جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

تقارير

دبلوماسية "الأيدي الثابتة" تعيد الدفء مع واشنطن وترتب ملفات المنطقة

الأحد 02/أبريل/2017 - 02:43 م
تحيا مصر
طباعة
محمد كامل

يدرك الرئيس عبد الفتاح السيسي جيدا عوامل القوة الجيوسياسية التي تمتلكها مصر تاريخيا ، تدعمها خطوات محسوبة ترسم ملامح جديدة في علاقات مصر الاقليمية والدولية ، فيما يدرك الرئيس الامريكي دونالد ترامب ما يمتلكه الرئيس المصري من مقومات شخصية ، وحضور طاغ على المستويين العربي والاسلامي ، يمكن استخدامها لإعادة العلاقات الثنائية لسابق عهدها،الامر الذي يتيح له الفرصة لإظهار علاقات جيدة مع القادة العرب وتحسين التعاون الأمني، ناهيك عن دور محتمل في الصراع الفلسطيني اﻹسرائيلي.
من هذا المنطلق تأتي أهمية الزيارة التي بدأها الرئيس السيسي لواشنطن ، وهي الاولى لرئيس مصري منذ العام 2009 ، بعد فترة توتر استمرت خلال السنوات الأخيرة للرئيس السابق حسني مبارك وزادت وتيرتها بعد موقف الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما من الاحداث التي شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير 2011 .
وعلى الرغم من اعلان البيت الأبيض إن علاقة الرئيسين ترامب والسيسي بدأت بشكل جيد خلال الاجتماع الذي جمعهما في سبتمبر الماضي بنيويورك ، إلا أن دبلوماسية " الأيدي الثابتة" ، التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السياسي ، والمستندة إلى قواعد ثابتة أجادت رسم مسارات العلاقات مع دول العالم ، منحت مصر آفاقا جديدة وأسسا تنموية يمكن البناء عليها ، لتستعيد مصر مكانتها كرقم فاعل في معادلات المنطقة والعالم .
وإذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد أخطأت في تقييم القدرة المصرية على لعب أدوار هامة في قضايا المنطقة ، خاصة الصراعات التي كان عامل التطرف المرتدي لوشاح الدين أهم مظاهرها ، إلا أن إدارة دونالد ترامب أدركت جيدا مدى خطورة توجهات الادارة السابقة والتي كلفت أمريكا أثمانا باهظة ، على كافة المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية ، ناهيك عن تراجع التأثير الأمريكي في القضايا المصيرية لصالح قوى أخرى ، استطاعت أن تحفر مواطيء أقدام لها على حساب التراجع الأمريكي .
ووفقا لحسابات المكسب والخسارة التي حسمت مرحلة الشد والجذب بين واشنطن والقاهرة لصالح مصر ، فان توجهات إدارة الرئيس ترامب تجاه مصر وقيادتها أصبحت أكثر ايجابية ، نظرا لتوافق كبير بين ما تقوم به مصر واستراتيجية الادارة الامريكية الجديدة ، خاصة على صعيد مكافحة الارهاب وإعادة الحياة للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ، فالرئيس ترامب " وفقا لتصريحات صادرة عن البيت الابيض " يدعم نهج السيسي في مكافحة الإرهاب الذي يتضمن جهودا عسكرية وسياسية، بجانب سياساته في إصلاح الاقتصاد، ودعواته لـ "تحديث الخطاب الديني ، كما أن ترامب مهتم بسماع وجهات نظر السيسي خلال الاجتماع بشأن جماعة الإخوان ، حيث قال مسئول أمريكي " نحن وعدد من الدول لدينا بعض المخاوف بشأن الأنشطة التي تقوم بها جماعة الإخوان في المنطقة".
وعلى الرغم من أن القضيتين الأساسيتين المطروحتين هما الإرهاب والسلام ، إلا أنه سيتم خلال الزيارة أيضا عرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها ،وذلك خلال لقاءات للرئيس المصري مع كبار المسئولين الأمريكيين وممثلين لدوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، فضلاً عن لقاءات متعددة مع أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ورؤساء عدد من اللجان في مجلسي النواب والشيوخ ، الأمر الذي يعني عودة الدور المصري الذي تم تغييبه أو تسييره خلال العقدين الماضيين ، وهو ما انعكس سلبا على مجمل المواقف الأمريكية تجاه القضايا المصيرية في المنطقة ، خاصة القضية الفلسطينية ، وقضايا الصراع في العراق وسوريا وليبيا وأيضا اليمن .
ووفقا لدبلوماسية " الأيدي الثابتة " التي يقودها الرئيس السيسي ، والتي لا تستجدي المواقف ولا المساعدات ، بل تؤسس لشراكة حقيقية مع الجانب الامريكي ، فإن الشأن الاقتصادي سيكون حاضراً بقوة ، مدفوعا بحزمة الإصلاحات التشريعية التي يمكن أن تهيئ بيئة استثمارية مواتية ، وتستقبل المزيد من التدفقات المالية التي يمكن أن تعيد تدوير عجلة الاقتصاد ، حيث يجتمع السيسي بقيادات غرفة التجارة الأمريكية ورؤساء كبرى الشركات لبحث فرص الاستثمار في مصر، ناهيك عن لقاء كل من رئيس البنك الدولي ومديرة صندوق النقد الدولي، لبحث فرص تعزيز التعاون القائم بين مصر والمؤسستين الدوليتين في مختلف المجالات الاقتصادية . 
وليس ثمة شك في أن دبلوماسية " الأيدي الثابتة " التي فرضتها عناصر القوة المصرية ، وكرستها إدارة الرئيس السيسي ، سوف تحصد الكثير من المكاسب ، ليس أهمها استمرار تقديم المساعدات لمصر ، على الرغم من تواكب الزيارة مع مقترحات إدارة ترامب بشأن تخفيضات واسعة في المساعدات الخارجية لم يتم حتى اﻵن اﻹعلان عن تفاصيلها .

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر