تحيا مصر : بائعو عربات الفاكهة.. قصص وحكايات مأساوية.. وأمنيات بلقاء رئاسي (طباعة)
بائعو عربات الفاكهة.. قصص وحكايات مأساوية.. وأمنيات بلقاء رئاسي
آخر تحديث: الأحد 14/03/2021 06:51 ص بوابة تحيا مصر
أحلام بسيطة تراود بائعي الفاكهة وتمنوا تحقيقها لو كانوا قابلوا الرئيس السيسي مثلما حدث مع عّم محمد بعد وقوف سيارة الرئيس السيسي الجمعة الماضية لشراء الفاكهة منه؛ ومزاح الرئيس معه بالكلمة الشائعة التي يرددها الشعب المصري عند شراء الخضار والفاكهة "نقي كويس"؛ وعندما اكتشف الرئيس مأساة عّم محمد وإصابته بمرض الأعصاب الذي يبطئ من حركته أوصى برعايته وعلاجه .



وتحدث بعض بائعي الفاكهة لـ«بوابة الأهرام» عن أمنياتهم التي جاءت بسيطة على قدر أحلامهم ومعيشتهم وأرواحهم البسيطة الراضية؛ والتي كانت بعضها أمنية متكررة بترخيص كشك لبيع بضائعهم بمبالغ رمزية أو أقساط ميسرة تتناسب مع أرزاقهم البسيطة بعيدا عن مطاردات البلدية.

منفذ بيع على قد الأيد

محمود السيد محمود بائع فاكهة، يتمنى أن يخصص لهم الرئيس السيسي أكشاك بسعر بسيط في المنطقة الكبيرة المحيطة بمحطة مترو عدلي منصور حتى تبتعد عنهم البلدية؛ محمود أتى من سوهاج إلي القاهرة بحثا عن الرزق واستقر به الحال أمام محطة مترو عدلي منصور لأن محيطها مازال تحت الإنشاء؛ وقال محمود إنه كان دائما يطارد ويحارب في رزقه أثناء بيع الفاكهة في السيدة زينب بالقرب من قصر العيني بسبب ملاحقة البلدية المستمرة له وللبائعين رغم أن بيع الفاكهة هو رزقه الوحيد ورغم ذلك تم إخلاء المكان من البائعين.

وتابع محمود أنه ليس لديه مال يكفي لشراء أو استئجار المحلات؛ لذلك قاموا بتغيير المكان هو وبعض البائعين وتوجهوا بجوار المترو؛ لكن عاد مرة أخرى ليظهر مخاوفه قائلا "لكن أكيد لن يتركونا نقف دائما" بعد الانتهاء من افتتاح خط المترو؛ حفاظا على المظهر الجمالي وهذا حقهم ؛ لذلك اهتم محمود بمعرفة أسعار الأكشاك التي سيتم إنشاؤها في المترو؛ ليضع فيه الفاكهة وبذلك يحافظ على الشكل الجمالي للمكان وفي نفس الوقت يحافظ على رزقه هو وباقي البائعين وبدون تشويه لتطور منطقة ساحة المترو الجديد ؛ لذلك تمنى محمود من الرئيس السيسي أن يوفر لهم أكشاكا بسعر بسيط أو أن كل كشك يشترك فيه ثلاثة بائعين، وعدم بيعها وتأجيرها فقط لأصحاب الماركات أومن لديهم القدرة فقط على دفع المال .

وتابع محمود ، قائلا إنه قام بالسؤال على الأكشاك في محطة المترو الجديدة ؛ ولكن لا توجد معلومة مؤكدة لدى أي شخص حتى الآن ؛ وقال إن له تجربه سابقه في موقف السلام الجديد وهي أن الباعة الجائلين لقلة إمكانياتهم لم يتمكنوا من الحصول على محلات، لذلك يتمنى وجود أكشاك في ساحة المترو الجديد بأسعار مناسبة لهم؛ وبذلك يقدمون خدمة للمترددين على محطات المترو .

البلدية عندها حق
وقال محمود "زعلان من البلدية ولكن في نفس الوقت عندهم حق؛ لأنهم إذا تركوا البائعين بدون رقابة فستنتشر أعدادهم في المنطقة ويتسببون في تضييق الطريق".


وفي نفس السياق قال محمود ، إن محطة المترو الجديدة سيعمل خلفها القطار المكهرب والسوبر جيت والمنطقة سيتم تطويرها ؛ وتعد ساحة المترو الجديد ذو مساحة كبيرة ويمكن أن يتم فيها إنشاء أكشاك كثيرة جدا ؛ لأن بعد كل هذه التطور فهو أيضا يرفض العشوائية للمكان لذلك يريدوا أكشاك بشكل منظم.

تمنى محمود من الرئيس السيسي إعطاءهم أكشاكا تناسب إمكانياتهم لأن محاولاته لفتح محلات باءت بالفشل ؛ حيث اصطدم بأسعار لا تتناسب مع إمكانياته ودخله لأن أسعار المحلات في العبور والشروق مرتفعة إلى ١٥ ألف جنيه ؛ هذا بخلاف سعر البضاعة التي توضع في المحل بالإضافة إلى تكلفة المرافق لذلك فإن الأكشاك تحميهم من البلدية وعدم استمرار وجودهم في الشارع طول العمر؛ لأن كل بائع لديه مسؤولية وقال إنه شاب يريد أن يبني مستقبله وتكوين نفسه ليتمكن من الزواج وتجهيز شقته .

ختم محمود أمنياته بالرجوع إلى نقطة البداية فقال، إنه وهو وكل بائع ترك بلده وذهب للقاهرة كان بحثا عن لقمة العيش ؛ خاصة في الصعيد لا توجد مصانع والرزق فيها لا يكفي حياة كريمة ؛ فهو كان يزرع قطعة أرض صغيرة جدا خاصة بعائلته ؛ ولكن رزقها لا يكفي والمحصول كان يمشي الحال بالعافية ؛ لذلك ترك سوهاج وتوجه للقاهرة وبدأ ببيع التين الشوكي الذي يقوم بشرائه من البحيرة بتكاليف عالية في نقله؛ ثم أضاف "الحر نكش والبلح الأخضر" وأحيانا يبيع الذرة حسب الموسم.

الكشك يحمي من البلدية

يبدو أن الكشك أو منافذ البيع هى الملاذ الآمن للبائعين من ملاحقات البلدية لهم، بصوت ووجه حزين وعين باكية يعلوها الإجهاد قالت هند سمير - بائعة فاكهة- "إنها تعبت من الشيل والحط ومن مطاردات البلدية" ؛ وتمنت لو قابلت سيادة الرئيس السيسي لتطلب منه الكشك ؛ وقالت إذا قام الرئيس بالمرور عليهم وقالها "نقي كويس" قالت "دا أنا كنت أنقى له أحلي حاجة".

وقالت هند إنها تسكن في منطقة القللي وتخرج بعد صلاة الفجر مباشرة لشراء الفاكهة من سوق العبور؛ وتجلس لبيعها في منطقة الإسعاف حتى الساعة ١٢ ليلا لكي تتمكن من الإنفاق على أبنائها والبيت .

هند تتمنى من الرئيس أن يأذن لها بكشك في منطقة الإسعاف بالقاهرة لأنه المكان الذي تقف فيه منذ سنوات طويلة؛ والجميع يعرفها في هذه المنطقة التي تعتبرهم أهلا لها ولأبنائها؛ فهي أم لولد وبنت وزوجها تركها ولا يسأل عنهم ولا يرسل لهم أي مال؛ ابن هند طالب في المدرسة وتقوم بتجهيز ابنتها؛ وببكاء شديد قالت إنها لا تريد من الرئيس السيسي غير الكشك تأكل منه عيش؛ لأنها توجهت من فترة للقصر الجمهوري وكتبت شكوى لإنقاذها من البلدية ؛ قائلة "إن البلدية لا ترحم أحدا وبياخدوا منها الميزان ودا رزقها" .

