ماحدث في "بوسو" ، ففي تلك القرية وجد باحثون بريطانيون أن ذكور حيوانات الشمبانزي تسرق الفاكهة من المزارع المحلية من أجل إغواء وجذب الأنثى وقالت كيمبرلي هوكينغز المشرفة على الدراسة : نعتقد أن ذكر الشمبانزي يسطو على المحاصيل من أجل إظهار شجاعته وتفوقه على بقية حيوانات المجموعة وهذا التصرف نجح في التأثير على أنثى الشمبانزي .
الفاكهة " الفلوس والفحولة" هي الأعلى عند الأنثي إذن ، ولاعزاء للمشاعر الجميلة وقيس وليلى ، لكن ذلك منطق الشمبانزي ، أما "هي" عندنا معشر البشر فغير ، هي يكفيها رغيف حنان ، أوكسرة حب ، وإن كنتم في ريب من قولي ، فاسألوا تلك المعلمة السعودية التي فضلت الزواج برجل في السادسة والستين من عمره على شاب في العشرين تقدم لها أيضا ، لأن الرجل العجوز " أستاذ في الحنية " .
أما أنا فاستيقظت لأجد على الحائط صورة ضخمة لقرد "ذكر" وفي يده ثمرة فاكهة ، وقبل أن أسأل عن سر وجود القرد في غرفة نومي ، تبسمت زوجتي قائلة : أنا اللي معلقة صورته !

ملحوظة : المعلمة السعودية إياها ..تبحث الآن بشغف عن ذكر شمبانزي !


( هـ)

هي .. بعد شهر من الزواج : إلا أنت فيها إيه الدنيا إلا أنت .
هو .. مازحا : ياأحلى غنوة سمعها قلبي
هي .. بعد 10 سنوات : إلا أنت .. فيها .. أسكت ياولد ..طالع "لأبوك" نكدي !
هو .. يأتي من العمل مرهقا : تعبان جدا .. يسقط مغشيا عليه
هي .. معه في الإنعاش : ماتعمل لي توكيل عام ..لحد ماتقوم بالسلامة
هو .. من بين أجهزة التنفس يشغل أغنية نجاه من موبايله : " إلا أنت فيها إيه الدنيا إلا أنت " .. !
هي .. تولول في ممرات المستشفى : مات ....ماعملش التوكيل وطلع متجوزعليّ .. نار ياحبيبي نار!