تحيا مصر : من شابه أباه فما ظلم (طباعة)
من شابه أباه فما ظلم
آخر تحديث: الأربعاء 24/06/2020 05:33 م تقى أشرف
يُصادف يوم الحادى والعشرين من يونيو من كل عام اليوم العالمى للأب، وتشهد مواقع التواصل الإجتماعى فى هذا إلىوك كمًا هائلًا من الرسائل التى يوجهها الأبناء من الجماهير والمشاهير لآبائهم عبر المنصات، وتتنوع الرسائل ما بين رثاء يرثى فيه الأبناء الآباء بعد مماتهم ولعل أشهرها رثاء أصالة لأبيها عبر تطبيق إنستجرام، وسائل حب وامتنان وتقدير ولعل أبرزها رسائل الفنانتين نور ونانسى عجرم لآبائهما عبر تطبيقى إنستجرام وتويتر.
وتعود فكرة تخصيص يوم للاحتفال بالأب إلى " سونورا سمارت دود " وهى إحدى سكان واشنطن التى قررت عام 1909 أن يكون هناك يوم مخصص للاحتفال بالأب بعد أن استمعت إلى إحدى المواعظ الدينية التى تتحدث عن عيد الأم خاصةً وأن والدها " ويليام سمارت " هو الذى كان يتولى تربيتها هى وأخواتها الخمسة منذ وفاة والدتها، لذا طالبت سمارت الكنيسة بتخصيص يوم للاحتفال بالأب واقترحت أن يكون يوم الاحتفال هو يوم عيد ميلاد أبيها فى 5 يونيو إلا أن ترتيبات الاحتفال تطلبت مزيدًا من الوقت حتى تم الإعلان عن أول عيد للأب فى يوم التاسع عشر من يونيو عام 1910.
ويتردد كثيرًا على مسامعنا المثل العربى القائل " من شابه أباه فما ظلم " مما دفع كثير منا للاعتقاد بأن هذا المثل هو المثل الأوحد عن الأب إلا أن التاريخ ملئ بالعديد من الحكم والأمثال والأقوال المأثورة عن الأب ولعل أهمهما: أب واحد خير من عشرة مربين " جان جاك روسو"، يعتنى الوالد بعشرة أطفال ولكن يعجز الأولاد العشرة أن يعتنوا به " مثل إنجليزى "، ليس هناك مكان ينام فيه الطفل بأمان مثل غرفة أبيه " فريدريك نوفاليس "، قلب الأب هو هبه الله الرائعة " بريفو "، لا يغفو قلب الأب إلا بعد أن تغفو جميع القلوب، وأخيرًا جملة " هو ذاك الذى تطلب منه نجمتين فيعود حاملًا السماء ".
ويشير القرآن الكريم إلى مكانة الأبوة فى عدة مواضع ولعل أبرزها: قصة سيدنا إسماعيل عندما أخبره سيدنا إبراهيم بشأن رؤيته التى رأى فيها نفسه وهو يذبح سيدنا إسماعيل، فما كان جواب سيدنا إسماعيل إلا أن قال " يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ "، ونظرًا لأن الأبوة مهمة سامية لا يمكن التنازل عنها لأحد مهما ارتفع مقامه فقد حرم الله التبنى وجاء ذلك واضحًا فى قصة سيدنا محمد مع أسامة بن زيد عندما أراد النبى تبنيه فأنزل الله عليه آية " ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ".
ويغرس الأب فى الأولاد القيم النبيلة والسلوكيات الحسنة ما يجعلهم بنية أساسية قوية فى المجتمع، وهناك الكثير من القصص الحقيقة الشاهدة على ذلك ولعل أبرزها تلك القصص التى تنشرها إحدى صفحات الفيس بوك " حكاوينا صُدفة " والتى تستهدف نشر قصص حقيقية فى شكل بوستات بهدف نشر الإيجابية بين مرتادى الصفحة، ومن أهم هذه القصص قصة لبنت تُدعى إسراء فتوح تحكى فيها موقف نبيل لوالدها فتقول " كنت بشترى أنا وبابا فاكهة، فبابا شاف بائع عنده فاكهة بس فاكهته مكنتش فريش، ولاقيت بابا دخل على البائع وسلم وطلب منه جوافة وموز ولما بابا حاسب البائع من غير فصال على غير عادة بابا، قولت لبابا كنا جبنا من البائع التانى فاكهته شكلها فريش وتستاهل فيها الفلوس !
فلاقيت بابا قال البائع ده قاعد فى الشمس وعنده أطفال والفاكهة دى نعملها عصير واهو البائع يروح بفلوس حلال مجبور خاطره ".
وقصة زوجة تُدعى منى عزمى تروى فيها موقف يوضح أثر تربية زوجها الطيبة لأولادها فتقول " كنا في رمضان وكنا قاعدين مستنين أحمد اببنا الكبير عشان نفطر ونرن عليه وتليفونه مغلق، طبعًا أنا خوفت عليه، ولاقينا أحمد داخل علينا بعد المغرب بحوالي نُص ساعة، واما سألته كنت فين، فقالى أنا أسف أنا أسف حقكم عليا ودخل قبّل كتف والده وقبّل رأسي كنوع من الاعتذار رغم أن مهما حصل مش هنضربه ولا نزعقله، وقالنا كان تليفونه فاصل وانه اتأخر لأن آخرعربية كانت بتحمل من قدام كليته واللى كان راكب فيها نزل منها قبل ما تمشى علشان شاف بنتين رايحين يقعدوا عند استراحة الأتوبيس فى الشارع بعد ما لاقوا آخر عربية وآخر كرسى اتملوا، فأحمد نده على البنتين علشان يركبوا مكانه ونزل من العربية وساعة ما أحمد كان بيحكى لاقيت منار بنتي بتقوله احلف فقالها والله، فلاقيت منار بتقول أصل وأنا جاية من حوالي ساعة نزلي واحد وكان آخر كرسي برضه وهو بيقولي احنا عندنا زيك يا بنتي اركبي،و لاقيت والدهم قعد ودعي اللهم لك الحمد في ذريتي وزدهم من خيرك يارب العالمين.