أقر الكاتب الأمريكي جايوس بابليوس في مقالة له بموقع "واشنطن بلوج" المتخصص في كشف خلفيات الحروب واستجلاء الحقائق أمام الشعب الأمريكي، بأن الشعب السوري كان ضحية لمؤامرة كبرى تتعلق بخطوط الغاز قادتها "قطر" من أجل تحقيق مصالحها بتوريد الغاز إلى أوروبا.

وأوضح "بابيلوس" أنه في عام 2009، أعلن الأسد رفضه التوقيع على اتفاق يسمح لخط أنابيب قطري-سعودي-تركي بالمرور عبر سوريا، مضيفا وقتها أن هذا القرار يأتي "لحماية مصالح حلفائنا الروس".. وأغضب الأسد دول الخليج السنية حين أعلن عن موافقته على خط الأنابيب الإيراني الذي يمر عبر سوريا وبعدها إلى موانئ لبنان بمباركة روسية مما يجعل إيران هي المورد الرئيسي للغاز إلى أوروبا بدلا من قطر.

وأشار الكاتب، إلى أن هناك غموضا وراء هذه الحرب الضروس، ربما لا يعرفه الكثيرون وخاصة من أبناء الشعب الأمريكي الذي يدفع الضرائب، لشن حروب على أبرياء لم يوجهوا أسلحتهم تجاه الأراضي الأمريكية، بحسب وصفه.

وأوضح أن هذا الغموض يرجع إلى تضارب المصالح بين خطي غاز أحدهما يبدأ من قطر مرورا بالسعودية وينتهي عند موانئ سوريا في البحر المتوسط والآخر يبدأ من إيران وينتهي في لبنان ويمر أيضا في سوريا، إلا أن الرفض السوري للخط القطري - السعودي وفي نفس الوقت السماح للخط الإيراني بالوصول للبحر المتوسط لتصدير الغاز لأوروبا كان سببا رئيسيا لإعلان الحرب على سوريا من خلال العناصر المتطرفة في محاولة لإسقاط النظام وتولية نظام آخر يمرر مشروع خط الغاز القطري.

وأضاف بابليوس أنه كانت هناك رغبة ملحة من الاتحاد الأوروبي أيضا لاتمام هذا الخط القطري -السعودي -التركي لنقل الغاز إلى القارة الأوروبية التي تحصل على 30% من الغاز الخاص بها من روسيا والذي كان من شأنه أن يعطي أعضاء الاتحاد الأوروبي طاقة رخيصة ويخفف من النفوذ الاقتصادي والسياسي الخانق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتابع الكاتب قائلا: "أما تركيا فهي ثاني أكبر مستورد للغاز الروسي، وكانت تسعى لإنهاء اعتمادها على منافستها القديمة روسيا - التاريخ العثماني القيصري- ولوضع نفسها كمركز استراتيجي لولوج مصادر الوقود الآسيوية إلى أسواق الاتحاد الأوروبي عبر أراضيها وموانيها، والخط القطري كان سيضع أيضا موطئ قدم للسعودية التي تقود التحالف السني في مواجهة المد الشيعي "في سوريا" الموالية لإيران".

وأوضح الكاتب أن الروس، والذين يبيعون 70 في المئة من صادرات الغاز إلى أوروبا، كانوا ينظرون إلى خط أنابيب قطر/ السعودية / تركيا على أنه تهديد وجودي للمصالح الروسية الاقتصادية، وكان الرئيس بوتين يرى، أن خط أنابيب قطر هو مؤامرة لحلف شمال الاطلسي "الناتو" لتغيير الوضع الراهن، وحرمان روسيا من موطئ قدمها الوحيد في الشرق الأوسط "قاعدة طرطوس"، وخنق الاقتصاد الروسي وإنهاء النفوذ الروسي في سوق الطاقة الأوروبي.