تحيا مصر : ما بين البائع المتجول وموظف الحى.. فض الاشتباك بالقانون (طباعة)
ما بين البائع المتجول وموظف الحى.. فض الاشتباك بالقانون
آخر تحديث: الأحد 21/02/2021 04:19 م بوابة تحيا مصر



المكان: أحد الميادين، الزمان: منتصف النهار، المشهد يتكرر كل يوم وفى كل ميدان يحتل فيه الباعة الجائلون الرصيف ونهر الطريق ببضائعهم.. وفى لحظات ينقلب مشهد البيع والشراء إلى مطاردات لا تتوقف بين الباعة الجائلين الذين يحاولون الإفلات بأقل قدر ممكن من الخسائر.. البضائع تتناثر فى الشارع خلال مطاردة رجال الحى للبائعين الذين يهرولون خلف العربات التى تحمل بضاعتهم ليعودوا غدا أو بعد غد لنصب السوق من جديد.


ومع تكرار المشهد تظل الفكرة الأنسب لحل المشكلة هى التى طرحتها الدولة لخلق فرص عمل جديدة، مستغلين مناطق أسفل الكبارى الجديدة فى مختلف المحافظات على غرار أسفل كوبرى الميرغنى لتحقق عدة أهداف منها القضاء على ظاهرة البلطجة وعالم أسفل الكوبرى وخلق فرص عمل بشكل جمالى جذاب للشباب وتدخل مليارات الاقتصاد غير الرسمى فى فلك الاقتصاد المصري.

الباعة الذين التقينا بهم أجمعوا على أنهم لا يريدون إلا بيع بضائعهم فى مناطق التجمعات حتى تظل أبواب الرزق مفتوحة أمامهم وقالوا إنهم لا يريدون مخالفة القانون أو إشغال الطريق أو محاربة أصحاب المحال فى رزقهم، وأنهم لا يريدون قطع أرزاقهم حتى لا يتحول بعضهم إلى بلطجية محتملين، وقالوا إنهم لا يريدون نقلهم إلى مناطق لا يقبل عليها الجمهور، كما حدث عندما نقل بعضهم إلى منطقة الترجمان، أو فكرة نقلهم إلى سوق بمدينة 15 مايو.

هنا ظهر السؤال: ماذا لو تم استغلال أسفل الكبارى فى عمل أسواق دائمة لهم بإيجار رمزي؟.. السؤال توجهت به لبعض رؤساء الأحياء.

«لن تستطيع أن تسيطر على عشوائية الباعة الجائلين إلا بالقانون» جملة قالها تيسير عبدالفتاح رئيس حى جنوب الجيزة.. وأضاف أنا أعمل هنا من 2012 قدمت كل الحلول الممكنة وغير الممكنة للباعة الجائلين هنا فى سوق الصناديلى بالجيزة والأسواق المشابهة فى البداية خصصت لهم سوقا بجوار سوق السمك بالمنيب «سوق ربيع الجيزى» وجهزنا لهم محال على أفضل حال، لكن رفضوا الذهاب إليها واستمروا فى المخالفة وإشغال الطريق فى ميدان الجيزة.. وبعد فترة اجتمعت معهم مرة أخرى وخصصت لهم أسواقا داخل الأسوار الملاصقة للبنوك فى ميدان الجيزة رغم خطورة ذلك وما كلفنا من مضاعفة التأمين إلا أنهم رفضوا ونزلوا مرة أخرى إلى قلب الميدان.

ويستطرد رئيس الحي: نحن لا نكل ولا نمل من تقديم الحلول والاقتراحات للباعة، فنحن نريد أن نقنن وضعهم ونعرف مشاكلهم لكن تركيبة «البائع السريح» لا تعرف سوى البيع أمام أقدام الزبائن، ففى المنيب مثلا قام الحى بإنشاء العديد من المحال للباعة الجائلين على الترعة وفى شارع رئيسى وحيوى وتم تجهيزها لهم، إلا أنهم أجروها من الباطن ورجعوا ليفترشوا ميدان المنيب مرة أخرى.

ويضيف: ومن بين الحلول الأخيرة طلبنا منهم أن يظلوا مكانهم على جانبى شارع الصناديلى ويتركوا حرم الطريق للمرور، لكنهم رفضوا واحتلوا الشارع مرة أخرى فكانت الحملات التى نزلت للتنظيم من المرافق وآخرها الحملة التى جمعت فيها 7 عربات كاملة تنفيذا لتعليمات محافظ الجيزة وحى جنوب الجيزة بالتصدى للإشغالات بيد من حديد فقد تم شن حملة مكبرة لرفع الإشغالات وإعادة الإنضباط للشارع الجيزاوى استهدفت إشغالات الباعة الجائلين والمحال التجارية المخالفة لشروط الترخيص ومرت الحملة بميدان الجيزة وتفرعاته، شارع ربيع الجيزى، شارع مراد، شارع الجامعة، شارع الأهرام وتم رفع 260 حالة إشغال متنوعة وتم إيداع ما تم رفعه فى مخازن الحى ولكن هذا لم يردهم فهم يهربون منا فى الحوارى والأزقة الجانبية وبعد مصادرة بضاعتهم يأتون بغيرها فى اليوم الثانى، وهذا المشهد لا يحدث فى الجيزة فقط بل فى كل الميادين التى تعانى من الباعة الجائلين.

والسبب من خلال خبرتى أنهم يريدون أن يكون السوق العشوائى فى قلب الطريق وأمام أبواب الميكروباص بحيث ينزل الزبون ليشترى منهم مباشرة، ولا توجد دولة تقوم على العشوائية، والحل من وجهة نظرى يتلخص فى إصدار قانون ملزم مثل قانون البناء يمنع وجود الباعة فى الميادين العامة، فهذا هو الحل الوحيد الذى سينظم هذه الفئة قبل طرح تأجير أسفل الكبارى، ثم إن المتاح الآن ينحصر أسفل الدائرى ولم يطرح بعد للإيجار.