يتقطع قلبى كلما مررت بمحصول القرع العسلى خلال سفرى إلى شبين الكوم، أتابع حباته ملقاة على الطريق، تستغيث بالمارة على مدى شهور، يتحول لونها من البرتقالى والذهبى إلى الأصفر فالبنى الغامق ثم تتعفن، وكنت قد حضرت مهرجانا ألمانيا بولاية شتوتجارت للاحتفال بيوم القرع العسلى. المهرجان يضع زائره أمام خيارات عدة: تتعاقد.. تشترى.. تلعب أو تتسابق أو تأكل أو تقطع أو تحطم حبات القرع الضخمة.. أيًا كان اختيارك سيكون رائعًا.. حيث يلعب الأطفال والكبار.. ويستمتعون بجميع مشاهد القرع وأذواقه.
يبدأ الزوار يومهم بمشاهدة زراعته ورعايته ويوم حصاده، ثم ينتقل الزائر إلى مسابقات لاستعراض ألوانه وأحجامه، ثم يصل المهرجان لذروته بحفل تحطيم أكبر حبات القرع.
ويتضمن الاحتفال أنواعا مختلفة من الأطعمة والمشروبات المستوحاة من القرع «اليقطين» : «تارت القرع ، الفشار، والعصير والحساء أو بذور اليقطين المحمصة».
أتمنى، مع مبادرة الرئيس بالتطوير الشامل للريف المصرى، أن تنظم وزارتا التنمية المحلية والزراعة، مهرجانا احتفاليا شعبيا بين القرى والمراكز يخصص للمحصول الرئيسى فى كل محافظة، لنعيد الى الأذهان بشكل عصرى أعياد الحصاد، التى كانت أيام فرح عند المصرى القديم، وتعزز مبدأ المشاركة فى التسويق والبهجة.
وأمامنا فرصة هذا الشتاء، أن نحتفى بسفير مصر فوق العادة وهو البرتقال، الذى شرفنا فى أسواق أوروبا رغم أنف الجائحة، وننتظر أداء مماثلا للقطن المصرى وللطماطم وللقصب القناوى والتين المطروحى والزيتون السيناوى وغيرها من المحاصيل.