وأكدت هند أنها ستظل تصلي وتدعي ربها انه يرزقها الكشك لأنه حماية لها ولأبنائها، وقالت لأن "اللي جاي على قد اللي رايح".

الشقة وغسيل الكلى

حسني بيومي بائع فاكهة، في حارة بابور الترجمان بوسط العاصمة، ضرب كفا على كف وقال إنه يريد شقته التي أخذ وعد من الحي بالحصول عليها؛ وأيضا طلب الحصول على بقية الأدوية المطلوبة في علاج أخته التي تقوم بعمل غسيل كلى .

وقال عم حسني، "إن لديه ٨ أبناء، ورزق فرشة الفاكهة لا يكفيهم لأن اللي جاي على قد اللي رايح لأن الناس خفضت من الشراء ورغم ذلك البلدية تلاحقهم بالمشاكل" .

عّم حسني يعمل بائعا للفاكهة بمنطقة الترجمان منذ ٣٠عاما؛ وكان يسكن في شقه إيجار ولكن تم إزالة العقار، وذهب هو وأسرته للإقامة بمركز الحوامدية؛ ولكنه حصل على وعد أنه سيستلم الشقة بعد ٣ أشهر ولكنه انتظر عامين ولم يحصل على الشقة؛ ولديه ما يثبت كلامه والمستندات عبارة عن أوراق العداد ووصل النور باسمه وعقد إيجار وكشف مشتملات ولديه ما يثبت أنه مقيم في هذا السكن منذ ٣٠ عاما؛ وكافة الأوراق توجد لدى الحي والعقار كان في شارع العائلات حارة بابور الترجمان رقم ٦ خلف مؤسسة أخبار اليوم؛ وهو الآن يستأجر غرفة في هذه المنطقة يحتفظ فيها بالفكاهة مصدر رزقه الوحيد وأصر عم حسني أن نرى بنفسنا مكان العقار الذي تمت إزالته ولم يحصل على بديل .

وتابع عم حسني، أن لديه أختا تغسل كلى على نفقة الدولة لكن العلاج الذي تحصل عليه لا يكفيها؛ ولا توجد لديهم القدرة على شرائه نظرا لارتفاع سعر الدواء؛ بالإضافة إلى مصاريف أبنائه الذين يجبرهم المدرس في مدرسة الحوامدية على إعطائهم دروسا خصوصية ؛حتى لا يؤذيهم في النجاح والرسوب في المدرسة.

معاش ووظيفة

تمنت عزة صابر بائعه فاكهة أن تحصل على معاش وعلاج لزوجها، فهي تسافر من شبين الكوم إلى القاهرة يوميا لبيع الفاكهة والخضار الجاهز للطبخ، قالت إنها على باب الله هي وزوجها لا توجد لديهم وظيفة أو معاش .

عزة ، تعمل بدلا من زوجها المريض الذي كان يعمل بائع فاكهة أيضا؛ ولكنه الآن مصاب بالغضروف الذي أقعده عن العمل لمدة عام وأصبحت حركته بطيئة وليس لديه وظيفة؛ ونظرا لمرض زوجها تذهب بنفسها إلى سوق العبور لشراء الفاكهة لأنه مصدر رزقهم الوحيد .

زوج عزة المريض يصل عمره ٥٠ عاما، وبالتالي لن يحصل على معاش إلا بعد مرور ١٠ أعوام أخرى ؛ ولذلك تحاول توفير المال الذي يجعله يحصل على المعاش؛ ولكنها تتساءل هل ستنتظر 10 أعوام أخرى في هذا الكرب حتى بلوغ زوجها سن الـ٦٠ ، خاصة أنها تحتاج للإنفاق على أبنائها.

