تحيا مصر : مروة أبو المجد تكتب: كن إنسان .. وكفى !! (طباعة)
مروة أبو المجد تكتب: كن إنسان .. وكفى !!
آخر تحديث: الأحد 08/12/2019 10:52 ص
مروة أبو المجد مروة أبو المجد
قال تعالى (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
                             صدق الله العظيم.
أثار حادث انتحار طالب الهندسة من اعلى برج القاهرة مؤخرا حالة متناقضة من التعاطف وإلتماس الاعذار لدى البعض و الإستنكار والتكفير لدى اخرين. 
استند المتعاطفين على مبررات اليأس والظلم والاضطهاد المجتمعي وغيرها من الأسباب التي قد تدفع لقرار إنهاء الحياة .

في حين تمسك الفريق الآخر بالحكم المجرد بأن المنتحر كافر وأن انتشار مثل هذا الحادث من شأنه ان يشجع الكثيرين على اتخاذ قرارات مماثله.

لم يكشف الحادث عن بشاعة وقسوة الظروف المحيطة فحسب بل كشف عن شئ في نظري هو أكثر خطورة.."إصدار الأحكام على الناس بالباطل "

أرى الجميع قد نصب نفسه قاضيا ليحاكم المنتحر ويصدر عليه حكما ابديا بالخلود في النار أو ليعطيه ويعطي من اراد السير على خطاه مبررات للإقبال على إنهاء حياته هربا من قسوة الظروف،وتناسى كلاهما الدور الذي خلق من اجله تناسى انه مخلوق وليس خالق انسان وليس قاضيا ليحاكم غيره ويصدر عليه حكم بالسلب او بالإيجاب.

تناسى المعارضون ان الانتحار لحظة يأس لا يفصلهم عنها سوى رحمة من الله شملتهم وعصمتهم ولا يدرى المؤيدون كم مكتئب وزاهد في الدنيا ينتظر من يشجعه ويبرز صوره المنتحر كالبطل حتى يقبل على نفس فعله متحررا من شعور الذنب.
جميعا مر بلحظات ضعف وأظن ان أكثرنا ايمانا فكر مرة واحده على الأقل طوال حياته في الانتحار لسبب أو لآخر.

لذا في مثل تلك الحالات لا نملك سوى الدعاء للمتوفى بالرحمة والمغفرة والدعاء لأنفسنا بالعافية والثبات ودع الحكم لله خالق كل شيء، هو مالك الملك، ولا يحدث في ملكه شيء إلا بإذنه، ولذلك فحكمه وأمره واجبان التنفيذ ، ولا يصح أن يكون الناس إلا عباداً لخالقهم العلي القدير، ولا أن يحتكموا إلا لربهم العزيز الحكيم.
"‏وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً‏" ‏