وأوقفنى فى الظِلِّ فاحترقت
وقلبك الآن فى قلبى لا يبين..
وقال أُغطيكَ بالماءِ والثلجِ
قالَ تَقُصُّ بلحمكَ كل شمسٍ
وتُهَذِّبُ بالخوفِ بصرك..
قالَ فَسُدَّ بيننا المسالك
وقالَ تفرحُ لمَّا تُبْصِر
كى لا تُحبَسَ فى التمثالِ
قلتُ من ظِلِّكَ أطلِق إساري
لم أَرتعب حقًا، بل غَرِقتُ
فى لغتِكِ وتَبَلْبَلَ لسانى..
درتُ ودرتُ، خارجَ الأبوابِ
أو قل خِفتُ فعلًا، لدرجةِ أنَّ العابرَ ارتعشَ
حَطَّ الوليُّ النورَ وهَزَّ الحَوْصَلَةَ، المليئةَ
أصابعُهُ تجوسُ فى ظهرى، وعلى الطريقِ
الخارجةِ من الكَفِّ، لتصطدمَ بالجَدَّاتِ
والزوابعِ، ويزدحمَ الراقصونَ
ولماذا أنا يا سَيِّدَنَا..؟
ما الذى خَبَّاهُ الربُ فى عُلبتهِ،
لمَّا كان يتمشى فى الصحراءِ
وشَمَّكَ تحلُمُ تحتَ ظِلٍّ،
ستسقط سحابةٌ فيها وجهُ أبى،
وأنا أحمى عينى من العاصفةِ بيدى،
لمَّا تَمُرُّ على سجادةِ الساحرةِ..
البهاءُ يَلُفُّنِى فى حفرتِهِ،
فى جيوبى الخَّوافَةِ، و المخفيةِ..
وتسنِدُ ذراعى، كلما أنساها فى المتاهةِ
كلما تَسمَّرتَ فى الحقولِ
وأسقى الهواءَ بشحمى المتساقطِ،
أخرِقُ سفنًا وأحرُثُ البحرَ بين
أمسَحُ بهِ على ظلكِ الغافى ، فيُثْمر...
بعد ما غَادَرَنَا الملاكُ
قبل أن تحترق أصابعكَ بالضبط...
ذُبالَةُ الضوءِ النبيةِ فى الكأس الأخيرةِ...
اعتيادُكَ على كلام الموجِ
حتى تذوقَ غرقَكَ، ويلمسكَ مقامكْ...
الحريقُ وأسرارهُ العليا...