تحيا مصر : نقطة سوداء فى تاريخ المجتمع الدولي الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لمذبحة مسلمي سربرينيتشا في البوسنة والهرسك (طباعة)
نقطة سوداء فى تاريخ المجتمع الدولي الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لمذبحة مسلمي سربرينيتشا في البوسنة والهرسك
آخر تحديث: السبت 11/07/2020 02:31 م
نقطة سوداء فى تاريخ
تحيي جمهورية البوسنة والهرسك اليوم الذكرى الـ25 لمجزرة سربرنيتسا التي ارتكبتها قوات صرب البوسنة ضد المسلمين في تسعينيات القرن الماضي، حيث أُعدم أكثر من 8 آلاف مسلم في يوليو 1995 وكانت المدينة آنذاك تحت حماية الأمم المتحدة.
مذبحة سربرنيتسا تعرف أيضا باسم الإبادة الجماعية في سربرنيتسا ، شهدتها البوسنة والهرسك في يوليو 1995 وراح ضحيتها حوالي 8 آلاف شخص من المسلمين البوشناق أغلبهم من الرجال والصبيان في مدينة سربرنيتسا خلال حرب البوسنة والهرسك ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة. وقد ارتكب المجزرة وحدات من الجيش الصربي تحت قيادة الجنرال راتكو ملاديتش. وصف الأمين العام للأمم المتحدة هذه المجزرة على أنها أسوأ جريمة على الأراضي الاوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وتوجد وحدة شبه عسكرية صربية معروفة باسم "العقارب" شاركت في المجزرة وكانت رسمياً جزءاً من وزارة الداخلية الصربية حتى عام 1991م.
في إبريل 1993 أعلنت الأمم المتحدة بلدة سريبرينيتسا الواقعة في وادي درينا في شمال شرق البوسنة "منطقة آمنة" تحت حماية قوات الأمم المتحدة، ممثلة بعناصر الكتيبة الهولندية في قوات الأمم المتحدة والتي يبلغ تعدادها 400 عنصر، وبناءً على ذلك قام المتطوعون البوسنييون الذين كانوا يدافعون عن المدينة، بتسليم أسلحتهم . إلا أن إعلان المدينة كمنطقة آمنة تحت حماية الامم المتحدة، لم يحل دون وقوع المجزرة ، بل بالعكس سهل حدوث المجزرة فى ابشع صورها، لان عناصر الكتيبة الهولندية لم يتدخلوا لأجل حماية سكان البلدة ذوي الأغلبية المسلمة، والاكثر من ذلك قاموا بتسليم من التجأ اليهم الى العناصر الاجرامية الصربية.
قامت القوات الصربية وباوامر مباشرة من أعضاء هيئة الأركان الرئيسية لجيش جمهورية صربيا القادة(العسكريين والسياسيين) بالقيام بعمليات تطهير عرقي ممنهجة ضد المسلمين البوسنيين والمعروفين باسم "البوشنياق" ،وقد حدثت على مرأى من الفرقة الهولندية التابعة لقوات حفظ السلام الاممية دون أن تقوم بأي شيء لإنقاذ المدنيين، علما أنها كانت قد طلبت من المسلمين البوسنيين تسليم أسلحتهم مقابل ضمان أمن البلدة، الأمر الذي لم يحصل بتاتاً. فبعد دخول القوات الصربية البلدة ذات الاغلبية المسلمة، قامت بعزل الذكور بين 14 و 50 عاماً عن النساء والشيوخ والأطفال، ثم تمت تصفية كل الذكور بين 14 و 50 عام ودفنهم في مقابر جماعية ، كما تمت عمليات اغتصاب ممنهجة ضد النساء المسلمات.
في اجتماع مغلق لمجلس الامن 10 اغسطس 1995 أي بعد شهر من سقوط البلدة بأيدي القوات الصربية، عرضت مادلين أولبريت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك صور ملتقطة بواسطة اقمار صناعية، تظهر فيه مكان دفن ألاف المسلمين من البوسنة من المدنيين ، الذين تم قتلهم من قبل الجيش الصربي ودفنهم في حقل زراعي قرب بلدة نوفا كاسابا على بعد 19 كم من سربرنتسا، تم العثور على 33 جثة فقط في المكان المذكور، بينماعثر على أكثر من 400 جثة في 20 موقع على أطراف بلدة سربرنتسا، مما يبعث الكثير من التساؤلات عن الدور الأمريكي في صرف الانتباه عن المكان الحقيقي للمجزرة. والذي يؤكد تقاعس المجتمع الدولي بشكل عام والولايات المتحدة والدول الاوروبية بشكل خاص ، فاصبحت ولا زالت نقطة سوداء فى تاريخ الامم المتحدة والمجتمع الدولي اجمع.