كالحيوانات الضارية وقف الشاب العشريني، يراقب فريسته العجوز، تاجرة الأعلاف، لثلاثة أيام، ظل يتتبع حركاتها وسكناتها، ويلاحظ أدق تفاصيل يومها، حتى يجد اللحظة المناسبة ليفتك بها، معتقدا أنه سيعثر معها على الكنز.
بعد أن شاهد الشاب ما يكفي، ولاحظ مواعيد زبائن تاجرة الأعلاف، اختار اللحظة المناسبة، أثناء وجود العجوز صاحبة الـ83 عاما، وحدها، ودخل منزلها الذي تستخدمه في تجارتها، وبمجرد أن فتحت الباب، انقض عليها وخنقها حتى الموت، لكن خاب أمله بعدما عثر معها على 70 جنيها فقط.
في منطقة كوتسيكا بالمعادي، وداخل المنزل البسيط، التقت "بوابة الأهرام" بأقارب وجيران المجني عليها، ليرووا تفاصيل الواقعة.
"راقبها أكتر من يومين، عشان يستفرد بيها" يقول محمد نجل شقيق المجني عليها، إن المتهم كان يراقب المجني عليها لأكثر من يومين، للتأكد من أنها بمفردها داخل شقتها، ويوم الواقعة طرق الشاب، صاحب ال26 عاما باب العجوز مدعيا أنه يريد شراء أعلاف.
فتحت الضحية باب شقتها، لتجيب طلب الشاب، إلا أنه باغتها ودفعها للداخل، وأغلق باب الشقة، وخنقها لتسقط على الأرض، فتش الشقة ليعثر على الأموال التي اعتقد في وجودها، فعثر على ٧٠ جنيها فقط، كانت بحوزتها.
لم يكتف القاتل بما فعل، ولم يشعر بالندم للحظة؛ فبعدما لاحظ أن يد ضحيته العجوز تتحرك، عاد مرة أخرى، وأمسك بغطاء رأسها ولفه على رقبتها، وجذب طرفيه بأقصى ما يستطيع، ليتأكد أنها فارقت الحياة.
أما ابنة الضحية "رضا" فحضرت إلى منزل والدتها صباح اليوم التالي، لتطمئن على والدتها، طرقت الباب عدة مرات ولم تستجب لها والدتها، فاستعانت بالجيران لفتح شباك الشقة ودخلت منه فوجدت والدتها جثة هامدة على الأرض.
"لقيتها لابسة كل هدومها والإيشارب حوالين رقبتها"، تواصل رضا، حينها ظلت تبكي وتستغيث بالأهالي، بعدما لاحظت بعثرة في جميع محتويات الشقة، وكسر في زجاج غرفة كانت مغلقة، ما دفعها لإبلاغ الشرطة التي حضرت لمكان الواقعة، ونقلت الجثة للمشرحة.
ومن جانبهم، طالب عدد من الأهالي المتواجدين بالشارع الذي شهد الواقعة، بالقصاص العادل من المتهم.
البداية كانت بتلقي قسم شرطة المعادي بلاغاً بالعثور على جثة سيدة داخل منزلها بمنطقة كوتسيكا، وعلى الفور توجهت قوة من مباحث القسم لمكان البلاغ وتبين العثور على جثة لسيدة تدعى انشراح ٨٣ سنة، وحول رقبتها إيشارب.
بإجراء التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة، تم التوصل للمتهم وعقب تقنين الإجراءات تم القبض عليه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.
