جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads
سالم الحافى

سالم الحافى

باقة ورد

الإثنين 03/أكتوبر/2016 - 11:22 ص
طباعة
اغلق الفضائيات .. وتابع هذا المشهد !


س
سمعتُ وقرأتُ كثيرا عن الهجرة ، لكني عندما سمعته يتكلم عن الهجرة ، قلت بتلقائية " الله " .. ودعوت له بالرحمة ، قال : " علمتنا الهجرة أن الحق لابد له من وطن ودار وأنصار ، وأن الباطل المستحكم لايسلم قياده للحق المقبل في يسر وسهولة ، بل إن ذلك الباطل يقف عنيدا شديدا في وجه الحق .. ولم تكن هجرة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه هجرة خوف على أشخاص أو حياة أفراد ، ولكن كانت هجرة في سبيل الله والمبدأ .. هجرة من أجل الحق.
علمتنا الهجرة أن صاحب المبدأ القويم والاعتقاد السليم لايصبر على الذل ولايقيم على الضيم ، لقد بغي الشرك الأحمق على الإسلام الناشيء في مكة ، ولقي المسلمون على أيدي الطغاة ألوانا من التعذيب ، وماكان الله ليدع العصبة المستضعفة من عباده تذوق هذه الآلام دون أن يهييء لها السبيل للاعتزاز ؛ ويقيض لهم الفرصة للخلاص من هذا الهوان ، حتى ينتهوا إلى "المدينة" دار النصرة ومركز القيادة ؛ فينظموا صفوفهم وينتصفوا لأنفسهم ممن بغوا بغير الحق ، فيكون ذلك الانتصاف تأديبا لإجرام وتعزيزا للحق المضطهد وتكريما للمؤمنين المهاجرين ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لايعلمون ) .
علمتنا الهجرة أن الشباب إذا تمت تنشئتهم من الصغر على استسهال الخطر كانوا أجلاء الأثر وطال عنهم جميل الخبر ، فهذا على بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ينشأ في مدرسة النبوة فتى لايخاف إلا الله ولايهاب أحدا سواه .
وعلمتنا الهجرة أن الله قد يعين عباده بالسبب الضعيف في نظرهم ، القوى بفضل الله وقدرته ، وأن الله ـ كما تعبر العامة ـ " يضع سره في أضعف خلقه " ، فهذا رسول الله يختفى مع صاحبه في الغار لأيام فلا تحرسه أمام الغار مدافع ولاطائرات ولاجنود ، بل يهييء الله من العنكبوت والحمام حارسا .
وعلمتنا الهجرة أن المرأة المسلمة تستطيع أن تقوم بواجبها في المناسبات الملائمة والظروف الموائمة ، فهذه عائشة الصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنهما ـ كانت حين الهجرة فتاة ناشئة ومع ذلك أسمهت بشيء في الهجرة " .
كنا نستمع لصوت الكاتب والمفكر الراحل أحمد الشرباصي ، الذي تعلم وعلمنا من الهجرة دروسا كثيرة .

أ
اغلق كل الفضائيات حلوها ومرها .. وافتح عقلك وتابع هذا المشهد : " الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري يشد الرحال إلى دمشق ، وما إن وصل إليها ، حتى خرج الناس يستقبلونه في حفاوة وحماس ، والتفوا حوله أينما ذهب ..
أسمعهم يقولون : حدثنا يا صاحب رسول الله ..
ينظر أبو ذر في الحشود نظرات فاحصة ، فيري أكثرها حفاة عراة .. ثم يرنو نحو المشارف القريبة فيري القصور والضياع .. فيصرخ فيمن حوله قائلا : " عجبت ُ لمن لايجد قوت يومه كيف لايخرج على الناس شاهرا سيفه ؟!"
المشهد رأيته مرات ، ورفضت عرضه على شاشة عقلي ؛ ربما لأني رأيته تحريضيا ، وربما لقناعتي بأن أبا ذر آخر خلق الله الذين ينظرون إلى مافي أيدي الأثرياء ، وهو الزاهد التقي الورع .. لكن مراكب الموت المسماه زورا ـ هجرة غير شرعية ـ جعلتني أصفق للمشهد وبطله أبو ذر .. لأني فهمت منه أن الصحابي الجليل لايحرض الناس على قتال بعضهم من أجل كسرة خبز ، بل هو يريد توزيعا عادلا للثروات ، يبعث برسالة للذين يسرقون أقوات الشعب "الحافي" لتنتفخ كروشهم ، وتعلو قصورهم .. يستغرب أبو ذر من أولئك الذين يلقون أنفسهم في بطن الحوت ؛ بينما الفاسدون يلعبون " بدمائهم" على أقذر مائدة قمار عرفتها البشرية ، يتبارى أمامها الأمريكان والروس وشياطين العرب على ذبح " حلب" وغيرها !
.. فهل من مدكر ؟! .
ق
قال لي وهو يحاورني : أتعرفها ؟
قلت من ؟
قال : لحن الحب المميز يوقع بالشفاة ؟
قلت : لا .
قال : إنها ياصديقي حديث بلغة الشفاة ، حديث طلي ، حلو ، يترجم عن دفين العواطف ومكنون الأحاسيس.. عرفتها أظن ؟
قلت : لا ؟
قال : إنها توقيع بالشفاة الأولى على ميثاق الشوق ومعاهدة المحبة ، إنها يارجل همزة الوصل بين قلبين متحابين .. أكيد عرفتها ؟
فقلت : للأسف لاأعرفها ، فقال غاضبا : ياصديقي إنها القُبلة ، ألا تعرفها ؟ .. سكت ، لكني سمعت عربيدا داخلي يرد شامتا : وهل يعرف غيرها بعد ربع قرن من الزواج ؟.
قبلة الرجل لزوجته هي القبلة التي أولاها الإسلام عناية بالغة ، فمازلت أسمع الحديث النبوي الشريف : ( لايقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة ، وليكن بينهما رسول .. قيل وماالرسول يارسول الله ؟ قال : القُبلة والكلام ) .
ي
يقول الإمام الثوري : إنما الفقه الرخصة من ثقة أما التشديد فيحسنه كل أحد .

إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر