فى تجربة أشبه بارتداء خوذات رواد الفضاء، أو ممارسى رياضة الهبوط بالمظلات، صمم فريق بحثى بجامعة كورنيل الأمريكية خوذة تلائم زمن «كورونا»، إذ يسهم ارتداؤها فى منع انتشار نحو 99.6٪ من قطرات السعال التى تنتقل عبر الهواء. ويعنى ذلك القضاء على حالة القلق المصاحبة لاضطرار البعض إلى التخلى عن «القناع الواقى» وفتح الفم فترة غير قصيرة، بينما يقف الطبيب على بعد بوصات من وجه المريض، فى حالة الخضوع لفحص الأسنان أو الحلق أو الأنف.
ويقوم تصميم الخوذة الشفافة على تغطية الوجه، بينما تترك منفذ جهة الفم والأنف للسماح بالتدخل الطبى. ويوجد منفذ آخر يخلق فراغاً داخليًا لمنع تطاير القطرات التى تنفث بواسطة المريض من بلوغ حيز الهواء بالعيادة ونقل العدوى. فيتم توجيه هذا الرذاذ وحجزه فى فوهة أعلى الخوذة.
وبحسب نتائج الدراسة التى نشرتها مجلة Physics of Fluids، فإن فاعلية الخوذة ترتفع لتسهم فى منع انتشار نحو 99.6٪ من قطرات السعال المتطايرة خلال اقل من الثانية. وذلك بالمقارنة ببدائل أخرى مثل الأقنعة الواقية التقليدية، وحتى أنظمة تنقية الهواء، والتى يلزمها ما يصل إلى 45 دقيقة لالتقاط 99% من قطرات الرذاذ المحمولة جواً.
وبحسب قول ونججى جيا،أستاذ الهندسة الميكانيكية والفضائية، والباحث الرئيسى بالدراسة، يعتمد تصميم الخوذة على مفاهيم هندسية مثل ديناميكيات السوائل الحسابية (CFD) جنبًا إلى جنب مع نماذج تتبع ومحاكاة مسارات القطرات عندما يسعل المريض. وتكشف الدراسة أن الفراغ المتاح داخل الخوذة يسهم فى التقاط رذاذ السعال داخل الخوذة وامتصاصها فى فوهة الترشيح.
ومما يزيد من أهمية الخوذة المستحدثة، أنه يمكن تصنيعها من البلاستيك المعاد تدويره، مما يجعلها فى متناول فئات عديدة من المستخدمين. ومن ثم يحد من انتشار العدوى خلال الفحوصات الروتينية فى مجال طب الفم والأسنان، والتى قد يتسبب تأجيلها بسبب القلق من تفشى «كورونا»، فى إحداث مشاكل صحية أكبر.
ويعتزم الباحثون أصحاب «الخوذة» البدء فى تنفيذ التجارب الفعلية لاستخدامها بمشاركة عناصر من الأطقم الطبية المعنية، مؤكدين صعوبة طرحها قريبا بالأسواق. ومن المنتظر أن تخضع الخوذة الجديدة إلى تعديلات نهائية، قد يكون من بينها إضافة خاصية التنبيه عند زيادة معدل الرذاذ، وبما يضمن تحقيق أهداف الكفاءة والراحة عند الاستخدام.