عزة لديها ٦ أبناء في جميع مراحل التعليم المختلفة وتقوم بتعليمهم رغم ضيق العيش؛ ولديها ابنتان في مرحلة الزواج وتحتاج لتجهيزهما؛ وقالت إنها تتمنى أن ترتاح من الشقي لكن خلفها مسؤولية "تقطم الظهر"؛ عزة كانت مريضة الأسبوع الماضي ولم تتمكن من بيع الخضار والفاكهة؛ فاضطرت لصرف رأس المال المتبقي معها خلال أسبوع مرضها؛ وكان مبلغا بسيطا، لذلك لا يمكنها الجلوس في البيت نظرا لمسؤوليتها الكبيرة؛ لذلك فهي تحاول أن تكفي نفسها هي وأسرتها بتناول أي لقمة جبنة قديمة ومرة أخرى بطاطس وأرزا .

زوج عزة مريض غضروف ويحتاج إلى علاج طبيعي؛ ونظرا لضيق الحال يكتفي زوجها بمرة واحدة فقط لإجراء العلاج طبيعي نظرا لارتفاع أسعاره؛ فهي تتمنى أيضا علاج زوجها باستمرار لأن تعب الغضروف يعود مرة أخرى وتتمنى منحه وظيفة تتناسب مع مرضه حتى يصبح لهم مصدر رزق تقتات منه هي وأسرتها ؛ لأنها لم تعد قادرة على هذا الحمل الثقيل .

معاش بعد الـ٧٠

عم فكري عبد الفتاح بائع الفاكهة بميدان لبنان رجل تخطى إلـ٧٠ عاما من عمره؛ حركته بطيئة لأنه يعاني من أمراض الشيخوخة ويتمنى أن يتم علاجه؛ وأن تتركه البلدية يسترزق وأن يكون لديه معاش لأنه لم يتنبه وهو صغير لعمل إجراءات المعاش؛ وهو يرفض إنفاق أبنائه عليه لأن كلا منهم لديه مسؤولياته وأبناؤه ؛ لذلك يرفض أن يكون عبئا على أبنائه الذين يعيش معهم ؛ ونظرا لكبر السن فلا يستطيع العمل إلا في بيع الفاكهة لأنها تناسب صحته وحركته البطيئة؛ مرددا: ورغم ذلك البلدية لا ترحمه وتأخذ منه بضاعته البسيطة ولا توجد لديه القدرة على الجري خلف البلدية.

وتابع عم فكري، أنه يجلس في حاله على جنب الطريق ولا يتسبب في مضايقة أحد ؛ ولكنه اشتكى من ألم ساقيه اللتين تسببان له ألما مستمرا والمشي بشكل بطىء رغم أنه يتناول أدوية لكن الألم يهاجمه مرة أخرى ؛ ولا يوجد لديه المال الذي يساعده على الكشف لدى الأطباء في العيادات ؛ لأنه كل مرة يذهب للطبيب بمنطقة صفط اللبن يدفع ثمن كشف ٨٠ جنيها وهذا مبلغ كبير بالنسبة له .

جاء عّم فكري من أسيوط متوجها للقاهرة منذ ٢٥عاما باحثا عن الرزق، قائلا إن الرزق في القاهرة أفضل من أسيوط.

بائع الموز، رفض ذكر اسمه ومكانه خوفا من البلدية ؛ قائلا إنه كان يعمل ترزي حريمي لكن حال السوق والتفصيل توقف؛ لذلك لجأ لبيع الموز، وأحيانا يشتري بعض الفاكهة الأخرى ؛ لكي يسترزق؛ وقال "ربنا بيراضيه ويرزقه من التجارة الجديدة والشغل مش عيب؛ بس أهم حاجه البلدية تتركنا نسترزق" .