تحيا مصر : أحمد حمدى يكتب.. رحمك الله يا جدى" فقد كنت حكيمًا صالحًا" (طباعة)
أحمد حمدى يكتب.. رحمك الله يا جدى" فقد كنت حكيمًا صالحًا"
آخر تحديث: الإثنين 23/05/2016 01:23 م أحمد حمدى
منذ 8 سنوات لم اسافر الى الصعيد عندما كنت فى الصف الثانى الثانوى - تقريبًا – ذهبت فى زيارة خفيفة استغرقت 3 ايام مع بداية شهر مايو الحالى وذلك للإطمئنان على جدى وصحته ومواساته فى وفاة جدتى - عليها رحمه الله – التى توفاها الله فى العشر الأواخر من رمضان فى العام الماضى.

احتفى بى جدى اختفاء كبيرًا واصر على عدم عودتى الى بيتى فى القاهرة وقال: "يا ولدى خليك جاعد معانا وصوم هنا وافطر معانا الواحد مضمنش عمره ".. قلت له: " ان شآء الله نيجى دايما فى الافراح والمسرات يا جدى ودايما مفتوح البيت بوجودك.. واطال الله فى عمرك واحسن خاتمتك".

ومن الصدف العجيبة، ان زارنا اخى الأصغر فى نفس زيارتى لجدى وأتى ليجلس معنا بالرغم من انشغاله فى دراسته الجامعية خصوصا مع اقتراب موعد الامتحانات.. سبحانك يا ربى وكأننا نودعه ونحن لا نعلم.

جلسنا سويا على "كافتريا الحرمين" بمجمع المحاكم، بعد العشاء يومًا- فشاهدنا التلفاز -.. وكان وقتها الخناقة المعروفة مع نقابة الصحفيين يوم 4 مايو، " واوصانى ونصحنى ؛ " يا ولدى احنا طول عمرنا مع بلدنا اياك تشرد كدة او كدة الراجل بيشتغل وبيعمل شغل فى البلد اما دول ولا دول عايزين يخربوها ويوقفوا حال الغلابة ويعطلوا مصالح الناس وعشان ربنا يكرمكنا لازم نقف مع بلدنا ومع رئيسنا".

رحمك الله يا جدى فقد كنت حكيما صالحًا ولا نزكى احدًا على رب العباد.. فدوام الحال من المحال وسبحان من له الدوام والبقاء لله وحده، توفاه الله عقب صلاة الفجر يوم الخميس الموافق 19 من مايو عام 2016، بعد ان رجعنا للقاهرة بحوالى اسبوع...

ولا نملك الا الصبر والدعاء له: "اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعفُ عنه واكرم نزله ووسع مدخله ونقه من الذونوب والخطايا بالماء والثلج والبرد، اللهم آنس وحشته وابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وزوجا خيرا من زوجه، اللهم اجعل القران العظيم انيسه.. اللهم ان كان من المحسنين فزد فى احسانه وان كان من المسيئن فتجاوز إنك أنت الأعز العزيز الأكرم يارب العالمين".. وجميع موتى المسلمين.