اقترب موعد الوقوف بعرفات وهو يوم ينتظره المسلمون فى جميع انحاء العالم وخاصة اولئك الذين كتب الله لهم الوقوف بجبل عرفات والذى يسمى ايضا بجبل النور وجبل الرحمة فالله عز وجل ينظر لاصحاب هذا الموقف المهيب نظرة رحمة ويغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم حيث يعودون الى اوطانهم كيوم ولدتهم امهاتهم بلا ذنوب او معاصى فمن منا لا يتمنى مثل هذه الفرصة العظيمة.
فمنذ ان نادى ابراهيم عليه السلام الناس بالحج والناس تطوف بالكعبه وتسعى بين الصفا والمروه وتقف بجبل عرفات وتقوم بالرجم وهنا مربط الفرس حيث تم تغيير معالم المكان المخصص بالرجم – وهو مكان يتم فيه رجم ابليس وهو مشهد تخيلى يظهر فيه الناس عداوتهم وكراهيتهم وعدم اتباعهم للشيطان – وكان هناك مسلة كرمز للشيطان تسمى نصب الشيطان وكان يتم الرجم تجاهها كنوع من انواع الطاعة لله.
فاصبح مكان الرجم خاليا من هذا النصب الشيطانى والذى يشبه المسلات الفرعونية وتم بناء بدلا منه حائطا عريضا حيث يقوم الناس من خلاله بالقيام بعملية الرجم المباشر نحوه وهنا نجد ان نصب الشيطان قد تم ازالته من ذلك المكان بشكل نهائى ولكن السؤال هنا والذى يطرح نفسه وهو اين تم وضع نصب الشيطان والذى كان يرجم من قبل ؟ للاسف الاجابه كارثية لان المكان الذى تم وضع هذا النصب الشيطانى هو فوق قمة جبل عرفات.
ولم يتوقف الامر الى هذا الحد فقط بل ان المسلمون اصبحوا يتبركون ويتمسحون به ويدعون الله من امامه وكانهم واقفون امام الكعبة المشرفة فقد اصبح هذا النصب الشيطانى حجرا مقدسا مثل الكعبه والحجر الاسود يتبرك فيه المسلمون ويرفعون من امامه ايديهم بالدعاء بل واصبح مصدرا لالقاء الهموم امامه وذلك بوضع الراس عليه لكى تتبدد همومهم واحزانهم.
يالها من صاعقة وياله من موقف لو راه النبى محمد لامر بمن وضعوه اعلى قمة جبل الرحمه بان تقطع رقابهم لانهم فتنوا المسلمون بوضعهم هذا النصب الشيطانى فوق قمة اطهر مكان على وجه الارض فهؤلاء قد قاموا بفعل لو تمناه الشيطان نفسه لما استطاع ان يحققه ولكنه للاسف قد تحقق وبدون عناء منه كى يفسد على كثير من المسلمون حجتهم ليصبح نصب الشيطان فوق قمة جبل الرحمة بعد ان كان يرجم فهو الان يتم التبرك به والالتفاف حوله.
فيا امة الاسلام ويا علماء الامة هل رضيتم بهذا النصر الشيطانى الكبير والذى قام به بعض المسلمون نيابة عنه وذلك بوضع رمزه ونصبه فوق اطهر منطقة على وجه الارض فاين انتم يا علماء الامة منذلك ولماذا الصمت على احقر عملية نصب حدثت فى التاريخ وهى نصب الشيطان وسذاجة المسلمين.